ودعت قرية التيسير التابعة لمركز تكنت الإداري بولاية اترارزه؛ صبيحة الأحد 25/12/2011م علما من أعلامها، وركيزة من ركائزها الأساسية، واحد مشايخ محظرتها الضاربة في التاريخ.. إنه العلامة الشيخ
اندكسعد (اباه) بن القاضي محمدن ولد آكاه..
وكان العلامة اندكسعد (1926-2011م) قد اخذ القرآن وعلومه على كل من :
– حبيب الله بن محمد سيدي المجلسي
– جد ولد ألمين الفاللي الحاجي
كما تجول بين عدة محاظر وشخصيات علمية من الحجم الكبير متعلما مستفيدا وطالبا مسترشدا فأخذ عن :
العلامة : أحمدو الخديم بن محمد مولود
العلامة : سيدي أحمد بن أحمد يحي
العلامة : محمد علي ولد نعمه
العلامة : محمد سالم ولد ألما
العلامة : المختار بن ابلول
العلامة : محمد الحسن ولد أحمدو الخديم
وقد عرف عن الفقيد اهتمامه - بالإضافة إلى علو كعبه في العلوم والورع والزهد والكرم والصدق والبر...- اهتمامه بالأمور العامة، وعلاقاته الطيبة، والمسالمة وحسن الخلق.
رحيل الفقيد كان مناسبة لبعض من عرفوا الفقيد عن قرب؛ للإدلاء بشهادتهم حول ما عرفوا فيه، كل من زاويته وحسب طريقته..
نقدم لكم اليوم الحلقة الاولى من هذه الشهادات من الشعر الفصيح :
1- النبهاني ولد محمد فال :
اباه" غـــاب فغـــــاب العــــز والـــجـاه = = والعلم والحلم لمــَّا غـــــاب "ابَّاه"
وأُخْرسَ الناس من حـــزن ومـــن ألـــم = = وأظلـــم الأفق أدنـاه وأقْـصــــــاهُ
من ذا نعزي بفقد "اباه"؟ مجلــــــســـه = = أمْ ما منَ الخير والمعروف أسداه؟
أم مصحفا بثَّه في النـــــاس فامـــتلأت = = منه صـــدور.. وأسمـــــاع وأفواه؟
أم أنــنا ســــنعــــــزي في ترحُّــــلـــهِ = = عـــنَّا إلى رحمة المولى.. مصلاه؟
أم كــــلّ من جاوروه؟ أم معارفــــــه؟ = = أم اهـــــله أم أحباهُ أم ابْـــــــــناه؟
أم سنةَ المصــــطفى المختار من مضر؟ = = رَبَّاهُ من ذا نعزي فيــــــه؟ رباهُ؟ !
فالبَّاه صافا وعادا في الإلـه فمـــــــــــن = = صــافاهُ صافا ومــن عـاداه عاداه
يمشي على الأرض هونا من تواضعه = = وقــــل فيهـــا -وأيم الله- شـــرواهُ
أولاه مــــــولاه في الفردوس مضَّجعا = = وللــــــــسرور وما يهــــواه لقـَّاهُ
عليه فـــيها تدار الكأس صـــــــــافية = = وجاد غيـــث من ارضوان مثواهُ
ونضَّـر الله نزلاً حــــــلَّ ســـــــاحته = = وطاب مُصْـــــطافه فـــيه ومشتاه
وعاش أنجـــــاله شمـــــــــا غطارفةً = = ليست لــــهم في دروب العزِّ اشباهُ
ودام مـــــن رام ذاك الحيَّ اجـــــمَعهُ = = يلقى "المرامَ" و"تيسيرا" لمــسعاه
ُبجاه طه إمــــــام الرســــــــل سيدهم = = علــــيه صلى إله الـــــعرش مولاه
وآلــــــه الغرِّ والصحب الكرام ومـن = = مِــن كل عصر من الأخـــيار ولاهُ.
2- محمد الأمين بن أحمد بن خمنّ
من للسيادة والســماحة مـــذ غــــــدا = = ركن المحامـــد أثلما ومهـــــــددا؟
مذ سار عنا الغوث إنــــــدكسعد من = = من يمنه سعد الزمان وأســـــــعدا
فابــاه مذ عقد الإزار مشــــــمــــــــر = = لبنائه المـــــجد الأثيل المخـــــــلدا
ما زال يســـمو للمحامد مذ نشـــــــا = = علما وحلما والمجادة والـــــــجدى
فكم استطاب من العلــــــــــوم فوائــدا = = ولكم أصاب من المعارف موردا
وبلطفه فابنا تـــــــــراه لمــــــن رأى = = وبعـــــطفه كان الحــــنون الوالدا
يشفي الجوى بجواهر من خلقــــــــه = = ومحاسن الآداب تزهي المنتدى
وبدفئه يبـــــــأى ووارف ظلــــــــــه = = جـــــار له ما إن يـــريم مصمدا
كهفٌ لأعباء العشـــــــــيرة كلهــــــا = = ولعزها يفنــــي الطـريق ومتلدا
فالله يرحمه ويجزيــــــــه الرضـــى = = في جنة يضحي مجاور أحمدا
ويفيض من يمن على الشــــــــم الألى = = أبقى ويكلؤهم ويبقي السؤددا
بالمصطفى أوفى السلام عــــــليه مع = = أصحابــــه عند الخــتام ومبتدا
3- عبدُ الله ولد محمد الامين بن حمدِّي
ألا إن هـــــــــذي الدار ليــست بلائقــه = = بمن ليس خبا بل له هي عــــائقه
وقد كان في عـلـــــــم الإله افـــتــراقنا = = لذاك يموت بعضـــــنا كي نفارقه
وسائق خلــــــــق للفـــــناء يســـوقــــه = = وسوف يطيع المرء لا شك سائقه
وأخلاق بعض فاقت اخـــــلاق غيره = = وبعـــضهم أخلاقــــه غـــير فائقه
من الأول اباه الذي راق فعـــــــــلـــه = = فأفعــاله لا غرو إن تــــــك رائقه
و بالله ذا المرحـــــــوم قد كان واثقـــا = = وقد كانـــــت الأقوام بـــاباه واثقه
فتى شب فـــــي العلياء مــــــذ هو يافع = = وذاك لوجه الله مــــن كــان خالقه
وقد كان يــــعطي الرزق للنـاس كلهم = = وقد كان معطــــــيه الإله ورازقه
يبش بوجــه الناس طرا مرحبـــــــــــا = = بكل الذي قــــد زاره ومعــــــانقه
يطابق ما بالقــــلب ما بــــــــــــلــسانه = = فما إن تراه الـــــدهر إلا مــطابقه
فيا رب فارحــــــمه بفضــــــلك دائما = = ففضل إله العرش قد كان عاشــقه
ويملك في جـــنــــــــــات عدن فنادقــا = = فيسكن ذاك الغوث فــــــيها فنادقه
وبارك إلهي فـي البنيــــــــن وكـــــلهم = = يكون سراجـــــا للزمان وغــاسقه
وصل على طــــــه الذي كـــان منجيا = = أناسا تكــــون في الســـفاهة غارقه
4- اتاه ولد سيدين
يخاطب الكـــون وجـداني فيقذفنـــــي = = إلى بحور من الحيرات والمحن
فأرتمــي بين ما ذا يا ترى ولمــــــــا = = ذا كيف ذا لا جواب ثم يـقنعني؟
وحيـــن ذاك أرى نفسي الغريبة فـي = = ذا الكون تسبح في دوامة الحزن
تعلو وتسفل في الأكوان ساحبــــــــة = = ذيل السئامة والإحــباط والوهن
لكنها بقـــــــــــضــــاء الله راضـــــــية = = فلا مرد لما يقـــــضيه ذو المنن
ولو يرد بعلـــــم زانه عمـــــــــــــــــــل = = أو بالتقى أو بصيت رائق حـسن
أو بالتـــــلاوة أو ذكر الإله عـــــــــــلا = = أو ارتـــــقاء كريـــم قـــــنة القنن
لما ثوى "ابـــاه" في قـــــــــــبر تعفره = = أيــــد تفديـــــــه بالغالي من الثمن
فذاكم عــــــلم عـــــــلت مـــــــــــراتبه = = فما له مــــــثل في ذائــــه الزمن
طود علت في علوم الـــــــقوم رتـــبته = = قد استــــقام علــــى ذيالك السنن
جزاه ربي وعـــــــلاه وأســــــــــــكنه = = فسيـــــح جناته في جيــرة المدني
عليه من صلوات الله أكمــــــــــــلــــها = = وءاله ما شدت ورق على فـــــنن.
5- أبو محمد ولد محمد الحسن :
رحلت عن الدنيا إلى جنـة المولـى = = كريما.. وقد أولاك مولاك ما أولــى
رحلت إلى الفردوس؛ فانعم مخلدا = = بما لذ من جنات عدن وما احـلولى
فأبقيت ذكرا خـــــــالدا، وأعــــزة = = بأخمصها تعـــــلو الفراقد والشــــــولا
وعـــــلما وحلــما عـــفة ورزانــة = = وصدق حديث زانك : الفعل والقــولا
فكنت لــــــنا الابن الوديع، ووالدا = = حنونا، وعبدا ليس كلا على المولى
عرفناك يا "اباه" شهما وسـيـــــدا = = ابيّا على شأو المـــــعالي قد استولى
فعذرا، فما حصر الخصال بممكن = = لو افنيتَ فيه اليومَ والشهر والحولا.