أعلن المستشار بالرئاسة الموريتانية، محمد المختار ولد امباله، أن ما يتجاوز ثمانين بالمائة من المعتقلين السلفيين تبرأ ’’من التكفير وحمل السلاح والتطرف والغلو و قد كتبوا ذلك ووقعوا عليه إما بصورة جماعية أو بصورة فردية’’. و سمحت نتائج الحوار للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بلقاء وفد العلماء المفاوض الذي تقدم له بمقترحات بشأن غالبية المعتقلين تفيد بتحسن الوضع الأمني في البلاد.
شجعت النتائج التي أدت إليها حلقات الحوار، الأولى من نوعها في موريتانيا، الرئيس محمد ولد عبد العزيز، على التفكير في مشروع لم يعلن عنه بعد، قد يتضمن إطلاق سراح غالبيتهم مع تقييدهم بإجراءات قانونية خاصة. و أعلن المستشار بالرئاسة الموريتانية، محمد المختار ولد امباله، و المتحدث باسم لجنة العلماء بوزارة الشؤون الإسلامية قائلا إن هذه الغالبية العظمى من المعتقلين ’’أقرت بأنها استفادت من هذا الحوار وأنها أيضا صححت لديها مفاهيم كان فيها لبس، وهناك قلة جدا قد لا يتجاوز عددها الثلاثة لم تبد استعدادا للحوار، إما لظروف مرضية أو لظروف خاصة’’.
وأشاد ولد امباله بظروف التفاهم والتواصل التي سادت الحوار قائلا إن :’’العلماء قاموا بدور تميز من خلال عرضهم لكل الإشكالات عرضا عليا وتقديم الدليل الشرعي على الصواب منها والخطأ ’’. وقال ’’لقد بحثت في هذا الحوار قضايا ’’ الولاء والبراء’’ ’’والحاكمية’’ وما يكون سببا لـ’’لخروج من الملة وما ليس مسببا للخروج منها’’، وطرحت أيضا قضية ’’الاستئمان والاعتداء’’ على المؤمن من الغربيين في البلاد الإسلامية. وقضايا ’’الديمقراطية والقوانين الوضعية’’. كل هذه القضايا يقول ولد امباله نوقشت وعرض العلماء الأدلة الشرعية فيها وتعامل معها الشباب بإيجابية وصلت إلى أن بعضهم استغفر الله وصرح بأنه كان عنده لبس في هذه المفاهيم. وقال ولد امباله إن الحوار ليس مناسبة فقط تبدأ وتنتهي وإنما هو خيار ونهج تعتمده الدولة في التعامل مع كل القضايا المطروحة على الوطن. وسيتجدد كلما تجددت إليه الحاجة.ورغم أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لم يعط حتى الآن أي ضمانات بشأن السلفيين ’’التائبين’’ إلا أن وفد العلماء يضغط باتجاه بلورة موقف مشترك لتخفيف بعض الأحكام الصادرة بحق بعض المعتقلين أو الإفراج عنهم ضمن صفقة شاملة بين الدولة ومعتقليها الحاليين.
وقال المختار ولد امباله إن ثلاثة من السجناء السلفيين رفضوا الحوار لظروف خاصة بهم،بينما وقع البقية على بيان التراجع عن التكفير وحمل السلاح على المجتمع وتكفير الدولة، لكن المستشار لم يكشف عن موقف، الخديم ولد السمان، الزعيم الفكري ’’للقاعدة’’ في موريتانيا، و الحلقة الصعبة في الحوار كله، و هو الوحيد الذي كان له رأي مخالف تماما، و نقل عنه قوله ’’ إن العلماء لم يناقشوا مع السلفيين قضايا مثل الحاكمية، وأضاف : ’’هؤلاء العلماء لا يعرف كثير منهم أصول الدين ولا أساليب الحوار وليسو متبحرين في قضايا التوحيد والإيمان و مشكلتهم هي أنهم يحفظون بعض المتون الجامدة ويحاولون إسقاطها على قضايا لا علاقة لها بها، ويرفضون في كثير من الأحيان العودة إلى الكتاب والسنة ويتحاشون مواجهة الحقيقة’’. ويأتي لجوء الحكومة الموريتانية إلى هذا الإجراء بعدما عرفت نواقشوط نشاط مكثف لعناصر القاعدة في المغرب الإسلامي تجلت أكثر في اختطاف رهائن غربيين قصد الحصول على فدية مالية ، وهو ما جعل نظام الرئيس ولد عبد العزيز يتعرض لضغوط خارجية جمة خصوصا من فرنسا واسبانيا سواء بالتساهل في محاربة الإرهاب أو لضعف التغطية الأمنية في البلاد .