“واتس آب” يحصل على ميزات جديدة :|: ارتفاع مؤشرأسعارالغذاء العالمي للشهر الثاني على التوالي :|: الرئيس يغادر إلى غامبيا :|: بسط هموم الصحافة في حفل عشاء خاص :|: لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي :|: وزير : أشغال 34 من المشاريع تسيربشكل غير مقبول :|: ولد داداه يعلن مساندة غزواني في الرئاسيات القادمة :|: لجنة حقوق الانسان : لا يمكن تجاهل التحديات التي تواجهها الصحافة :|: وزارة الثقافة توضح أسباب تقدم البلد في حرية الصحافة :|: رئاسيات يونيو : مرشح ثان يودع ملفه :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

الثورة... السيناريو الكارثي / أ. أحمد ولد الدوة

vendredi 2 mars 2012


في البداية دعونا نتحلى بنزر يسير من السلوك الديني و الحضاري ونحاول مجرد محاولة أن نحترم للآخر رأيه وإن اختلفنا معه؛ فربما يتيح لنا مجرد المحاولة فرصة فهم شبه جملة من كلام ذلك الآخر؛ توصلنا تلك الفرصة بدورها إلى العمل شراكة فيما اتفقنا فيه مع ذلك "الغريب" مهما قلت قواسم الاشتراك بيننا ..

أقدّر للجميع عمله من أجل الوطن ، وأعذر الكل في اتخاذه طرقا معاكسة لأجزاء ذلك الكل؛ وأكثر من ذلك أعلم علم اليقين أن كل فرد من شعبنا يحب وطنه ومستعد لتحويل جسده إلى شعلة تُحرق لتضيء للوطن طرقه المتعرجة نحو التقدم والازدهار؛ ومع ذلك أجزم أن الوطن ليس باسما في وجوه أفراده دائما ؛بل هو بمثابة الأم فهي أحيانا تخاصم أحد أفلاذ كبدها لكنها لا تعاديه ...

في خضم الثورات العربية المتلاحقة غاب عن الكثير من مثقفينا وهم تحت تأثير مخدر متابعة الأحداث عبر الآلات الإعلامية المدارة عن بعد ، حساب عنصري المكان والزمان واللذان يصعب عند عدم أخذهما بالحسبان في عملية استخلاص الدروس والعبر الاستفادة من تلك الدروس ، فكما هو معلوم لا قياس مع الفارق ..

وحتى أبسط الموضوع دعونا نأخذ الدعوة للثورة على محمل الجد ونناقش مسببات ضرورتها ؛ وفائدتها للوطن والمواطن في حال قيامها قياسا بما وصل إليه الآخرون بعد بلوغ الثورات عندهم إلى مراحل يصعب معها الدوران في غياب ملتقى للطرق قريبا ..

إن كان هناك قاسم مشترك للثورات في البلدان التي قامت فيها إلى حد الساعة فهو التنفذ المطلق لعصابات على جميع مفاصل تلك الدول لفترات زاد أقلها على العقدين من الزمن ، وزيادة على ذلك غياب الحريات الفردية والجماعية بحضور العصا الأمنية الضاربة لكل مالا يتلاءم مع مزاج الحاكم القابض بيد من حديد لكل صغيرة وكبيرة في بلده بدءا باكتتاب أبسط الموظفين وصولا إلى طرح النتيجة النهائية للاستحقاقات الرئاسية حتى قبل خوض غمارها بأشهر ...

ومن البديهي أننا كغيورين على بلادنا لن نهمل نداء البعض للثورة دون أن ندرس أسبابها ونقارن ما يدعون إليه بالواقع المعاش ، ومن المعلوم أن واقعنا السياسي الذي يطالبون بإسقاط رأس هرمه لم يكن مخاضه سهلا ، فقد شهدت بلادنا قبل بزوغ نجم الربيع العربي بسنوات حراكا سياسيا وشعبيا لا مثيل له كانت أسبابه هي نفسها الشرارة التي انطلقت منها الثورات العربية فالكل يتذكر المظاهرات الشعبية بصفة عامة والطلابية بشكل خاص؛ والإضرابات والاعتصامات التي قامت بها النقابات ، ولا يجهل مطلع ما واجه به النظام آنذاك ذلك الحراك من سجن شمل كل ألوان الطيف السياسي والنقابي والأيديولوجي ليصل منتهاه بسجن علماء وأئمة البلد ؛ ولم يستثني من الكبت والخنق إلا من ضاقت به البلاد وخرج باحثا في أرض الله الواسعة عن بلد لا يعاقب فيه إنسان بسبب انتماءه السياسي أو الأيديولوجي ..

أذكر أنه بعد أحد الانقلابات المتعددة التي كانت بلادنا مسرحا لها عمد الإعلام العربي الخاص إلى توجيه الذهن العربي الشقيق ، ففي صيف 2005 جمعني نقاش مع أحد الأصدقاء المصريين كان معجبا إلى حد بعيد بتكرار الانقلابات عندنا لأنها بالنسبة له تعبر عن الرفض الشعبي المطلق للخنوع والانبطاح أمام جبروت الحكام الدكتاتوريين ،ورغم ما في كلامه من مجاملة معهودة عند المصريين فقد استوقفني حديثه عن أننا شعب معجزة وشعب مختلف ووطن مختلف . فقلت في نفسي كمن لا يريد أن يكشف عورته ومساوئه أمام الآخرين الغرباء .قلت : "مختلفون عمن بالضبط ! وعن ماذا ! كل الشعوب تحب أوطانها وكل الشعوب تحارب في سبيلها إذا اقتضى الأمر ، الشهداء يسقطون من أجل قضاياهم العادلة في كل مكان ، السجون والمعتقلات مكتظة بمناضلي العالم الثالث والعالم العربي في طليعتها ونحن جزء من ذلك الكل ، لقد عانينا وقدمنا تضحيات بلا حد ومستعدون لتقديم المزيد إن دعت الضرورة ، لكننا لسنا أفضل ولا أسوء من الآخرين بلادنا جميلة وكذلك بلدان الآخرين ، علاقة الناس بأوطانهم هي التي تصنع الفروق فإذا كانت علاقة نهب ورشوة وفساد تأثرت بذلك صورة الوطن .."

لقد حصدنا بعد معاناة طويلة ومريرة في بعض فقراتها تجربة سياسية لو تمكنا من المحافظة عليها واستطعنا تسويقها للآخرين سنكون بلا شك في مصاف أوائل الدول النامية السائرة في طريق النمو والازدهار وبناء دولة مدنية تتسع للكل ويجد كل أفراد شعبها ذواتهم وفق اهتماماتهم ، إن حديث البعض عن ضرورة الثورة يفتقد إلى العقلانية وحساب الأمور بميزان مصلحة الوطن والمواطن فنحن لازلنا نعالج آلام المخاض العسير الذي مكننا من الوصول بسفينة البلاد إلى شط الأمان ؛ فقد خضنا انتخابات رئاسية شهد خصوم الفائز فيها على نزاهتها قبل أن يشوش عليهم أصحاب الأمراض النفسية والمصالح الشخصية ؛ فضلا عن شهادة المراقبين الإقليميين والدوليين بشفافيتها، وفور تسلم النظام لمقاليد الأمور بدأت ماكينة التغيير والإصلاح في البناء والكفاح على مختلف الجبهات ، و لا يخفى على عاقل ما وصلت إليه البلاد في سنتين من تحسن على مستويات عدة لم تكن حلما لكثيرين على مدى نصف قرن من قيام الدولة فصحة المواطن كانت في مقدمة الاهتمامات ؛ وشق الطرق وتسكين المواطن تقدمت أشواطا ما كانت لتصل إليها لولا الإرادة الصادقة والإدارة العازمة على العمل والبناء ؛ وبرامج الرفع من مستوى معيشة المواطن وتحسينها ضربت نموذجا في تسيير موارد الدولة واهتمام الإدارة برفع المعاناة عن المواطن ، وعلى مستوى الحريات شهدت بلادنا طفرت قفزت بها إلى مراتب متقدمة على مقياس حرية الرأي و التعبير فتم الترخيص لقنوات الراديو والتلفزيون الخاصة وعلى مستوى الإعلام الرسمي وجه رئيس الجمهورية الدعوة أكثر من مرة إلى أن يكون الإعلام حرا يمارس مهامه بعيدا عن الضغط أو التأثير حتى يتسنى له نيل ثقة الشعب ويعتبره مرآة حقيقية لإرادته ، وأن يستشعر المسؤولية ويراعي المصلحة العامة عند قيامه بعمله فلا يميل إلى الإثارة ولا يستهدف الاتجار ولا ينحرف عن الصالح العام.. كنا قبل سنوات نعاني ؛ السجون والمعتقلات مكتظة بالمناضلين كباقي العالم الثالث ومحيطنا العربي، وهانحن بعد مخاضنا العسير نفخر بأننا لسنا جزءا من ذلك الكل؛ فسجوننا خالية من أي سجين رأي؛ وبلاد الآخرين لا تأوي أي مناضل من شعبنا لأن حرية الرأي والتعبير مشاعة عندنا ، لقد عانينا وقدمنا تضحيات بلا حد ومستعدون لتقديم المزيد إن دعت الضرورة؛ لكن لن يفرض علينا أحدٌ أيّا كان طريقة معينة للنضال؛ ليس لأننا أفضل ولا أسوء من الآخرين، بلادنا جميلة وكذلك بلدان الآخرين، علاقة الناس بأوطانهم وما تربوا عليه هي التي تصنع الفروق فإذا كانت تلك العلاقة غير مقيدة بدين ولا بمبادئ تأثرت بذلك صورة الوطن .!؛ وفي سابقة من نوعها تم دمج الطاقات الحية النشطة من شعبنا في الوظيفة العمومية؛ وعلى صعيد العلاقات الخارجية تمت إعادة الاعتبار لهويتنا العربية الإفريقية الإسلامية بدك الجرافات لوكر الصهاينة في العاصمة وفتح سفارات لبلادنا في عواصم إسلامية ذات أهمية كبيرة في توطيد علاقاتنا بمعمقنا الإسلامي هذا وغيره كثير يؤكد أننا قطعنا مسافات لا بأس بها في بناء مجتمع مدني قادر على مواجهة نوائب الدهر ونكباته؛ ونحن مسئولون جماعات وفرادى عن الحفاظ على أمن واستقرار بلادنا . . وحتى تتضح الصورة أكثر لمن شوش عليهم أصحاب المواقف المشبوهة دعونا نلقي نظرة على ما جنته شعوب دول الثورة من عدم استقرار وفوضى وغياب للقوانين الرادعة وهي الشعوب التي عرفت وخبرت مفهوم الدولة المركزية منذ مئات السنين ؛ فما بالكم بنا ونحن الذين لم يتجذر فينا مفهوم الدولة بعد؛ حيث لازال يتقدم عليه بأشواط مفهوم القبيلة والجهة والعرق ولا نحتاج إلى هزات ستضع البلاد على شفا سيناريوهات مهلكة للبلاد والعباد لا قدر الله .

ثم إن الطريق الذي اختاره الشعب ورضي به ينبغي أن يكون خطا أحمر يجب التوقف عنده ووحده الشعب هو من يمكنه نزع الثقة من خلال وسائل ديمقراطية سلسة تضمن أمن واستقرار البلاد ، والحكم على النظام بالفشل وضرورة إسقاطه يضمنه الدستور للشعب في أول استحقاقات فما بال هؤلاء يتعجلون !

كما أن الناشطين في المجال السياسي منذ بداية المسار الديمقراطي ليسوا بأحسن حال من الزعماء العرب الذين جثموا على الكراسي حتى تعفنت تحتهم وقادتنا السياسيين المخضرمين لم يحدث يوما أن دخل قاموس مفرداتهم التي يتشدقون بها أن تخلى أحدهم عن زعامة مملكته الحزبية ، وإذا ما قارنا المجال السياسي بالمجال الإعلامي سنجد بلاشك من يتقن عمله ويؤديه مقتنعا به جهدا وشرفا وجدوى ، هنا من يعترض على واقع الإعلام والإعلاميين لكنه يضع بإخلاص كل إمكاناته تحت تصرف المجتمع ليصنع ما هو أقل سوءا من السيئ المعاش ، ولكنك إلى جانب مثل هذا المناضل الحقيقي تجد من يتنطنط بين المواقف والإيديولوجيات كالشمبانزي ليصل إلى الفرع العالي من شجر "الغابة" لكنه شمبانزي يتقن اختيار العطور الفرنسية وتحديد العمولة التي لا يرضى بأقل منها ، يحب أولاده حبا حقيقيا وأمه وأباه(ربما) وزجته، ولا أحد غيرهم ، إنه شمبانزي يؤيد ثم يعارض ! ثم يؤيد لكنه يريد أن يبدو معارضا ! ثم ينشق عن مؤسسته ويشكل صحيفة أو مبادرة أو حزبا ينضاف إلى الزحمة التي لامبرر لها، ويبدأ في إلقاء مواعظه البليغة على الناس حول روعة الوحدة وأهميتها وضرورتها . قد يرضى وقد يحرد ، قد يتذلل أمام هذا ويستأسد أمام ذاك ؛ لكنه في الحالات كلها موهوب وبارع جدا في تقديم خدمات جليلة لنفسه !.الحياة تستعصي على التبسيط كما ترون..

حدث أن كنا يوما شعوبا تتقن قراءة الواقع بكل جد و سخرية معا، فكيف فقدنا الرغبة في الضحك والسخرية، وكيف أصبحت لنا تلك الوجوه المغلقة .. والطباع العدائية، والملابس المشتعلة التي لم تكن يوما طباعنا ولا أزياءنا؟أصبحنا غرباء عن أنفسنا ، وعن بعضنا ، غرباء إلى حد الاحتراق ..

إنه زمن عجيب حقا اختلفت فيه المقاييس وأصبحت فيه الشعوب تساق إلى حتوفها بعصا غليظة أنتجتها آلة إعلامية مزيفة للحقائق ..

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا