مرشحون للرئاسيات يعقدون مؤتمرا صحفيا :|: الثقافة التزام... أو لاتكون !..د. محمد ولد عابدين * :|: خطاب الرئيس في القمة الاسلامية ببانجول :|: لقاءات للرئيس على هامش قمة بانجول :|: انطلاق مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في بانجول :|: مسؤول في الناتو : لا ننوي إقامة قاعدة عسكرية في موريتانيا :|: مشاركة موريتانية بمعرض الصناعة التقليدية في باريس :|: وزيرا الدفاع والداخلية يزوران المناطق الشرقية :|: “واتس آب” يحصل على ميزات جديدة :|: ارتفاع مؤشرأسعارالغذاء العالمي للشهر الثاني على التوالي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
 
 
 
 

الهوية الحضارية بين حرية السياسة وسقوط الأعلى للقادة ؟ !...

samedi 1er mai 2010


من حكم الشعوب المستخلصة من تجارب الحياة الدالة قولهم :" أرمي بأولادك في البحر ليتعلم السباحة ؟" مقولة في الدنيا لها مدلول إلا في بلاد المليون سياسي الذي يتدحرج سقوطا إلى الأعلى كلما خطى نحو الزعامة الجائحة والقيادة الفاشلة ؟

من نصف قرن وموريتانيا شنقيط ترمي بفلذات أكبادها في بحر السياسة ليغرقوا في قاعه السحيق لعجزهم عن تعلم السباحة في لحظات هيجانه وتلاطم أمواجه ذلك هو مصير السياسيين في بلدي بلاد شنقيط المنارة والرباط شنقيط موريتانيا بلاد المليون شاعر أو على الأصح المليون فاشل سياسي سواء كان في السلطة حاكما متقنفذا أو معارضا متهما ومنبوذا محاصرا بأخبث أسلحة الحكام المتفرعينن الفاشلين والدكتاتورين كما يسجله القرآن الكريم ((إن هو إلا إفك افتراه وأعناه عليه قوم آخرون )) فأفضل أسلحة هذا النوع من الحكام الفاشلين هو : الاتهام للمعرضين بالخيانة والعمالة للأجنبي العدو المتربص , والاتهام بالعمالة والخيانة هي الحال الوحيد المسموح لسياسيين بتداول عليه في دورات السياسة وفق مقتضيات الطابور العسكري المسمى بالديمقراطية على الطريقة الموريتانية التي تأتي لسلطة بالقوة العسكرية ثم تلبسه بلبوس المدنية أو بيت العنكبوت الانتخابات الشكلية التي يشرعنها كل الساسة ويغني لها المليون شاعر ونصف المليون شاعرة بضغط الواقع الاقتصادي والاضطهاد المجتمعي والتفكك الأسري , فيغني لها الجميع ولو من باب حكمة شاعرنا الشنقيطي القاضي أحمد الحسن في قوله :

كذا تقطع أيدينا ونبتسم *** ودا لأعدائنا كي تقطع القدم ؟ !

واستجابة لحكمة مقولاتنا الشعبية : اليد أل ما تستطيع أن تقطعه قبله ؟ " والفارظ عدله خصلة ؟" مقولات تعبر وتبرهن على شدة ذكاء سياسينا وقوة إرتباطعم بتراثنا الشعبي المعبر عن هويتنا الحضارية وخصوصياتنا في التعامل مع الحياة ؟

والساسة عندنا سواء كانوا في السلطة أو خارجها على درجة واحدة من جهل السباحة والغرق في أعماق بحرها الهائج دوما والمتلاطمة أمواجه في موريتانيا البلد الذي لا يتجاوز سكانه الثلاثة ملايين ونصف المليون من ذو الأصول المختلفة والأعراق المتكاملة تاريخيا والمراد لها اليوم سياسة أن تتنافر وتتشاكس غلقا للبوابة الإسلامية والعربية الغربية على القارة الافرفية والتي يعلن المتنفذون دوليا أنها يراد لها أن تكون مسيحية بالكامل في نهاية النصف الأول من القرن الحالي ؟ !

وموريتانيا تاريخيا وحاضرا عند السياسيين تقوم فيها الهوية بمكانة ودور ووظيفة القمر بنسبة للبحر فكل ما أرسلت الهوية متطلباتها في مفاصل الحيات المواجهة لها فتستجيب الهموم لضغط دواعيها فترتفع الأزمات العرقية المعبرة عن فشل السياسة , "والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين " لكن من خصوصيتنا نحن في موريتانيا أننا نلدغ من ذات الجحر أربع مرات وربما أكثر : (أحداث 1966م – 1985م – 1989م –أحداث الجامعة 2010م) باتجاهها أما في الجهة المقابلة (السلطة بأركانها ومشاريعها وبرامجها – والمعارضة بتشكيلاتها ) والتي تضعف فيهما أي السلطة والمعارضة الاستجابة الفاعلة للهوية فترتج البنية الاجتماعية والوطنية مظهرة أثر القوة الجاذبة التي ترفع سطح الأحداث والأزمات فيتسع أثر الأزمات في الاتجاهين المقابل للهوية والمضاد لها في حين ينكشف زيف وضعف مشاريع العمل الوطني في الاتجاهين اتجاه السلطة الذي حدث به المد واتجاه المعارضة البائسة في البرامج التنموية والاستراتجيات السياسية , فينخفض مستوىاهما عن هموم المواطن ومفاهيم بناء الدولة فيغرق الجميع في قاع البحر لأنهم لم يتعلموا السباحة وقديما قال أجدادنا (إن كانوا عقلاء زادهم الدهر تجربة؟) وهذا ما لم يحصل كذلك لسياسيينا وقادة الدولة عندنا والذين يعميهم دائما الطمع والهلع ومن حكم مورثنا الشعبي (العجله على ألغنا أتفقر )؟ !

والظاهر أن أصدق ما يعبر عن حال سياسينا من تراثنا الشعبي هي الحكاية التي تقول : أن الضبع يولد سليما معافا من العرج لكنه كل يوم يعيشه من حياته يميل درجة حتى إذا ما وصل إلى سن البلوغ اكتمل عرجه وهذا تماما ما يحدث مع السياسيين ورجال السلطة عندنا فيبدؤون حياتهم السياسية منا ضلين من الطراز الأول : في سبيل الحرية والعدالة مسبحين بسم الهوية وكل ما اقترب واحد منهم من كرسي القيادة سواء في مؤسسات الدولة أو المجتمع المدني مال بقدر سلطة كرسيه الذي وصل إليه فإذا ما وصل إلى مراكز السلطة أو القرار اكتمل عرجه فيتنكر لكل ما ضيه بل يصبح أكبر عدول له وأحد سيف مسلط على من يحمل برامجه وأفكاره السابقة وتلك هي خاصية الساسة والسياسيين في بلاد السيبة ؟

والسيبة في تاريخنا ما بعد الاستعمار الفرنسي وبواكير دولة "آماليز" تعني إطلاق العنان للجيش ليعيث في الحياة فسادا وخرابا بسم تأديب المارقين والخارجين على سلطة المخزن , وهذا تما ما هو ما نعيشه اليوم : سيبة يقوم بها الجيش الفاقد لبوصلة دوره وهويته وأعوانه من( بشمرك الأحزاب) (وجن جاويد القبائل) و(أطفال سياسة شارع القبيلة وبقيا لقطاء الحضارة وتماسيح دولة آماليز) و تحت مسميات وفصول عديدة لعل من أحدثها وأبرزها وآخرها : مشاريع موريتانيا الجديدة ومحاربة الفساد , والذي حدث فيه تماما مثل ما حدث للممثل القدير (العظمه ) في مسرحياته (حكايات) حيث جلس مديرا لأحد المؤسسات وذات يوم سرقت منه قطعة قماش فأقام الدنيا ولم يقعدها على عمال المؤسسة واستدعى المباحث لتطهير المؤسسة من الفساد وجاءت المباحث بكلبها الذكي الذي يستخدم حاسته لاكتشاف اللصوص لكن المفاجئة التي لم تخطر ببال المدير أن الكلب لم يتجه للكشف عن سارق قطعة القماش الصغير وإنما بد أ في نباح السارق الكبير وهو طبعا المدير نفسه ومن على شاكلته من اللصوص الكبار ممن سرق الهوية والقيم والموارد والسياسة ومن حكايات المسرح أن الفنان القدير (دريد لحام) وقف في الشارع يوما يعرض أحد أبنائه للبيع ليقتات فجاءه من ينكر عليه فعله فقال له كان من الأولى لك والأجدر بك أن تنكر على الذين باعوا الأوطان بكامل ها أرضا وموارد وإنسان ؟

قادتنا وسياسيونا اليوم في موريتانيا وبعد كل الخيبات والإخفاقات ظهروا أمام أحداث الجامعة وحالهم كحال مسافر أمي قدم من الصحراء إلى محطة قطارات تنطلق منها عشرات القطارات في اتجاهات مختلفة فامتطى أول قطار صادفه حتى إذا ما وصل إلى محطته الأخيرة نزل منه فوجد أنه ذهب إلى المسار الخطأ وهو لا يفهم لغة أهل البلد ولا علامات المسارات والاتجاهات فأصبح همه الأكبر أن يعود إلى محطة الانطلاق التي انطلق منها هذا هو حال السياسيين اليوم عندنا في موريتانيا فهم لا يفهمون لغة الواقع ولا احتياجات أهله حين ركوبهم لقطار السياسة وبعد عناء السفر وطول المسير وجدوا أنفسهم في المحطة الخطأ والاتجاه المعاكس يبحثون عن نقطة الانطلاق في الهوية والوحدة الوطنية والتنمية ومن حقهم والحالة هذه أن يستضيفهم عالي الظفير قبل فيصل القاسم لأن حصادهم يحتاج إلى حديث في العمق وبنفس الدرجة التي يحتاجون فيها إلى القدرة والشجاعة على قبول الآخر وجودا وهوية ورؤية للحياة ومفاهيم العمل الوطني وأبجديات السياسة وأسباب بوار الدول ومهلكات الشعوب ؟

ما من شك أن عجز الدولة في عقودها الماضية عن الإحلال محل القبيلة هو أبرز سبب مباشر في ظهور الحركات الفئوية والعنصرية في أنحاء متعددة من مفاصل الدولة ومناطق البلاد المختلفة وكأن الدولة تعيد تجربة أيام القرامطة مع الدولة العباسية حين استدعت قوة نفوذ الجند ثم سيطرتهم الكاملة على الدولة وبالتالي على الحكم إلى جانب الحروب الطويلة التي خاضها الطبقات الاجتماعية ضد سلطة دولة (العسكقبلية ) الجائرة الفاسدة والظالمة فأصبح الجند بعد امتداد نفوذهم وسيطرتهم يتصرفون تصرفات تسيء إلى سمعة الحكم وهيبته ولا يستطيع الحاكم أن يقوم بعمل ضدهم ولو فكر بذلك كان مصيره الانقلابات الأمر الذي جعل الحاكم ألعوبة بأيد المؤسسة العسكرية تماما كما هو حال العباسيين أيام القرامطة وما أشبه الليلة بالبارحة :

خليفة في قفص بين وصيف وبغا *** يقول ما قالا له كما تقول الببغا .

يضاف لهذا تنازع قادة حاشية السلطة الذين تعودوا على الحظوة والاستفادة من خلال أسلوبهم المعهود وهو أن ينازع بعضهم بعضا وفي ظل نفوذ قادة من الجند لا يجيدون التخطيط ولا يحسنون إدارة الشؤون ويتحكمون في كل صغيرة وكبيرة وهو ما يجعل الدولة كمؤسسات ونظام ضعيفة وأمورها متخبطة وتتقاذ فها موجات الحركات السرية الجهوية والقبلية والعنصرية الحر بائية والمتمرسة في استدراج الدولة بإثارة الفتن والقلاقل كل ما شعرت بخروج مؤسسات الدولة من قبضتها وخدمة مصالحها ؟ !

وهكذا تصبح الدولة بمؤسساتها مأواي للفاسدين ومزرعة لأسباب الفتن وعوامل الثورة في كل زمان ومكان يقول المؤرخون لتاريخ الثورات أن من أبرز أسباب نجاح الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات هو عجز النظام المركزي (الدولة) والمجتمعي(الأحزاب) عن مسايرة تحولات المجتمع والاستجابة لحاجياته الأمر الذي يؤدي لا محالة إلى بلورة وبروز عوامل قيام الثورة والمتمثلة في :

1 – الشعور الحاد بالخطر على الهوية والذات الحضارية ومقومات الوجود .

2– وجود البرجوازية والعمال والفلاحين والحرفيين في درجة تجعل مصالحهم متعارضة ومتناقضة في بنية المجتمع ومؤسسات الدولة , وعجز الدولة عن نصب ميزان العدل والقسط بين تلك الطبقات .

3– إحساس الغالبية العظمى من الشعب (المتعلمين – والمهمشين ) أنها تتحمل الأعباء والمشاق الكبيرة, وتحرم من أي اهتمام خدمي يوازي ما تبذله من جهد نتيجة رفض طبقة ذوي الامتيازات من الضباط ورجال السلطة ممن كسبوا الثراء والنفوذ بسم الدولة وعلى حساب الشعب .

4– ضغط الأزمة الاقتصادية وانهيار المنظومة الأخلاقية لأمر الذي يدفع بالطبقات لمهمشة (العاطلون عن العمل بلا سوابق - وحراس السلطة من الجنود البسطاء - والعمال العاديين - وضحيا الظلم الاجتماعي ) إلى الإحساس بوقع الظلم والغبن الحاصل وبسم الدولة والقانون والمسئولان في نظر الجميع عن مستوى الظلم والحيف وخراب الاقتصاد ودمار المحاصيل الزراعية وارتفاع الأسعار وانتشار البطالة المطلقة والمقنعة وفي هذه الحالة فإن قيم السماء وقوانين الأرض يدفعان إلزاما ويحرضان على الثورة على الفساد وطحن رؤوس الظلم وكل ما يرمز لذلك من نظم ومؤسسات .

ولما كان النظام القائم هو السبب المباشر في كل ما حصل والحامي له وهو يستمد مشروعيته وحمايته من مكوماته أي : تحالف رجال الدين ورجال السلطة كانت في كل مرة الشعارات المناسبة لضحايا هي : أخنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس , إننا نستطيع العيش بدون الحاجة إلى الله- وطبعا المقصود إله الأرض الحاكم الظالم - ولا إلى تعليمات البابا , منطق يقبله الدين ويقتضيه الواقع إذا كان فعلا ذلك هو الدين , ومن هنا يتبين أ ي مستوى من الجرم والجريمة يرتكبه رجال الدين وجنايتهم على القيم الأخلاقية والدينية حين يتحولون إلى جسور للظلم أو حلفاء للظالمين فيصدون الناس عن الدين بعد ما شوهوه وأكره الناس على الكفر به وبخالقهم والله جل وعلى يقول : (( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء )) وهذه الجرائم والأفعال المشينة ليست محصورة على رجال الدين الكنسي فقط كما يظن فقهاء وأئمة السلاطين أو أرباب الحركات والأحزاب الإسلامية الباحثين عن جوار السلطان , وإنما تنطبق أثرا ومدلولا على كل رجال دين يبيعون الدين للسلطان وينفرون الناس منه بسوء عرضهم له في مواقف مكشوفة تبرر الظلم وتحمي الظالمين بسم الدين من غضب المظلومين عبيدا كانوا أو ضحايا ممارسات الدولة وإدارتها لموارد البلد وأرزاق الشعب .

د محمد المختار دية الشنقيطي .

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا