تواجه الحملة الزراعية الصيفية بولاية أترارزة مشكلة جسيمة وهي عجز وزارة التنمية الريفية عن توفير سماد الليوريا UREE في الوقت المناسب، على الرغم أن الدولة -ممثلة في الوزارة المذكورة وبنك القرض الزراعي وكذلك شركة سونمكس- هي المسؤولة عن توفيرها للمزارعين، لأن المزارعين تربطهم مع الدولة عقود موقعة مع القرض الزراعي لتمويل تكاليف الحملة الزراعية التي من ضمنها المدخلات الزراعية، ومن أجل حماية المواطنين من المضاربات التجارية، وكذلك حصولهم على غلاة معتبرة لسد رمقهم واحتياجاتهم، ولتحقيق إنتاج وطني معتبر من هذه المادة التي يدخل دعمها ضمن الإستراتيجية التنموية للدولة التي تبناها رئيس الجمهورية منذ توليه الحكم، ونظرا لكل هذه الاعتبارات وغيرها والتي لا يتسع الوقت لاستعراضها جميعا، أصبح من الواضح أن المزارعين يستحقون الحصول على هذه المادة الأساسية لإنجاح نشاطهم.
هذا النشاط الذي أصبح يدق ناقوس الخطر بسبب نقص المادة الأساسية لتطوير نموه "Uree"، حيث أن السماد يضاف في "الحملة الصيفية القصيرة المدة" على مرحلتين لا يمكنه الاستغناء عنهما :
– الأولى عند بداية مرحلة التفريع : أي حوالي 21 يوم بعد البذر، حيث تمكن اللوريا نبات الأرز من الحصول على العناصر الغذائية الضرورية لجعله ينمو بسرعة ويتفرع بكثرة، وهذه المرحلة على الرغم أنها تخطت بأكثر من شهر فهناك من المزارعين من لم يستلم مستحقاته منها، ومنهم من تسلم البعض منها فقط، وقد أتضح تأثير هذا النقص على المزارع.
– أما المرحلة الثانية فتضاف عند بداية تكوين السنابل : أي حوالي 45 إلى 60 يوم بعد البذر كأقصى حد، وهذه الإضافة تمكن نبتة الأرز من طرد أو إخراج أكبر كم من السنابل وكذلك زيادة حجم الحبوب داخل السنابل.
وقد أصبحت الغالبية العظمى من المزارع حوالي 90% يزيد عمرها عن الحد الأعلى المسموح به لإضافة الدفعة الثانية من التسميد، مع العلم أن تأخيرها يبطل من مفعولها.
ونحن إذ ننبه إلى خطورة الوضع فإننا نلح على توفيرها بصفة عاجلة أي في غرف 48 ساعة لكي تنفع المزارع، وأما بعد ذلك فلا يهمنا إن أتت أم لم تأتي.
حيث أن أغلب المزارع دخلت مرحلة الخطر الشديد، وعدم تلافيه قبل فوات الأوان يؤدي بالتأكيد إلى ذبول النباتات وتدني الإنتاج، وفي بعض الحالات تلف المحصول بسبب ضعف مقاومته للظروف البيئية المحيطة به، والنتيجة هي وقوع كارثة حقيقية على الإنتاج الزراعي في هذه السنة.
ونــحــن بوصفنا جزئ من مجموعة استقدمت إلى المنطقة في إطار مشروع دمج حملة الشهادات في أنشطة مدرة للدخلمجموعة حملة الشهادات المدمجين بمزرعة أمبوريه، ولأننا كمجموعة نتحمل أعباء قروض تقدر بحوالي 260 مليون أوقية، وكنا نأمل أن يكون إنتاجنا يناهز 600 مليون أوقية، فــــإنــنــــــــا نحمل الجهات المباشرة للعملية المسؤولية الكاملة في التسبب لنا بالفشل، وكذلك نتهمهم بمحاولة إفشال المشاريع التنموية التي تبناها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تراجع الإنتاج في الزراعة المروية كلها إذا قلت ثقة المزارعين في هذه الجهات أو انعدمت، بعد أن توجه الكثير من المواطنين إلى الاستثمار في مجال الزراعة المروية منذ السنوات الأخيرة عندما لا حظوا الجدية في متابعة المشاريع التنموية.
وللدليل على ذلك فإن قطاع التنمية الريفية كان يتوقع أن تتم زراعة 5000 هكتار هذه السنة خلال الحملة الصيفية، ولكن بسبب التوجه الحكيم لسياسات رئيس الجمهورية ونيلها الثقة من طرف المزارعين، ولأول مرة وصلت الحملة الزراعية الصيفية إلى أكثر من 13000 هكتار كان منتظرا أن تنتج أكثر من 78000 طن من الأرز الخام قيمتها حوالي 10 مليارات من الأوقية، في عام جفاف تقول المنظمات الدولية أن بلادنا من ضمن دول غرب إفريقيا المهددة بالمجاعة.
ألم يكن من المنتظر أن يحصد في هذا العام الجاف أكبر محصول عرفته حملة صيفية منذ بدأت زراعة الأرز في موريتانيا ؟
إننا لنندد بالتلاعب الذي تمارسه مصالح وزارة التنمية الريفية بمصير الحملة الزراعية الصيفية، مما يهدد العملية الزراعية برمتها بالتلف ويكبد المزراعين والدولة خسائر فادحة.
إننا بهذه الصرخة أو النجدة لا نريد المزايدات، ولكننا نرفع أمرنا هذا إلى من يهمه الأمر، من أجل التنبيه على مسألة هي في أمس الحاجة للحل العاجل، مسألة لا تتحمل الإعتذار من قبل مسؤولي الوزارة الذي طال الصبر عليه، وإنما للحل العاجل لأن 48 ساعة تكفي إذا اتخذت خطوات جادة لإستجلاب كميات السماد من الدول المجاورة.