أصدرت النقابة المهنية للممرضين والقابلات صباح اليوم بيانا تحدثت فيه عن دوافع الإضراب ومسبباته؛ وقالت فيه انهم "تجردوا كممرضين وقابلات وعمال صحة من "مخيط" السياسة و"محيط" الو لاءات الضيقة، ووضعو هدفا واحدا جامعا مانعا نصب أعينهم، وهو تحقيق المطالب العادلة والمشروعة لكل عمال القطاع دون تمييز أو استثناء".
وهذا نص بيان النقابة
"ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض".. صدق الله العظيم
أيها الممرضون :
أيتها القابلات :
زملاءنا أبناء الأسرة الصحية الواحدة والموحدة :
اليوم 7ابريل2011 سنكون جميعا على موعد مع التاريخ، في بداية إضرابنا المفتوح والشامل، والذي دفعتنا إليه السلطات دفعا بتجاهلها الأرعن لمطالبنا، وتعاطيها - الجبان والمرتبك- مع محتويات عريضتنا المطلبية المرفقة بإشعار الإضراب، الذي تسلمته منا الحكومة رسميا يوم 6 مارس الماضي، فلم يكن الإضراب يوما من الأيام هدفا لنا في نقابة الممرضين والقابلات ولا لزملائنا في منسقية نقابات عمال قطاع الصحة، ولكنه وسيلة مشروعة بنص القانون المحلي، ومحمية بروح الدستور والقيم الجمهورية الرفيعة.
أيها الإخوة الممرضون :
أيتها الأخوات القابلات :
زملائنا من أخصائيين وأطباء وجراحي أسنان وصيادلة واجتماعيين :
اليوم سيمتحن صبركم وشجاعتكم وقدرتكم على الصمود حتى تحقيق أهداف إضرابكم، الذي لن يتم تعليقه إلا عبر صرف فوري عاجل ومعمم ومجمع عليه لعلاوة خطر المهنة، لا يستثنى أحدا من عما ل قطاع الصحة من الممرض المساعد والمولدة وحتى الأخصائي، ويأخذ بعين الاعتبار وضعية بقية عمال القطاع من عمال دعم وفراشين وغيرهم، انسجاما مع ما تكفله لهم النصوص القانونية والمهنية المعمول بها في البلاد من حقوق وامتيازات.
لقد برهن منتسبوا نقابتنا من ممرضين وقابلات على شجاعتهم وقوتهم وقدرتهم على تحريك مطالبهم والوقوف عندها في جو من الانضباط والمهنية والمسؤولية، والالتفاف بحزم وصرامة خلف النقابة والالتزام بنصوصها ومقرراتها.
ولقد أثبتت وقفة القصر الرئاسي يوم الثلاثاء الخالد، والتي توجت مسيرة راجلة انطلقت من بوابة مركز أمراض القلب أن الممرضين والقابلات وعمال الصحة خرجوا- والى الأبد- من عباءات الو لاءات السياسية والاجتماعية والعرقية الضيقة، نحو أفق الوحدة الفسيح تحت ألوان "السترات الطبية" الجامعة، والتي حولتها معاناتهم إلى قاسم مشترك بين الجميع، تحت شعار واحد، وهدف واحد وهيئات قيادية موحدة، ولأول مرة في تاريخ الدولة الموريتانية وعمال قطاعها الصحي.
لقد تجردنا كممرضين وقابلات وعمال صحة من "مخيط" السياسة و"محيط" الو لاءات الضيقة، ووضعنا هدفا واحدا جامعا مانعا نصب أعيننا، وهو تحقيق المطالب العادلة والمشروعة لكل عمال القطاع دون تمييز أو استثناء.
اليوم- أيها الأحبة- يبدأ إضرابكم الذي سرتم نحوه برؤوس مرفوعة، وبعزيمة لا تلين مودعين عقود الخوف والتكميم والتهميش المنظم منذ نشأة الكيان الموريتاني المعاصر، عقود من الظلم عشناها دامعين حاسري الرؤوس مكلومين، نتساقط بالعدوى والموت الزؤام دون أن يرق أحد لحالنا..حصد منا "فيروس السيدا" ما أبقى "فيروس الكبد" وتكفلت "الأوبئة" و"الحميات النزيفية" الغامضة والمعروفة و"السل الرئوي"وغيرها من مخاطر المهنة باستئصال خيرة أطرنا وشبابنا الذين ماتوا بشرف خدمة لوطن لم يقف- ولو دقيقة عرفان بالجميل- تذكارا لهم ولتضحياتهم الخالدة، يوم وقفوا كالرجال، قناعة بمهنة تليق بالرجال، لصد الهجمات الوبائية المدمرة على أرض الرجال وأبنائها.
لنستحضر اليوم- أحبتنا- في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ نضالاتنا أرواح الأحبة الذين كانوا معنا أجسادا وهم معنا اليوم قيما ومعان للنبل والإخلاص/د.محمد ولد احمد عيشة/ د.إبراهيم ولد محمدن/الفني الزايد ولد خطاط/ القابلة أم سيسي/الممرض أفاه ولد طلحة/القابلة مريم منت مولود/ والممرض التقني احمد ولد النباغة... واللائحة طويلة من نساء ورجال و قطاع الصحة الذين "صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
الإخوة والأخوات
لقد فشلت كل المحاولات الحكومية للتشويش على الإضراب، وظهر لكل الذين تخلفوا عنه
– نفاقا أوجبنا- أنهم يناطحون صخرة نضال نقابي موحد لا سبيل لتفتيتها أو إزاحتها..قيل الكثير، وكتب الكثير، وسرت كل الشائعات، وسودت الصحف- سبا وقذفا وتشهيرا- في حق قياداتكم الصابرة المحتسبة، لكنها قيادات لم تخش إلا الله الذي توكلت عليه فزادها إيمانا بعدالة قضيتكم وصبرا وتحملا لكل مشقات النضال فى سبيل قضاياكم العادلة.
ولقد كان التحام زملائنا فى المركزيات النقابية الوطنية مع منسيقتنا وانخراطهم في الإضراب رصاصة قاتلة لكل محاولات إفشال الإضراب والالتفاف عليه، فقد رفض زملاؤنا من خارج المنسقية - بشجاعة ومهنية لافتة- التحول إلى أدوات للتآمر على العمال، والتأثير على قناعاتهم النقابية والنضالية، فلهم خالص الشكر وعظيم الامتنان.
واليوم - ونحن في أول أيام الإضراب- نود مرة أخرى القول بوضوح - ودون مواربة أو لف أو دوران- إنه لا تعليق للإضراب إلا بصرف علاوة الخطر التي هي خط أحمر، ثم ترسيم وتفعيل القانون المنظم للمهن الصحية والطبية، وصرف علاوات التحفيز والتبعية والبعد والرواتب المتأخرة لعمال القطاع المحولين حديثا وبعضهم مرمي داخل البلاد في مناطق بعيدة وفى ظروف بالغة الصعوبة ماديا ومعنويا، وتطهير قطاع الصحة من المفسدين وسدنة الخراب والانتهازيين الجشعين، وإشراك عمال القطاع- خاصة الممرضين والقابلات- في تسيير قطاعهم بكفاءاتهم، ووفقا لتصوراتهم وخبراتهم وتجاربهم الميدانية، والابتعاد عن الارتجالية والروح الدعائية الرخيصة عند إنشاء المؤسسات الطبية والصحية الوطنية..وإنه لا تعليق للإضراب إلا بقرار من المنسقية المركزية لنقابات عمال قطاع الصحة - والتي تعتبر نقابتنا رأس حربة نضالها- المسيرة للإضراب والداعية إليه أصلا، إذ أنها وحدها المعنية بأي حوار أو اتفاق قادم مع الحكومة.
إننا نطمئن - مرة أخرى- كافة المواطنين الموريتانيين على مرضاهم الذين ستتكفل بهم طواقمنا طيلة الإضراب، خاصة في أقسام المستعجلات، والإنعاش، وغرف الولادة، وتصفية الكلى، وأقسام الحجز الطبي،ونقل الدم، والفحوص الاستعجالية بمختلف أنواعها.
ونجدد استعدادنا الدائم للحوار مع السلطات- ووفق شروط منسقيتنا- سبيلا للخروج من نفق الأزمات التي تعصف بقطاعنا والتي يعتبر إضرابنا هذا من أبرز تجلياتها ومطالبتنا لرئيس الجمهورية بالتدخل بصفة شخصية لحل مشاكلنا التي تلكأت الحكومة في حلها عجزا أو "تعاجزا".
ورسالتنا للجميع اليوم هي أن عهد قيامنا بكل واجباتنا دون أن نحصل على أقل حقوقنا المشروعة قانونيا وأخلاقيا قد ولى إلى غير رجعة.
– عاشت النقابة المهنية للمرضين والقابلات في موريتانيا
– عاشت منسقية نقابات عمال قطاع الصحة
– عاش عمال قطاع الصحة موحدين دفاعا عن مصالحهم وحقوقهم
– المجد والخلود لكل شهداء القطاع الصحي
عن المكتب التنفيذي للنقابة المهنية للممرضين والقابلات في موريتانيا :
أمانة الإعلام
نواكشوط/
وقال الأمين العام للنقابة المهنية للممرضين والقابلات في موريتانيا إن نسبة الإضراب الذى بدأته صباح اليوم منسقية نقابات الصحة كان ناجحا بنسبة 100% فى جميع المراكز الصحية والمستشفيات على عموم التراب الوطني.
وأوضح الأمين العام، فى تصريح لوكالة الرائد الاخبارية قبل قليل، أن منسقية النقابات الصحية أبقت على بعض العمال فى أقسام الإنعاش، الحالات المستعجلة، تصفية الكلى والولادة، لأسباب إنسانية، مضيفا أن وزارة الصحة لم تتصل بهم بعد ولم تبد أي اهتمام بالمطالب التى يطرحها عمال الصحة وكأن ما يجرى فى المستشفيات والمراكز الصحية لا يهم الحكومة فى شيئ.
وأكد الأمين العام أن الإضراب سيستمر "حتى تتحقق مطالب جميع عمال الصحة وتسوى مشاكلهم بما فى ذلك صرف العلاوات والمتأخرات والتقدمات.."