لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي :|: وزير : أشغال 34 من المشاريع تسيربشكل غير مقبول :|: ولد داداه يعلن مساندة غزواني في الرئاسيات القادمة :|: لجنة حقوق الانسان : لا يمكن تجاهل التحديات التي تواجهها الصحافة :|: وزارة الثقافة توضح أسباب تقدم البلد في حرية الصحافة :|: رئاسيات يونيو : مرشح ثان يودع ملفه :|: وفد من حلف شمال الأطلسي يزور موريتانيا :|: توزيع جائزتي مسابقة الخط والخطابة :|: التكتل يشكل لجنة لتحديد خياراته من الرئاسيات :|: قفزو كبيرة لمورريتانيا على مؤشر حرية الصحافة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

ليلة "خفت" موازين الحكومة...!! حبيب الله ولد أحمد

dimanche 26 février 2012


تابعت باهتمام حلقة تلفزيونية مباشرة استضافت مساء الخميس الماضي وزير التهذيب الوطني السيد أحمد ولد باهية، الذي هو أكبر أخويه في وزارتي "التعليم الأساسي" و"التعليم العالي"، وهما أخوان مطيعان ل"الكبير" الجالس فوقهما، والمطيع بدوره ل"الكبير" الجالس فوقه، المطيع هو أيضا ل"الكبير" الجالس فوق الجميع، (الوزارة أصبحت بهيكلتها الحالية أشبه ما تكون بالهواتف الصينية ذات الثلاث بطاقات مع رابعة هي بطاقة الذاكرة ومن المعروف أن زحمة البطاقات تنقص فاعلية الجهاز وتذهب بنوره وتضعف عمل الشبكات وتربك المتصلين وتخلط الأوراق والأرقام والمكالمات).

قيل لنا إن الحلقة ستكون مثيرة، خاصة وأن البرنامج الذي يستضيف الوزير حمل اسما (دعائيا) لافتا (الحكومة في ميزان الشعب)، وإن الوزير سيفتح أوراقه وقلبه وملفاته للمحاورين الذين من ضمنهم - كما قيل لنا- هيئات نقابية تمثل بعض الطلاب والأساتذة والمعلمين والمشاهدين الذين سيكون بمقدورهم - كما قيل لنا- الاتصال على البرنامج عبر الأرقام التي قيل لنا إنها (ستظهر "وسط" الشاشة)..

في الواقع "الميزان" (غير المعتدل) الذي أجلس(مبنية للمجهول فنحن في "وسط" وزارة التهذيب الوطني) الوزير على إحدى كفتيه لا علاقة له بالشعب، فالمحاور في التلفزة الحكومية لا يمكن له - مهما بلغ تألقه وبلغت خبرته و جرأته - التحرك خارج وضعيته كموظف "وسط" وسيلة إعلام رسمية شعارها" الرأي...ولا للرأي الآخر" ، والحضور عبارة عن صحفي مستقل كان من الواضح أنه لن يجد فرصة لطرح الكثير من الأسئلة، خاصة مع قوة سؤاله الأول، وعلاقته المباشرة بما يجب أن يستفسر عنه الوزير، والسؤال الأول عادة لصحفي مستقل "وسط" وسيلة إعلام رسمية هو "البوصلة" التي من خلالها يحدد القائمون على البرنامج(إداريا) طريقة التعامل معه، وهل عليهم منحه فرصة لطرح أسئلة أخرى، أم مصادرته بالطبعة الجديدة والمزيدة والمنقحة من"المادة11" الراحلة وهي عبارة " الوقت لا يرحم"، و لقد كان واضحا أن السؤال الأول لزميلنا السالك ولد عبد الله ليس مريحا، وبالتالي تركوه- قائما- تحت رحمة الوقت "الذي لا يرحم"..!!

لم يكن في بداية الحلقة ما يشير إلى أنها ستقدم شيئا جديدا...جلس الوزير (مكشوفا) بدون طاقم جرار، كذلك الذي رأيناه - مرات سابقة - ديكورا خشبيا جامدا خلف معظم الوزراء الذين تستضيفهم البرامج الحوارية المتلفزة( تذكروا إن شئتم الحلقات الماضية مع وزير "الترحيل")...ومع ذلك فالوزير الذكي - كما يقول العارفون به - اكتفى بحمل "حمار" من "الأسفار" و"الأضابير" و"الفرمانات السلطانية" التي حملها ليضعها أمامه، فهو لم "يراجع" بما فيه الكفاية، وبالتالي عليه التعامل "وثائقيا" مع أسئلة غير منتظرة، وربما أنها غير محددة سلفا( يقال إن التلفزة - والله أعلم - تلتقي ضيوفها الرسميين ثلاث مرات "على طريقة استعمال الأدوية" مرة قبل البرنامج ومرة أثناءه قبيل وبعيد دخول "الاستيديو" والمرة الأخيرة بعد انقضاء يوم أو يومين على موعد بث البرنامج وبطبيعة الحال فهذه اللقاءات فرصة لتبادل الخبرات ومعرفة "ما يقال وما لا يقال" على "ابلاتو" البرنامج وأحيانا ينظر إليها باعتبارها فرصة لتقييم أداء الطاقم التلفزيوني و"تنقيطه" بناء على ذلك).

قدم الوزير عرضا شاملا (كذلك الذي اعتاد تقديمه "وسط" مجلس الوزراء) حول وزارته التي يرى أنها أنجزت - بفضل تعليمات الرئيس - ما لم تنجزه أية وزارة أخرى، تحدث عن "باصات" النقل والمنحة (تأكدوا من أنني لم أكتب "محنة" فنحن"وسط"وزارة التهذيب) المعممة، ودمج الأساتذة، والاهتمام بالتعليم العالي والفني، وتحسين ظروف المعلمين والأساتذة ماديا ومعنويا ( من الخطأ الاعتقاد هنا بأن الوزير يعنى"لحسانة اليابسة")، والقفز بقطاع التعليم لدرجة "التحايل على القانون"( من عند الوزير وليست من عندي) وعلى نظم وزارة الوظيفة العمومية لتمكين موظفي التعليم من الترقية والتمتع بكل ما هو متاح من امتيازات مهنية ووظيفية، تحدث أيضا عن البني التحتية والنهضة العمرانية(نسبة إلى عمران ابن حطان) التي يشهدها قطاع التعليم..!!

كان بمقدور الحلقة أن تنتهي هنا عند هذا الحد، فرسالة البرنامج وصلت (حصل التمييز والإعراب)، غير أن مداخلة رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي محمدن ولد الرباني أخرجت الحلقة إلى طور السخونة، حيث وضع النقاط على الحروف وأحيانا (نزع القبعات عن بعض الكلمات) متحدثا عن الوضعية السيئة للأساتذة والمعلمين والكذب البواح الذي تمارسه الحكومة خاصة"وسط" وزارة التهذيب الوطني " الأم".

لم ترق المداخلة للوزير، الذي يبدو أن حديثه الأقرب إلى "المهدئات العصبية" صب الزيت على نار الصراع المستعر - أصلا وفرعا - بين وزارته وبين نقابة ولد الرباني(صراع يقال إنه يسير على عجلتين إحداهما سياسية تتعلق بالتجاذبات اليومية بين المعارضة "غير المحاورة" والحكومة والثانية نقابية مهنية تتعلق بحقوق ومصالح الأساتذة) الذي هدد علنا بتواصل إضرابات نقابته، وهو ما نبه مقدم البرنامج إلى أنه دعاية "غير معوضة" على شاشة (لا تؤمن إداراتها بالأشياء غير المعوضة)..

الوزير الذي بدا - ومن بداية الحلقة - فاشلا في إقناع ولد الرباني - ومعه أغلب المشاهدين - بصدقية الوزارة وجدية معطياتها، تصنع الكثير من الوقار والهدوء الرسمي، وإن حول الحلقة لاحقا - مع "النقيب"- إلى نشر لغسيل "مشترك" في جو مترب، فكان ما كان من حديث أساء إلى رموز روحية محلية تحظى باحترام وتقدير كل الموريتانيين، بل حتى بتقدير واحترام الشعوب المجاورة، لما حفرته بتاريخها من بصمات خير ودعوة وجهاد، على وجه الوطن الموريتاني قديما وحديثا..

وحتى عندما جاء "رجل" من أقصى الحلقة "يسعى" ليتحدث عن "جنة الخلد" التي عاجلت الأساتذة والمعلمين حتى قبل الموت (من كثرة معاناتهم أصبحوا في درجة الشهداء..إنهم أحياء بيننا يرزقون)، "وسط" العهد الزاهر لمحمد ابن عبد العزيز، فإن الأمور لم تتغير كثيرا لأن الوزير بدا ضعيفا أمام مداخلة "النقيب"، وهو المنهك أصلا من مداخلة الصحفي السالك الذي عاجله بسؤالين كانا كافيين لإرباكه، ويمكن التساؤل عن مسارات الحلقة لو حضرها الاتحادان الطلابيان الغائبان " أوالمغيبان " (الاتحاد الوطني والنقابة الوطنية) خاصة وأن أحد الاتحادين مازال يجمع صفوفه، ويحصى خسائره، أمام شرطة عاملته بقسوة ذات "أربعاء دموي" قيل إنه كان غضبا من أجل المعهد هنا، وغضبا على الحكومة لأجل معارضة هناك..!!

في تلك الليلة الساخنة لم يشعر الشعب أن له "ميزان حسنات" يتسع للحكومة، ولم تشعر الحكومة أن لها شعبا عليها مصارحته...كان "الميزان" مائلا مغشوشا، لكنه كان يكفى للبرهنة تماما على خفة "موازين" الحكومة الحالية التي يرتمي "وسطها" الوزير الأعلى للتهذيب الوطني مع كل "زوائده"..!!

دعاء أخير بأن يجعل الله الحلقة كلها - شكلا ومضمونا - في "ميزان حسنات" وزارة الاتصال والعلاقات مع البرلمان (أمنوا جميعا ولكن سرا).

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا