تعتبر العلاقات الموريتانية القطرية نموذج للتعاون العربي ويأخذ هذا التعاون عدة أشكال لعل من أهمها وأكثرها تجسيدا للإرادة الصادقة لقادة البلدين تلك المشاريع المشتركة بينهما والتي تأخذ طابعا اجتماعيا.
والسبب الذي جعلني أتطرق اليوم لموضوع التعاون الموريتاني القطري هو بوادر حملة إعلامية بدأت منذ أسابيع للمساس بهذه العلاقات لإغراض الله وحده يعلمها ولحاجة في نفس من يغذيها تارة بالتحليلات السخيفة و تارة أخرى بالشائعات التي لا ترتكز على أي أساس من الصحة.
ولذات الغرض سأكون مضطرا لجرد نماذج من هذه الدعاية السوداء : ففي الأسابيع الماضية طالعتنا بعض الأخبار المجتزأة و المجهولة المصادر والقرائن تقول بأن الاستثمارات القطرية في موريتانيا يعوقها طلب بعض الرشاوى وهذا ادعاء مردود عليه ببساطة شديدة تتمثل في فقدان الدليل كما أن المنطق و الذوق السليم لا يستسيغه.
ولم تقف جهود العاملين في الظلام عند هذا الحد بل وصل بهم الأمر إلى اعتماد الشائعات موهمين الرأي العام بان حرم أمير دولة قطر لم توافق على طلب تم تقديمه لاستقبال السيدة الأولى في موريتانيا وهو أسلوب كنا نعتقد بأنه أصبح متجاوزا وعلى كل حال فأنا اعتقد بان هذه الشائعة هي الأخرى لا أساس لها من الصحة فالكل يعلم زهد السيدة الأولى في موريتانيا في الخروج و الظهور إعلاميا والسفر إلى الخارج والموريتانيون كلهم يعلمون هذه الحقيقة.
والدليل الآخر أن قطر حكومة و شعبا يشكلون دوحة للعرب ويستقبلون الجميع على اختلاف مستوياتهم فكيف يرفضون طلبا من هذا القبيل؟
فليتقي الله هؤلاء ورسالتي لوسائلنا الإعلامية المحترمة أن تتحرى الصدق وتغتنم جو الحرية الإعلامية الذي تنعم به في هذا العهد الميمون من تاريخ موريتانيا في نشر ما ينفع الناس وأن لا تجعل من نفسها وسيلة لتحقيق مآرب شخصية ضيقة لبعض المصطادين في المياه العكرة و أن يكون شعارها دائما هو قول الحق سبحانه و تعالى : " يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" صدق الله العظيم.
mlemine9@gmail.com