من المتوقع أن يرتفع مخزون الأرز العالمي ليسجل رقماً قياسياً للسنة العاشرة على التوالي، بعد ما أدت خطط حكومية لصالح زارعي الأرز إلى تضخم احتياطي الدولة في كل من تايلاند والصين.
ويشكل الأرز مادة الغذاء الرئيسية لأكثر من نصف سكان العالم، ودعم الدول للزرّاع منتشر بشكل واسع، من خلال السياسات التشجيعية، فضلا عن الإعانات المباشرة التي أدت إلى تزايد المخزون.
وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة العالمية ’’فاو’’، التابعة للأمم المتحدة، أن يرتفع مخزون الأرز العالمي بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 183 مليون طناً في عام 2014. ووفقاً لمراجعة تجريها المنظمة لأسواق المنتجات الزراعة العالمية مرتين سنويا، يتوقع أن تسجل كل من الصين وتايلاند وفيتنام زيادات في مخزوناتها.
وقالت المنظمة إن الزيادة تجيء في وقت أخذت فيه أسعار الغذاء في الاستقرار بسبب حصاد وفير من الحبوب والمحاصيل الغذائية الأخرى، ما أدى إلى تخفيض فاتورة واردات الطعام العالمي بنسبة 3 في المائة، لتهبط إلى 1.15 مليار دولار في عام 2013. وقال كونسابسيون كالب، خبير الأرز في المنظمة : ’’إن السوق مشوهة إلى حد كبير في الوقت الحالي بسبب السياسات’’.
وعلى الرغم من خفض توقعات الإنتاج بسبب الأحوال الجوية السيئة في الصين والهند - وهما أكبر منتجَين - قالت ’’فاو’’ التي يوجد مقرها في روما، إن الإنتاج العالمي من الأرز سيسجل رقماً قياسياً مقداره 494 مليون طن.
وبحسب المنظمة، كان متوقعا أن يزيد الإنتاج عن الاستهلاك في عامي 2013 و2014، ما يؤدي إلى مزيد من تراكم المخزون.
ومن المنتظر أن يؤثر مستوى المخزون المرتفع ومستويات الإنتاج العالية على أسعار الأرز على المدى المتوسط. وفي الآونة الأخيرة تأرجحت أسعار الأرز القياسية في فيتنام حول 400 دولار للطن الواحد، أي أقل بنسبة 10 في المائة عما كانت عليه قبل نحو عام.
ومن المتوقع تضخم مخزون تايلاند، مدعوماً بعمليات شراء حكومية. ومن المرجح أن تزيد المخزونات بنسبة 14 في المائة في عام 2014 لتصل إلى 20.4 مليون طن.
وينتظر أن تظل مخزونات تايلاند مرتفعة، على الرغم من وجود اتفاقية مع الشركة الحكومية الصينية COFCO لشراء مليون طن من الأرز التايلاندي. وهناك أيضاً محادثات بين الحكومتين الصينية والتايلاندية حول استيراد مزيد من الأرز مقابل استثمار الصين في نظام للسكك الحديدية.
وستصبح الصين هذا العام أكبر مستورد للأرز للمرة الأولى. وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية، ستستورد الصين ثلاثة ملايين طن، وهو رقم يزيد على المعدل البالغ 1.8 مليون طن خلال الأعوام 2010-2012. ويُقارن ذلك بـ 2.5 مليون طن في نيجيريا التي بقيت مشترياتها تقريباً دون تغيير على مدى الأعوام القليلة الماضية.