« القدس العربي » : أدت زيارة مطولة من عشرة أيام بدأها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أمس لمناطق الشرق الموريتاني، مضافة لفشل مفاوضات بين الحكومة ومئات المضربين من عمال شركة « اسنيم » أكبر شركة منجمية في البلاد، لتأجيل الحوار السياسي الذي ينتظره الجميع بفارغ صبر لحل الأزمة التي تشهدها موريتانيا منذ انقلاب آب/ أغسطس 2008.
وقد تجاوزت المعارضة الموريتانية المطبات التي اعترضت تحضيراتها للحوار حيث وقع قادة أقطابها الأربعة خارطة الطريق المقترحة للحوار، كما سمت الوفد الذي سيتولى تسليم هذه الخارطة لمندوب الحكومة المكلف بملف الحوار وهو مولاي ولد محمد الأغظف الوزير الأمين العام للرئاسة.
وأبلغت المعارضة بتأجيل استلام ممهدات الحوار لما بعد اكتمال زيارة الرئيس للولايات الشرقية التي تتوجس المعارضة خيفة من أهدافها وخلفياتها حيث تتداول إشاعات داخل أوساط المعارضة، بأن الرئيس سيمهد عبر زياراته الحالية، لاستفتاء شعبي لتعديل الدستور بما يتيح له البقاء في السلطة مدة أطول من المأمورية الحالية.
وتفند أوساط السلطة هذه الإشاعات وتؤكد أن جولات الرئيس الحالية مجرد اطلاع على أوضاع السكان وشرح للإنجازات المحققة.
ومما يعرقل البدء في الحوار اشتراط منتدى المعارضة الموريتانية التوصل لحل مشكلة إضراب المئات من عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم الممتنعين عن العمل منذ 47 يوما، حيث فشل وفد حكومي موريتاني خلال عطلة الأسبوع في التوصل لحل مشكلة هذا الإضراب الذي شل نشاط الشركة.
وتنشغل المعارضة حاليا بالموضوعات التي سيتناولها الرئيس الموريتاني في خطاباته المقررة في جولاته التي بدأها أمس.
فعلى أساس ما سيرشح من أفكار في هذه الخطابات ستتبين المعارضة الخلفيات التي دفعت الرئيس للهرولة نحو « حوار بلا خطوط حمراء ».
* بتصرف