هللنا كثيرا ورقصنا وسهرنا الليالي ونحن ندافع عن الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؛ الذي اعتبرناه مرشحا للثورة المصرية المجيدة؛ مرشحا للشعوب العربية من الخليج إلى المحيط؛ وتمنينا أن يكون الرئيس مرسي هو فارس أحلامنا في جمع شمل الدول العربية وتوحيد شعوبها؛ وتحرير القدس الشريف ودحر العدو الصهيوني والفارسي والصليبي وكل أعداء الأمة العربية والإسلامية..
لقد كنا نظن أن الرئيس المصري الجديد سيبادر إلى أخذ مواقف تجمع الشعوب العربية ولاتفرقها؛ مواقف تساهم –كما وعد في برنامجه الانتخابي- في استرداد جمهورية مصر العربية لمكانتها الرائدة في قيادة الأمة العربية كما كانت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ..
لكن الرئيس مرسي خيب كل الآمال حين بدأ مشواره في حكم مصر باستثناء بلادنا من الدول العربية التي حظيت بالغاء التأشرة المصرية عن مواطنيها؛ ناسيا أو متناسيا أن "الجمهورية الإسلامية الموريتانية" هي مهد العروبة وأرض العلم والعلماء وبلاد المليون شاعر..
إن تطاول الرئيس مرسي على بلادنا وتجاهله لعروبتنا أمر مرفوض كل الرفض؛ ومأخذ كبير على مساره السياسي ونهجه في حكم الشقيقة مصر؛ فلا يعقل أبدا أن ينظر الرئيس مرسي إلى أهل شنقيط بنظرة ازدراء وتجاهل؛ وهم من بنوا على مر العصور الخالية مجدا خالدا للعرب والمسلمين في كل أصقاع المعمورة؛ فمنهم الفاتحون ومنهم العلماء الأجلاء وحفظة القراءان الكريم..
وهم الذين قال شاعرهم الفذ مختار ابن بون :
ونحن ركبٌ مـن الأشـراف مـنـتظــــــــــمٌ _______________أجلُّ ذا الخَلْق قَدْرًا دون أدنـانــــــــــا
قـلائدُ الـمـجـد فـي أعـنـاقنـــــا نُظِمت ____ __عِقْدًا وكـنّا لعـيـن الـدَّهـر إنسـانــــــا
قَدِ اتَّخذنـا ظهـورَ العـــــــــــيس مدرسةً _______________بـهـا نُبَيِّنُ ديـنَ اللّه تبـيـانــــــــــا
نـتلـو كتـاب إله العــــــــــرش كلَّ مَسًا ________________وكلَّ يـومٍ فـمـن نلقى تَوقَّانـــــــــــــا
مهلا سيدي الرئيس لقد تجاوزت كل الحدود بخطوتك الجبانة التي أقدمت عليها؛ وأرغمتنا على مراجعة مواقفنا منك؛ لأن موريتانيا بالنسبة لنا فوق كل اعتبار ومن يعاديها أو يسيئ إليها لامكان له في قلوبنا؛ فليشرب مرسي مياه النيل إذا كان لايضع أهمية معتبرة لبلادنا الحبيبة وشعبنا الأبي.