لو لم يكن نظام الرئيس ولد عبد العزيز ضعيفا لما تجرأ السنغاليون على حشد وسائل الإعلام العالمية ومنظمات حقوق الإنسان للتفرج على استعراض لمواطنين موريتانيين، يمثلون "عينة" من 600 ألف عبد موريتاني يرفسون في الأغلال، تماما كأنماط القرون الوسطى.. 600 ألف عبد موريتاني يتم نقلهم من سوق نخاسة إلى أخرى وبيعهم بالمزاد العلني، وبالتقسيط.. وهكذا الفصل الجديد من الرواية.. وتشكيل الكتائب الدولية والزنجية للتحرير..
لو كان في نواكشوط نظام يدرك قدره، لفهم أن استضافة متمرد واحد من "كاسمانس" (...). ولكان التلويح بطرد 700 ألف سنغالي يعملون "عندنا" كافيا لإفهام "نظام العجوز" بأن لا يدس أنفه في شؤوننا الداخلية.
كيف تسمح دكار بتشويه موريتانيا، وفتح فنادقها و"حاناتها" للموساد وعملائه لضرب الوحدة الوطنية الموريتانية وإشاعة ثقافة الكراهية والحرب الأهلية؟ كيف تسمح دكار للذين يتغنون بإنسانية الصهاينة ويتوعدون بالتبول على قبري بداه ولد البصيري ومحمد سالم ولد عدود.. أن يشنوا حملة شعواء على صورة شعب بكامله بحجة أن فيه بائع مخدرات، أو مجرم مسترق، أو من تعيش بنهدها..! إن البندقية لن توحد الشعب الموريتاني، إذا لم يوحده النسب واللغة والحضارة المشتركة والهموم الواحدة.. وتلك قصة أخرى.
لكن أن نمنح السنغاليين أكثر من مصالحهم، فنمنحهم أجواءنا وطرقنا البرية، ونستورد من صناعاتهم حتى محارم الورق، ونجنس منهم الآلاف، ونمنح مئات رخص الصيد، ونستضيف منهم قرابة مليون عامل،... إلخ. ثم تتحول دكار إلى مطبخ سري وعلني ل"خدم الموساد" من أجل ضربنا وتأليب الأخ على أخيه بهذا السيل من "الكره الأكمه"، فذلك شيء لا يمكن السكوت عليه.
وإذا لم يكن هناك نظام في نواكشوط، فهناك شعب في موريتانيا قد يقول قريبا لتجار النخاسة الحديثة، وسوق الشيطان بدكار والمرابين بالرق "كفى