المدي ـــ بعد عملية الاختطاف التي تعرض لها، يوم الخميس الماضي، مواطنون أوربيون في مناطق هومبوري وتمبكتو بمالي، غيـّـرت وزارة الخارجية الفرنسية مقتضى نافذة "نصائح للمسافرين" إلى مالي، فأضافت خط نيور الساحل- موردينيا- نيور دوانتزا- كورو إلى المنطقة الحمراء التي ينصح بعدم التوجه إليها إطلاقا. فيما ذهب تجمع وكلاء السفريات والسياحة في فرنسا إلى أبعد من مقتضى نصائح وزارة الخارجية فألغى نهائيا كل سفر إلى مالي (حتى إلى المناطق البرتقالية اللون)، وذلك بعيد اجتماع له يوم 23 نوفمبر.
وقال جيرار غيريي (رئيس مصلحة الأمن بتجمع وكالات السياحة الفرنسية) : "لم تعد لدينا أية ثقة بخصوص الوضع في مالي؛ فالدولة هناك غائبة تماما، والرشوة تنخر جسم السلطات المدنية والعسكرية في أعلى مستوياتها".
وقال الإعلام الفرنسي ان "عملية الخميس، التي أعقبتها أخرى يوم الجمعة، جاءت لتعطي لوكالات السياحة الفرنسية مصداقية أكبر على حساب وزارة الخارجية".
وجاء في مقال نشر على موقع "تجمع وكلاء السياحة الفرنسية" ان هذه الوكالات "يمكنها من الآن أن تعود إلى شنقيط وضواحيها بعد الضربة القاضية التي وجهها المتشددون للسياحة في مالي".
وذكر المقال أن "عدة وفود مفوضة من طرف هذه الوكالات زارت موريتانيا (خاصة مدينة شنقيط التي توجد حتى الآن في المنطقة الحمراء المحرمة، حسب تصنيف وزارة الخارجية الفرنسية)"، وأن "الوفود - بعد المعاينة الميدانية- اعتبرت أن الدولة الموريتانية تمكنت من فرض الأمن والاستقرار في تلك الأرجاء"، وأنه "أصبح بإمكان الوكالات أن تعيد شنقيط إلى مشوارها السياحي" (وهو ما صدر به بيان رسمي).
وقال جيرار غيريي، رئيس مصلحة الأمن في تجمع وكلاء السياحة الفرنسية : "حماية التراب الموريتاني، الوسائل العسكرية (الحضور الدولي، طائرات الهليوكبتر، الدرك، فيالق المظليين) والشفافية التي تتمتع بها علاقاتنا مع السلطات، كلها أمور تجعلنا في جو تام من الثقة في سلامة العودة بسياحنا إلى موريتانيا".
وقالت الوكالات ان "وزارة الخارجية الفرنسية تظلم شنقيط بتصنيفها حتى اللحظة في المنطقة الحمراء".
يذكر أن الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية ينص على أن "دخول مالي من موريتانيا عبر الطريق يجب أن يمر من الأراضي السينغالية". وأنه "يحرم إطلاقا استخدام الطرق التي تربط لعيون بانيور كما ينصح بعدم المرور عبر خط كنكوصه- خاي".
ويقول الموقع الرسمي ما نصه :
"تذكــّـر السلطات الفرنسية بأنه يـُـمنع منعا باتا كل تحرك للمواطنين الفرنسيين في المناطق الموريتانية الموجودة تحت اللون الأحمر في الخريطة الرسمية" (أنظر الصورة). مضيفا أن "هذه المناطق توجد شرقي الخط الرابط بين شوم- شنقيط- تجكجه- لعيون- بوصطيله. ويـُـطلب من كل الفرنسيين الموجودين في هذه المناطق بصفة دائمة أو مؤقتة أن يتصلوا بالسفارة الفرنسية المعتمدة في نواكشوط بغية إجلائهم فورا، فيما يـُـنصح المقيمون الفرنسيون والمسافرون بعدم التوجه إلى المناطق البرتقالية اللون إلا لأسباب قاهرة خاصة ذات الطبيعة المهنية".
وبهذا تكون وزارة الخارجية الفرنسية في تعارض تام مع الخلاصات التي توصل إليها مؤخرا وكلاء السياحة الفرنسية بخصوص السفر إلى موريتانيا.