الموريتانية للطيران تعلن رحلات بين نواكشوط وكيفه :|: وزارة التهذيب تنذر 232 من المدرسين المتغيبين بالفصل :|: موريتانيا تبحث عن دعم الاتحاد الدولي للاتصالات :|: موقع فرنسي يكتب عن مشاركة موريتانيا في مؤتمر للطاقة بأمريكا :|: توقعات بارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة في بعض المناطق :|: الشرطة تفرق بالقوة وقفة احتجاجية للأطباء المقيمين :|: المحكمة العليا ترفض منح الرئيس السابق حرية مؤقتة :|: لقاء حول تأمين الثروة الحيوانية :|: الوزيرالأول يجري مباحثات مع شركة "جنرال ألكتريك" :|: دالاس :الوزير الأول يحضر جلسة عمل حول تحديات التنمية الاقتصادية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

لقاء الشباب..مجرد أفكار../ محمد ولد أبهاه

jeudi 6 mars 2014


سألني أحد الأصدقاء عما إذا كنت قد شاركت في التسجيل مع الشباب الذين سيلتقون بفخامة الرئيس، أجبته بالنفي ولم أخبره أني لا أريد لقائه إطلاقا، لا تستهويني السياسة كثيرا وخصوصا في بلدي المتهالك، لم أجد في الحزب الحاكم ما يغريني لإتباعه والتصفيق بجانبه كما يفعلون ولم أجد في تيارات المعارضة ما يحثني على النضال بجانبها.

في بلدي المتهالك تعتبر السياسة في المقام الأول وسيلة للحصول على السلطة والثروة والأضواء، لأننا بكل قسوة الصراحة شعب مخادع ومخدوع، لا يحكم فينا حاكم إلا صفقنا معه وركضنا خلفه، لايعارض منا إلا من لم يجد منفعة مع النظام الحاكم وغالبا ما تكون تلك المنفعة مادية بحتة، يخطب فينا الخطباء بفصاحة الأعراب لكي يحصلوا على أصواتنا الخافتة في الإنتخابات وبمجرد وصولهم لتلك المناصب يختفون في صمت سرمدي رهيب.

ماذا أقول لسيادة الرئيس؟ هل أسأله عن طرقات العاصمة التي كان من المفترض أن تكون معبدة أو عن شركة تازيازت التي تطرد أبنائنا بصورة وقحة ومهينة لأنها تعلم أنه لا يوجد من يدافع عنهم أو يحفظ حقوقهم، هل أسأله عن التعليم الذي أصبح سلعة تباع في مجمع المدارس فقط لأن أجور الأساتذة في تلك المدارس اللئيمة مرتفعة جدا مقارنة بالمدارس والمؤسسات التعليمية الحكومية.

ماذا أسأل سيادة الرئيس وماذا أناقش معه؟ هل أسأله عن قطاع الصحة الذي يعاني من الإهمال الكارثي؟ وهل تعلم سيادته الموقرة أن بعض رعاياه المرضى يموتون لأنهم لا يملكون ما يعالجون به أنفسهم، وعن أية أفكار سأخبر الرئيس ؟

نحن شعب لا يحتاج إلى الأفكار بقدر مايحتاج إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع مهما كانت متواضعة، نحن شعب يحتاج خبزا و أرزا و ماءا ولا نحتاج ألى مؤتمرات و ندوات و مهرجانات.

عن أي تصور مستقبلي من وجهة نظري سأخبر الرئيس؟.. يا فخامة الرئيس أطعم الجياع وأقم بنى تحتية وما إلى ذلك، ابحث لشعبك المسكين عن إستثمارات خارجية تعود بالنفع عليه، سيادة الرئيس إن الشعب يموت يوميا وإن أفكار التفرقة تنتشر بين بيوت و أكواخ هذا الشعب البائس.

إنني يا فخامة الرئيس لم أسجل للقاء بك، لسبب وحيد وهو كوني قد سئمت من الكلام و النقاشات العقيمة، لقد سئمت من الوعود و الرؤى الواهية، هم سيصفقون بعد نهاية كل خطاب لك وسيهتفون باسمك و يسبحون بحمدك ويقرضون عليك الشعر ويسرفون في مدحك حتى باللغة الهندية، والآخرون سيسخرون من حكمك و من أعمالك و مشاريعك و سيشككون في كل ما تحاول إنجازه، سيتظاهرون و يعتصمون و يضربون و يحتجون.

و لكن ماذا حل بالمستضعفين في الأرض؟ ماذا حل باليتامى و اليائسين و العاطلين عن العمل؟ ماذا حل بالذين تمزقت أحلامهم و تبعثرت آمالهم؟

يا سيادة الرئيس : إننا شعب يخدع نفسه، قناعاتنا السياسية فاسدة وتوجهاتنا مشوهة، نلبس أثوابا من الطهارة الفكرية لا نملكها أساسا، و نصيح في كل الإتجاهات لا ندري ماذا نريد بالضبط.

صدقني يا سيادة الرئيس إن رعيتك تحتاج إلى اللحوم و الزيت و البنزين و السمك أكثر مما تحتاج إلى مؤتمر لنقاش الأفكار و الآراء و وجهات النظر، صدقني يا سيادة الرئيس فهذا الشباب الذي تصفه بأمل هذه الدولة وهذا الشعب يوشك أن يشيب و ثلاثة أرباعه تسبح في محيطات البطالة و تنام على قارعة طريق البؤس و اليأس...

كم من شاب قد شاب قبل الثلاثين و هو يحمل شهاداته ذهابا و إيابا بين المؤسسات و المكاتب بحثا عن وظيفة كان يحلم بها في أزقة الجامعة البائسة، كم من امرأة ضعيفة تصارع الحياة و تحدياتها من أجل كسب لقمة تسد بها جوع صغارها، كم من رعاياك يعيشون في القرى النائية و المناطق المعزولة يشكون الفقر و المرض و الظلم و قد إنتخبوك رئيسا لهم،
صدقني سيدي الرئيس فهذا الشعب لا يكترث لهذه المؤتمرات ولن يكترث أبدا...

سيادة الرئيس إن العدل هو أساس الملك و المساواة هي قوة الدولة و الصدق هو عماد الحكم و لن تتقدم هذه الدولة إلى الأمام شبرا واحدا بالنقاش و الحوار و الدراسات لأن الشعب سئم من الكلام و النظريات و فاض به الكيل.

سيدي الرئيس، أطالبك بصوتي الضعيف أن تلغي هذا اللقاء و تعمل بكل طاقة حكومتك من أجل تحقيق إنجازات لهذا الشعب المسكين، الشعب يريد الأفعال ولا يريد الأقوال.

سيادة الرئيس أنقذ شعبك قبل فوات الأوان لأن اليأس و الجوع يقضيان عليه بصمت.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا