احتضنت الدوحة أمس الاثنين أعمال الملتقى الثاني لرجال الأعمال من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية برعاية الشيخ فهد بن جاسم ال ثاني وزير التجارة والعمل في دولة قطر وبمشاركة وفد من رجال الأعمال الموريتانيين برئاسة السيد أحمد باب ولد اعزيزي رئيس الاتحاد العام لارباب العمل الموريتانيين.
وتم خلال اللقاء استعراض، تطور العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية وتطلع رجال الأعمال العرب للالتقاء بنظرائهم رجال الأعمال من أمريكا اللاتينية وبناء جسور تعاون جديدة، ولاستكشاف أفاق مستقبلية للعلاقات بين مجتمعي الأعمال في اقليمين يضمان 700 مليون نسمة، تربطهما علاقات تاريخية تعود لمئات السنين ارسى قواعدها الاخوة من الجاليات العربية خاصة من فلسطين ولبنان وسوريا المقيمين في دول أمريكا اللاتينية والذين يربو عددهم على 20 مليون نسمة.
ولاحظ المجتمعون تنامي العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية وكون حجم التجارة والاستثمارات ما زال دون الطموحات بالمقارنة بالإمكانيات المتاحة. فحجم التجارة حسب مصادر المؤتمر بين الإقليمين بلغ 20 مليار دولار عام 2008 معظمها مع البرازيل وهذا لا يشكل أكثر من 2% من تجارة أمريكا اللاتينية مع العالم ويقتصر على بعض السلع والنفط بشكل اساسي، مما يستوجب البحث في سبل تنويع التبادل التجاري وزيادته، و ازالة معوقات حرية انتقال السلع والافراد خاصة الضرائب الجمركية وتوفير وسائل النقل البحري والجوي المباشرين.
وثمن مجتمع الاعمال العربي اللاتيني ما اثمرت عنه القمة الاولى التي عقدت في برازيليا عام 2005 بالإعلان عن إنشاء أول خط طيران مباشر بين العالم العربي وأمريكا الجنوبية، من دبي إلى (ساو باولو) ودعا لتسيير المزيد من خطوط الطيران المباشر التي تربط الاقليمين.
وفي ذات السياق دعا الحكومات الى سرعة انجاز مفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة الجارية بين عدد من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
ونوه المجتمعون على صعيد دور القطاع الخاص العربي في تنمية اواصر العلاقات بين مجتمعي الاعمال في الاقليمين، بمبادرة اتحاد رجال الاعمال العرب في عام 2005 الى تنظيم اول زيارة عمل الى البرازيل ضمت عددا كبيرا من رجال الاعمال العرب اعضاء الاتحاد، وقد اسفرت هذه الزيارة عن توقيع اتفاقية تعاون بين الاتحاد وغرفة التجارة العربية البرازيلية.
وأشار الى وجود فرص جمة للاستثمار في الوطن العربي اثر اقرار عدد من المشاريع الكبيرة في مؤتمر القمة الاقتصادية العربية التي عقدت مؤخرا في الكويت، تشمل مشاريع صناعية وزراعية وانشاء خطوط السكك الحديدية وتطوير الموانئ البحرية والجوية، بالاضافة الى مشاريع المياه والطاقة والبنية التحتية في الدول العربية، مما يفسح المجال للاستفادة من خبرة دول امريكا اللاتينية والتعاون المشترك لتنفيذ هذه المشاريع بين الحكومات والقطاع الخاص، كما انه بامكان الشركات اللاتينية التي ترغب بالاستثمار في العالم العربي الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط العديد من الدول العربية مع الولايات المتحدة والشراكة مع الاتحاد الأوروبي، فضلا عن منطقة التجارة الحرة بين الدول العربية والتي تشمل سوقا واسعة وتزخر بالموارد الطبيعية والقوى البشرية المدربة.
(و م أ )