الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة :|: الموريتانية للطيران تعلن رحلات بين نواكشوط وكيفه :|: وزارة التهذيب تنذر 232 من المدرسين المتغيبين بالفصل :|: موريتانيا تبحث عن دعم الاتحاد الدولي للاتصالات :|: موقع فرنسي يكتب عن مشاركة موريتانيا في مؤتمر للطاقة بأمريكا :|: توقعات بارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة في بعض المناطق :|: الشرطة تفرق بالقوة وقفة احتجاجية للأطباء المقيمين :|: المحكمة العليا ترفض منح الرئيس السابق حرية مؤقتة :|: لقاء حول تأمين الثروة الحيوانية :|: الوزيرالأول يجري مباحثات مع شركة "جنرال ألكتريك" :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

موسم "الهجرة إلى الجنوب"/الكاتب الصحفي محمد سيدنا عمر

عندما يرحل المثقفون بحثا عن العسكر ! (ريبورتاج استطلاعي)

mercredi 4 septembre 2013


مع خيوط أشعة الشمس الأولي ليوم 4 سبتمبر2013كانت مجموعات من طلبة المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء تتجمع داخل القيادة العليا للدرك الوطني بالعاصمة نواكشوط استعدادا للهجرة إلى موسم الجنوب "روصو" من جديد.

كان الترقب والهلع سيد الموقف بعد تغيير قائد مدرسة الدرك ومدير التدريب بها وشيوع بعض الأنباء أن الخلف ليس بصفات السلف حيث الابتسامة الدائمة والتفاهم والحوار الودي.

صورة المشهد العام كانت عبارة عن مزيج من الوداع بعبارات متنوعة ودموع مكبوتة طرف بعض الأقارب ولقاءات لدقائق بين زملاء تفرقوا منذ شهر يتبادلون التحية وماجد من أنباء عن مدرسة الدرك بروصو،وفي جانب من الصورة تسود ظلال قاتمة حيث صراخ الأطفال الرضع وقسمات وجوه نسوية علاها التعب والبحث عن فكاك من أغلال التدريب العسكري ورؤوس شباب صوح نبتها ليرعى العسكر هشيمها في الأيام المقبلة.

وكان في إطار هذه الصورة مزيج من التحركات يقوم بها الإداريون من الدرك استعدادا لانطلاق الرحلة..مع تمثيل لمواجهة المتظاهرين تقوم به فرقة أخرى على هامش المستطيل في تلك الساحة.

بعد4 ساعات غذاها الانتظار الممل وشحن الأمتعة وباقي الاستعدادات الأخرى لرحلة تسير نحو روصو المثخنة بمياه الأمطار.

بدأ المتدربون فى الصعود إلى الحافلات حيث كان الجو أشد حرارة داخل الحافلة من خارجها، بسبب تعطل المكيفات حيث تصبب العرق غزيرا فى ذلك اليوم الخريفي القائظ ، وتناول المتدربون كثيرا من المياه المعدنية والمشروبات المحلية المعروفة ب"بيصام وتجمخت " ويتساءلون عن موعد انفراج كربهم بانطلاق الرحلة لعل تحرك موكب الحافلات يسمح بتسلل بعض النسمات من فتحات بأعلى مرايا الحافلة الجانبية.

بعد دقائق من ذلك انطلقت الرحلة وكانت سيارة الأمن والمرافقات بصفاراتها وضوئها الأحمر القاني تشق عباب زحمة طرق انواكشوط وخلفها تسير أربع حافلات فى موكب مهيب.

لم يفوت بعض المودعين وأصحاب السيارات والمارين على الطريق العام الفرصة لرد الجميل والاحتفاء بذلك الموكب، ملوحين بالأيادي ومعربين من خلال قسمات وجوههم وبعض العبارات التي تصدر من عميق وطنيتهم ،مما يترجم إعجابهم بنخبة البلد التي تدفع قسطا من وقتها لتدخره في سبيل التضحية من أجل الوطن بالدم والنار يوما ما.

بعد أن ودعتنا مدينة انواكشوط بدأت تختفي شيئا فشيئا متوارية عن الأنظار، وكانت مناظر القرى المتناثرة على الجانب الشرقي من الطريق تؤكد أننا فعلا في طريقنا إلى وجهتنا الجديدة.

الصورة من داخل الحلافلات كانت عبارة عن مشاهد يتوزعها الإعياء وذكريات المتدربين مع الدرك العام الماضي، ومستجدات العام الحالي وما عسى يخبئه القدر لهم مع الطاقم الجديد،كما كانت هنالك ذكريات شخصية وأحاديث ودية وطرائف ونكات هدفها جميعا التصدي لطول الرحلة ودرجة الحرارة القاسية ومطبات طريق لاتنتهي الا بدخول مدرسة الدرك .
كانت الرحلة طويلة وعرفت توقفات غير مبرمجة أغلبها في صحراء جرداء إلا من بعض الأعشاب المتعطشة لمزيد من سح المطر.

وصلنا مدينة "تكنت " على طريق روصو حيث أخذنا نفسا عميقا واشترى البعض حاجياتهم من المأكل والمشرب استعدادا للقسط الثاني من الرحلة الذي ستكون محطته النهائية القلعة الحصينة .

سارت القافلة على بركة الله وكانت حرارة الجو أخف من ذي قبل ولكن المتدربين أنهكتم أحاديث المجاملة والمتعة في ال100 كلم الأولى،كما بدأ الإحباط والخوف من المجهول يسري في عظامهم لعلمهم أنهم ليسوا في نزهة باتجاه قرية ريفية وادعة لقضاء العطلة الصيفية .
مع كل دقيقة كان الموكب يلتهم مزيدا من الطريق مغذا سيره باتجاه المحطة النهائية للرحلة وكأنه يسابق الشمس التي بدأت في الانحدار نحو موئلها غروبا.

عند مدخل المدينة الموعودة بدأت نسائم صيفية عليلة تداعب المتدربين في الحافلات ترحب بهم ولكنها كانت على غرار طيف الشاعر الكبير محمد ولد الطلبة :
تولى كأن اللمح بالطرف زوره وكان وداعا منه ان هو سلما

في مدخل المدينة انتهت الرحلة وساد جو من الهدوء يجد تفسيره في ما بدواخل المتدربين من ذكريات بدأت تتراقص في صور أمام أعينهم عن رحلة مشابهة العام الماضي.

في طريقها إلى "نقطة النهاية" اخترقت الحافلات أماكن مشهورة بمدينة روصو ك"السطارة " مرورا بحانوت "ولد اميسه" حيث تجمع المشترين ليلا لأغذية موغلة في المحلية كالحليب و"باسي" والعيش وكسكس".

على طول الشارع المؤدي للثكنة العسكرية بسطت سيارات الدرك نفوذها فاسحة الطريق أمام الموكب للولوج بالمتدربين إلى حيث نقطة البداية لرحلة قادمة.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا