انتهت الحملة الانتخابية الليلة البارحة بعد 15 يوما من التنافس في جذب الناخبين بطرق ليس من بينها وقت كثير لشرح البرامج وإنما لعقد التحالفات القبلية والبحث عن الولاءات الفردية وإقامة الحفلات والولائم في منازل بعض المترشحين وجولات وصولات لآخرين ،وسهرات كبيرة في الخيم للبعض الآخر،بينما حرم العوز المادي الكثير من المرشحين في هذه الحملة من إسماع صوته بتلك الطريقة ليكتفي مسؤولو حملاتهم بسهرات متواضعة في خيام متناثرة.
الحملة الانتخابية في موريتانيا تميزت هذه المرة بفتور كبير في العاصمة وفي بعض الولايات الداخلية لم يعرف سببه وإن كان بعض المراقبين رده الى ضعف السيولة المادية لدى غالبية المرشحين ومقاطعة أحزاب وازنة في منسقية المعارضة لهذه الانتخابات.
ساد الحملة المنقضية الكثير من الاتهامات بين بعض الأحزاب المتنافسة باستخدام أموال الدولة ونفوذها من جهة،أو استخدام أموال مجهولة المصدر ممن جهة أخرى،كما حظيت اللجنة المستقلة للانتخابات بانتقادات شتى من عدة أحزاب سياسية تتهمها بالعجز عن القيام بدورها في المراقبة لهذه الحملة وإبعاد استخدام الرموز الوطنية فيها وكذا وسائل الدولة وشخصياتها الرسمية.
لدى الموريتانيين اذن 24 ساعة للصمت الانتخابي يخلدون فيها للتفكير في من سيصوتون في الاقتراع صباح يوم غد السبت23 نوفمبر2013،ورغم وعود كثيرة بالرخاء والازدهار ورفع تحديات التنمية بالبلد من 64 حزبا مشاركا في هذه الانتخابات المصيرية -التي ستكون نتائجها حاسمة في تشكيل المشهد السياسي وفي مسيرة العمل الحكومي والتشريعي والبلدي خلال 5 سنوات المقبلة- فإن الكثير من المراقبين يرون أن الولاء القبلي والنفوذ المالي والتقرب من السلطة ستكون العوامل الحاسمة في نجاح مرشحين في هذه الانتخابات وإقصاء آخرين.
وفي الأخير فإن سؤالى الشفافية ونسبة المشاركة يطرحان نفسهما بإلحاح في هذه الانتخابات ،حيث أن الاجابة عليهما إيجابا ستكون مبعث فخر للموريتانيين ودليلا على نضج مسيرتهم الديمقراطية التي تعيش البلاد حاليا ربيعها الثالث والعشرين ،والعكس سيكون انتكاسة تؤدي الى فشل هذه الانتخابات وجر البلاد إلى مصير لايعرف أحد اتجاهه إلى أين.