قد تعرضك للفشل في حياتك .. ما هي « الجلوسوفوبيا »؟ :|: الناطق الرسمي يعلق على الأوضاع على الحدود مع مالي :|: المديرالعام للأمن يصدر قرارات لضبط حركة السير :|: مجلس الوزراء : تعيين وحيد بقطاع المالية "بيان" :|: الرئيس يهنئ الصحافة بعيدها الدولي :|: HAPA تمنح رخصة لقناة تلفزيونية جديدة :|: وزير : قطاع الكهرباء يواجه تحديات بينها عجز في العرض :|: انعقاد مجلس الوزراء في دورته الأسبوعية :|: وزير الإسكان : موريتانيا شهدت نقلة غير مسبوقة في المجال :|: مفوض حقوق الإنسان يطلق برنامج تمويل الأقطاب المندمجة2024 :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

إلى أخي الشيخ رحمه الله في عليائه

samedi 14 janvier 2012


لا لا أصدق كان الجو أقل هدوءا من عادته، وكان صوت أختي وحبيبتي الغالية تحجلب بنت سلمان، من الضفة الأخرى ينعي لي أخي وأبي وصاحبي ورفيقي، الشيخ ولد سلمان ـ رحمه الله ـ، وكنت لفرط حُنوي على نفسي لا أريد أن أصدق أن ذلك "الجرئ، الجميل، الفتي، السيد"، رحل بهذه البساطة دون أن يلقي علي في غربتي تحية وداع.

لا استعظم على الله أحدا في هذه الدنيا ودونت ذلك حين قلت في رثاء أبي رحمه الله ـ الذي رحل بطريقة مشابهة هكذا فجأة ـ، أني

"ولست أستعظم الدنيا فإن بها === طينا يؤول بلا قصد إلى طين"،

إلا أن رحيل أخي لا يهونه علي إلا إيماني بربي ويقيني بفعله الخير لي، يقين يجعلني أحس أن رحيل "ثاني الأبوين"، عني، لا يكون إلا لأن الخالق يدري أننا لم نعد نحتاجه.

لي مع الراحل ذكريات كثيرة، فقد كان بكر أبي رحمهما الله، وبذلك كان أخي الأكبر، وبعد رحيل والدي رحمه الله، جاهد حدّ ابتلاعه أيامه ولياليه في أن يكون أبا لي ولإخوتي، ووفق في ذلك أي ما توفيق، فقد كان حين تغتالني على غفلة من الزمن "الحسن" مخالب الزمن الردئ، يواسيني بماله وجاهه وأبوته الحانية والصادقة.

لقد كان الراحل بارا بجميع أهله، إلا أن بره بوالدته ـ أطال الله عمرها ـ كان نوعا استثنائيا من البر بالوالدين، فلم يدخر جهدا وهو الغارق حدّ أذنيه في مشاكل الحياة، في أن يلقي عليها كل صباح تحية كلّ صباح.

للراحل ولد وبنت، حمّل الولد اسم والده، سلمان، وكأنه يريد للحياة بتلك البساطة أن تتكرر، فهكذا فعل جدي أحمدو ولد أحمد حرمه رحمه الله حين حمّل والدي اسم سلمان، فرحل عنه وسلمان الكبير لم يبلغ الحلم، تماما مثل ما يرحل الشيخ رحمه الله وسلمان الصغير لم يبلغ الحلم.

أما بنته فاختار لها من الأسماء اسم بنت خالته "ممات"، والتي كان يحبها حدّ الهيام، ببساطة لأنها أخته وبنت خالته فقد اقتسما الأسرة طويلا، فخالتي صفية ـ أطال الله عمرها ـ ظلت مجاورة لوالدتي ـ حفظها الله ـ. فاللهم أجعل سلمان وممات خير خلف لخير سلف.

لذاكرة الراحل، أدون هنا شهادة للتاريخ، لا لأنه أخي وحبيبي ونور عيني، وأبي، بل لأنه كان بسيطا متواضعا محبا لله كثير العطف على المستضعفين، لم يخف في الله لومة لائم، كان كريما جوادا، لا يسأل شيئا إلا أعطاه، وبذلك يشهد أهل "بلنوار" وأهل "دار النعيم" وأهل "نواكشوط"، وأهل كل بلدة من بلاد الله وطئت فوقها ذات حلم قدماه.

كان الراحل مولعا بمساعدة الضعفاء من الناس، لاينسى له أحد، كيف جعل حانوت أهله وهو شاب لم يتجاوز الـ 23 من عمره، وقفا على المستضعفين، وكان حين يلام على كرمه يتمثل القول الشهير "مالك ما أعطيت".

إلى أمي إلى أخوتي وأخواتي، إلى خالاتي وبنات خالتي، إلى عمتي وأبناء وبنات عمتي، إلى عمي وأبناء وبنات عمي، إلى مدّه، إلى أسرة أهل أحمدو ولد أحمد حرمه، إلى أهل أحمد حرمه، إلى أهل أخطيره، إلى أهل إينداب إلى "إدوكتشلل"، إلى "إدابلحسن"، إلى الأخوال في "أولاد البوعلي"، إلى الأخوال في "أرويجات"،إلى الأصدقاء في كل مكان، لاتنسوا أن الله يحب الشيخ أكثر منا ولذلك اختاره قبل أن يتجاوز الـ 34 عاما من عمره، إلى جواره، خاتما حياته بشهادة "أن لا إله إلا الله"، فكانت خاتمة حسنة لحياة ندية..

اللهم أرحم الشيخ ولد سلمان، وعافه وأعف عنه وأكرم نزله و أوسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه اللهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.

اللهم ألهمنا الصبر والسلوان، وألهمنا يقينا يهون علينا مصائب الدنيا، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا