وبين مد مشاكل التحضير لأهم يوم في حياة طالب الغربة" النقاش"وجزر المشاكل المادية كان على أن أجد حلا لكل هذه المشكلات رغم أنني في الواقع لا أملك من حلها الا الدعاء.
فكرت أولا في طريقة للخروج من ورطة تكاليف حفل التخرج التي أحرجتني وأحرجت بلادي التي كنت ومازلت ازهو بها وبمقدراتها الاقتصادية التي لا تملكها دول الكثير من زملائي الطلبة الذين تخرجوا قبلي ودعوني لحضور حفلات تخرجهم متشرفين بي وببلادي.
لم يكن أمامي بد من العودة لأخت صديقي عمار ميري "سميرة" التي تفضلت كعادتها بتقديم المبلغ المالي لمطلوب لشراء الحلوى والمشروبات وتطوعت أيضا بشرائها واعدادها ليوم "حفل التخرج"،وبحمد الله انتهت تلك المشكلة ولكن مع تراكم الكثير من الديون على "العبد الفقير" في سنة كانت ولسوء الحظ أكثر سنوات الغربة جدبا بسبب تأخر المنحة الدائم.
خلصت من تلك المشكلة لأتفرغ لحل المشكلة الثانية "التشرد" التي تنتظرني لأقضي حوالي شهر ضيفا ربما غير مرحب به لدى بعض زملائي الذين أعرف مسبقا أنهم يكنون لي كل الاحترام والتقدير لكن ضيق المسكن والعوز المادي هما سر عدم الترحيب بي.
حاولت مع التونسي صاحب المنزل الذي كنت أسكن به وهو شيخ في السبعين من عمره أن يراعي ظروفي وزميلي ويمنحنا ما تبقى من شهريونيو "13 يوما" خاصة اننا أجرنا لديه وقتا طويلا دون أي تأخر في دفع أجرة السكن، وكان طلبي بدافع إيجاد فرصة للتحضير لأهم وأخطر يوم في حياة أي طالب "نقاش الرسالة الجامعية".
امتنع الشيخ نهائيا من ذلك وقال :" إما ان تدفعوا أجرة المسكن او تغادروا قبل يوم 17 يونيو2001.وهنا لم أجد بدا من القول له بعد انتهاء اليومين المتبقيين من شهرنا سنرحل،كانت هنالك عدة مشاكل حيث أن ترحيل المتاع يتطلب وجود مكان لوضعه ويصعب وجوده بسبب أن غالبية الزملاء إما متخرجون يريدون التخلص من منازلهم نهائيا أو ذاهبون في العطلة الصيفية يبحثون عن مكان بدورهم لايداع أمتعتهم، ناهيك عن مشكلة حمل الأمتعة التي لاتحملها كل السيارات كما هو الحال هنا في موريتانيا بل إن هنالك سيارات خاصة بحمل الأمتعة وتحتاج فلوسا للتاجير أيضا.مع اشارة أيضا إلى أنه ليس من المعتاد في هذه البلاد أن ينقل الشخص أغراض مسكنه بيديه لا ليلا ولا نهارا !.
طفقت أبحث عن من أمنحهم أمتعتي ويحتفظون لي بأمتعة زميلي وقضيت سحابة اليومين المتبقيين في هذا الشان ،وكانت العملية صعبة ولكن في النهاية وفقت فيها، أما انأ فكان على أيضا ان اعيد الكرة مع البحث عن من يتقبلني ضيفا في مساحة قليلة من منزله.
كانت لدى عدة اعتبارات لدى ....
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة :
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي).