عندما تستيقظ فجرا لتجد أن ربع قرن من مستقبلك بيع للصين بامتيازات سخية دون إذنك.. عندما يقارع "نائبة" برلماني حجج العقل والمنطق بالاستعاذة ببرنامج رئيس الجمهورية، ليبرر أن هذا البيع يصب في مصلحة الوطن، لأن الصينيين سيقطعون الطريق على الاسماك المهاجرة، ليعيدوها قسرا إلى موطنها الأصلي، ويجنبون البلاد الحرج أمام الشركاء الأوروبيين الذين تؤرقهم أي هجرة مصدرها الشواطئ الموريتانية..
عندما يعفى الصيني من الجمركة ومن الضريبة الجزافية، ويتعهد له بالابقاء ربع قرن على قانون الاستثمار حفاظا على اقتصاد الصين، وحين تفكر انت في فجرك هذا في احتساء شاي صيني أخضر، تتلمس جيبك لتجد أن ما معك من المال لا يكفي لشراء "كاس" فالضريبة على الشاي الصيني الأخضر ارتفعت عشر مرات لأنها تقتطع منك..
عندما يسمح للصيني باستيراد كل أجهزته ومعداته الثقيلة وأجهزته نصف المصنعة، من دون المرور بالجمارك، في الوقت الذي ما تزال حاوية رجل الأعمال الموريتاني محتجزة في المرفأ، لأنها أتت تحمل بضاعة صينية، ولم تسدد رشوة كافية للجمارك، وعليك أنت أن تتحمل ذلك لاحقا، لأن رجل الأعمال لن يقبل الخسارة وستكون قيمة الرشوة والضريبة الجمركية مضافة إلى سعر السلعة التي ستشتري أنت منها عددا كبيرا لرداءتها، لان قليلها لن يفي بحاجتك..
عندما يأتي الصيني بزاده السنوي في سفينته ويوفر له الضمان الصحي، وشروط الاقامة اللائقة – تماشيا مع توجيهات رئيس الجمهورية بالاحسان إلى عابري الســـــ... أو ابناء السبيل.. أو الشارع الصينيين- وتبحر أنت في قارب متهالك تتقاذفك أمواج الأطلسي لترتطم بسفية فيتشظى القارب ويبتلعك الموج، ثم يقذك جثة هامدة على الشاطئ لأن لحمك لا يأكله الصينيون، والسفينة الصينية تتمتع بتأمين شامل ضد الاضرار لدى شركة صينية..
عندما تتظاهر أنت فتأتي الشرطة محملة بمسيلات الدماء صينية الصنع وتبرحك ضربا لأنك احتججت على موت طفلك، في الوقت الذي تكفل فيه اتفاقية الصيد الموقعة بين جمهورية ولد عبد العزيز، وإمبراطوية بولي هوندون لآلاف الأسر الصينية أن يستفيدوا من إعفائهم من قانون الإبن الوحيد، لأن أرضك تسعهم ولا يشكل الطفل الثاني خطرا على حياتهم، وحكومتك ستوفر لأولئك الأطفال حق التعليم والرعاية الصحية بحكم عقود عمل آبائهم مع شركة صينية تعمل خارج الوطن الأحمر..
وعندما لا تجد أنت تحت قبة هذا البرلمان من يفهم لغتك لأنك تستخدم مفردات غير صينية، ويرى رئيس الجلسة أن الحرس - الذي لايكفي راتب ضابط فيه لشراء منتج صيني رديء-، قصر في ضربك لاحتجاجك على اتفاقية مع شركة صينية..
حينها تكون غبيا حقا إن لم تخرج في مظاهرة مليونية للمطالبة بالحصول على الجنسية الصينية.
لا تخف لن تتعرض للضرب، فالحكومة ستكون سعيدة جدا وستتصدر تلك المظاهرة الجلسة المقبلة بين وزير الاقتصاد ورئيس مجلس إدارة بولي هوندون لأنها دليل على ترحيبك ببيعك للصين، وسيسعد الصيني وقتئذ بذلك لان الشعب سيكون "مادة أولى"، بعد موافقة الحكومة على إعفائه من الضرائب والسماح لامبراطورية بولي هوندون بإنشاء وحدات لتجليده وتسويقه...
يا للعار...أي بلد هذا وأي رئيس وأي وزير وأي "نائبات" برلمانيين.. تبا