وزارة الثقافة توضح أسباب تقدم البلد في حرية الصحافة :|: رئاسيات يونيو : مرشح ثان يودع ملفه :|: وفد من حلف شمال الأطلسي يزور موريتانيا :|: توزيع جائزتي مسابقة الخط والخطابة :|: التكتل يشكل لجنة لتحديد خياراته من الرئاسيات :|: قفزو كبيرة لمورريتانيا على مؤشر حرية الصحافة :|: أبناء مارادونا يطالبون بنقل رفاته لضريح أكثر أمانا لتكريمه :|: منظمة التعاون الاقتصادي ترفع توقعات النمو العالمي في 2024 :|: وزير : ندرس اتخاذ اجراءات تغني مواشينا عن الانتجاع خارج الحدود :|: قد تعرضك للفشل في حياتك .. ما هي « الجلوسوفوبيا »؟ :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
 
 
 
 

رسالة إلى...!!؟ /اسغير ولد العتيق

lundi 14 février 2011


لم يشهد التاريخ الحديث وربما القديم؛ عصرا كهذا العصر الذي نعيش اليوم؛ من الهياج الذي استبد بأطر الحراطين حول طرح مسألة الحر من جديد ... نشأت في عقل كل واحد منهم وسوسة... ثم حدث بينهم تدافع وجذب ؛ حول فهم الأطروحة التي صاغها الزعيم الوطني مسعود ولد بلخير؛ فيما يتعلق بمبررات تنازل التاريخ عن دور الحركات السرية ؛.مهما كان نوعها ومهما عظمت وتعاظمت أهدافها؛ في زمن المكاشفة وحرية الرأي؛ وهى نفس القناعة التي رفض بها منذ سنين العمل داخل التكتلات القبلية... أنشأ الحر من العدم في عصر الظلم والهوان؛ وحدد أهدافها في تلك الفترة ؛ وهو اليوم كما بدأها يعيد صياغتها من جديد لتواكب مرحلة التغير والتجديد وتطور عقليات المجتمع ونمو الوعي.؛وبهذا يكون قد فرض كل نقطة تهدف لترقية الحرطانى على الفكر السياسي و الإجتماعى و النقابي الحقوقي والإعلامي .....لم ينقض ولم يتناقض مع تلك المسلمات الإيديولوجية ؛ التي رضي بها وعاش فيها مع آخرون زمانا على آخر؛ غير أنه تجاوز بنظره المستوى السطحي للحياة السياسية؛ فالكلمات التي نسمع ثم يتبادر للبعض منا أنها كلمات معاكسة لنطق أخريات اعتادها فى زمن التعصب الأيديولوجي ما هي إلا ثوبا مستعارا عن تلك العبارات التي استقرت فى القلوب فى ذلك الزمن.... وبهذا يكون قد سد الطريق أمام دعاة التجديد حيث أنه لم يترك لهم فراغا يمكن استغلاله من البعض للدعوة غير المبررة للتحديث أو إعادة البناء الهيكلي لتنظيم يتعارض ومعطيات المرحلة بيد أن الذي واجه دعوة الرئيس للرقى و للتحديث...هو افتراض الشك في كل شيء .... وافتراض الخطأ في كل شيء...!

الكثير من الناس لا يعرف أن اختبار صدق المفهوم يتأسس على افتراض مؤداه أن احتمال تعبير الفردعن عقائده الحقيقية يزيد في حالة الأحاديث الخاصة عنه في حالة الأحاديث العامة.الكثير من الناس لا يعرف هذه الحقيقة ولا يفهمها.

إن إهمال تحليل وتوضيح أفكار هذا المنهج الذي أسس له مسعود ولد بلخير في هذا الزمن بالذات وتركه للمقارنات المفتوحة على كل الاحتمالات يؤدى إلى تشكل خليط من الأفكار التي لا أول لها ولا آخر مثلما يدور ويحدث بين بعض مناضيلى الحر في هذه الأيام من محاولة المقارنات المفتعلة التي لا تفضي إلى نتيجة غير اليأس و ولإحباط والتعجب والانهيار للقائمين بها والحاملين لشعارها .... و يتضح من معطيات المرحلة أن النسق الأيديولوجي للحر في هذه الفترة أصبح أكثر ثراء في مضمونه؛ فبعد أن كان محصورا على شريحة واحدة ومن الشريحة في مجموعة؛أصبح اليوم مقبولا لدى كل الأطراف والفرقاء السياسيين؛ وقد اتضح ذلك من خلال الاندماج الذي حصل في 2003 مع القومية العربية الناصرية؛ في خطوة سابقة من نوعها ؛ شكلت منعطفا تاريخيا وتحولا جذريا في عقلية الدولة والمجتمع؛ خاصة فئة البيظان وهى الخطوة التي مهدت وشجعت؛ مجتمع البيظان بقبول حتمية حركة التاريخ؛ وفى نفس السنة اصطف هؤلاء خلف قيادة الرئيس لترشحه في الاستحقاقات الرئاسية ؛ واستمرت هذه التجربة بصورة تدريجية حتى وصلت قمتها 2009 مرورا ب2007؛ وفى كل مرحلة من هذه المراحل تقررمجموعات من مجتمع البيظان؛ عن قناعة الانضمام لصف قافلة التغيير التي يقودها مسعود ولد بلخير؛ وبصورة تدريجية تم الإجماع من بعض كبار مجتمع البيظان والزنوج على ترشيح الحرطانى الذي ينتمي لحركة الحر بأفكاره وأهدافه ...

فهل بعد كل هذه النتائج الإيجابية؟ من قبول الحرطانى رئيسا لحزب من مختلف الفئات؛ ثم مرشحا للرئاسيات ثلاث مرات ؛ ثم رئيسا للجمعية الوطنية وبرضي الجميع؛ أليست هذه هي الأهداف التي تأسس الحر من أجلها؛ ألا تعتبر هذه الخطوات إيجابية في طريقة سريعة لترقية الحرطانى ؟ ! وأي ترقية أعلى من رئاسة البلد؟ ! وهل هي مؤشرات تفتح لنا باب التفكير للعودة إلى ماضينا الحركي السري ؟ في الوقت الذي أظهرت فيه كل الأطراف استعدادها لتقبلنا كشريك ند؛ بعد أن فرضنا أنفسنا بالحجة والحجة العلنية فقط .

وبديهي جدا أن هدف الحر ليس وحيدا؛ بل توجد أهدافا أخرى تتمثل في كيانات؛ لا تقل أهمية عن كيان الحر؛ و ربما تكون أسرع في الوصول لتحقيق الغاية المطلوبة؛ ومن أهمها البحث عن إطار شرعي - في دولة القانون الديمقراطية - يسع ويتسع لكل مكونات و شرائح المجتمع؛ التي تأخذ على عاتقها الدفاع عن كل المعضلات الوطنية وعلى رأسها قضية العبودية؛ التي تمثل أهم أهداف وغايات حركة الحر؛ وهو ما تم بالفعل في التحالف الشعبي التقدمي ؛ فما الهدف إذن من الإصرار على فرض تلك المفردات أو المصطلحات التقليدية في قاموس الفكر السياسي الحديث.

وقبل أن ننقد الأطروحات الأساسية التي قدم مسعود ولد بلخير لحل هذه الإشكالية ؛ يجب أن نجد أجوبة مقنعة لجملة من التساؤلات تقدم بعضها : وابدأ بنفسك أخي الحرطانى أسألها كيف تعيش حاضرك وكيف تهيأ لمستقبلك؟وهل بإنشاء الحر يكون الحراطين قد طووا سجل بحوثهم وأغلقوا باب التفكير في محاولة التطوير؟ولم هذا الاختيار في هذا الوقت بالذات؟ وكيف لنا أن نفهم دور القائد في عملية تحريك التاريخ؟

إن الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها ضرورية و مهمة؛ لأنها تحدد إلى حد كبير مدى دقة الفهم للتحول الإجتماعى؛ الذي حدث والذي لا يمكن نكرانه؛ فلقد أحدث مجتمع البيظان تغييرا أساسيا اتجاه مجتمع الحراطين وبالتالي فإنه على القائد أن يغير مفهومه السلبي اتجاههم.

يقول الفيلسوف لبراكماتى "وليم جيمس" أنه لا يمكن القطع بخطإ الفكرة و لا بصوابها؛ ولا بما فيها من خير أو شر؛ إلا بمقدار الآثار الناجمة عنها إذا تشكلت عملا ؛ أو صارت سلوكا في الحياة ويتعامل به الناس " لماذا لا نتريث قليلا ثم نعيد النظر في قراءة المعطيات؛ حتى تتضح إيجابيات الفكرة أو سلبياتها؛ وإنني على يقين من أن الدهر سيصدقني؛ وبأن الأيام كفيلة بتأكيد ما أقوله؛ إنها لفكرة صائبة ودعوة بالغة ؛ ولست منطلقا من فراغ؛ فلو تصفحنا معا مرة أخرى السجل التاريخي لهذا الرجل؛ لوجدنا انه هو الذي خدم الحراطين وضحى بنفسه من أجلهم؛ وبنى لهم ثقة في كل مكونات الشعب الموريتاني؛ سجن من أجلهم ؛ وشرد ومورست عليه كل المضايقات بما في ذلك تشويه اسمه ووصفه بالعنصري والمتطرف ....كل ذلك من اجل ترقية الحرطانى ؛ولقد تحقق الكثير من ذلك بالفعل؛ نتيجة لصبره ونضاله ووفائه لمبادئه؛ فهوالرجل الذي لم تستمله العواطف؛ ولا حب المنفعة ولا الضغوط القبلية؛ ولا الإغراءات المادية عن طرح قضيته و الدفاع عنها.وعن ضحاياها أينما كانوا ومن أي جهة كانوا .

إن السياسة فيما يخص مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية؛ لابد وأن تكون موجهة لانتقاء المنهجية الفكرية والسياسية للخطاب ؛ للفت انتباه الجمهور حول مجموعة من القضايا العامة و المشتركة : الديمقراطية؛ العدالة...أو حول لفت الانتباه لقضية خاصة خطيرة كالعبودية؛ أو مهمة لتقبلها ثم نقاشها والبحث لها عن حلول؛ لبلوغ الهدف ويتمثل الهدف بالنسبة لنا كحراطين؛ في تحقيق نهضة شاملة لشريحتنا ومجتمعنا؛ ومن هنا يجدر بنا أن نعرف ونلاحظ بدقة؛ أن هذا الموقف لا تمليه علينا فقط احتياجاتنا كشريحة؛ بل إنه في الوقت عينه يمثل الأساس لوحدة هذا الوطن وضمان مستقبل أجياله؛ و لاباس إذا أعطينا لذلك بعد نظر وتأمل ومساحة للتفكير؛ لتحديد الرؤية بعد نقاء الجو ؛ وزوال دخان الاتهام ؛ وهدوء عاصفة الكلام والكلام المضاد ؛ ونزول مطر رحمة التفاهم؛ بدلا من التراشق بالكلام و المقولات التي يحاول البعض؛ إذابتها في عقول المناضلين بخطاب عاطفي؛ مركزا على ضعاف الأحلام منهم؛ ولا أكون مخطأ إذا ما قلت أن أغلبية مناضلى الحركة؛ لم يمهلهم الدهر حتى يتعلموا؛ فسن الدراسة كانت لرعى الغنم ؛ ومرحلة الشباب كانت للتحصيل والبحث عن لقمة عيش؛ لأبوين فقيرين وإخوة صغار من ضحايا العبودية ؛ لذلك فهم يقعون تحت مخدر اصطنعته لهم جماعات من محترفي التحايل والاحتيال .

فالقائد السياسي ؛ يجب أن ينظر ويتابع بذكاء وبفطنة حركة المجتمع الذي يعيش فيه ؛ فإذا كانت الحركة أو التوجه في صالحه؛ وضع كل أوراق مشروعه على الطاولة؛ بخطاب يوائم بين الجديد والقديم مؤائمة ليست مخلة بالترتيب المرحلي ولا الترتيب الزمني ؛ لأولويات مشروعه وهذا من الأسباب التي أدت بالرئيس إلى القول؛ بحل الحركة لأنه أدرك أن المرحلة تمر في صالح الحراطين إذا أبدو الانفتاح والاستعداد لذلك .

فالسياسة صراع؛ والصراع من نسيج الطبيعة البشرية؛ ومن ثم فإنه لا يمكن إلغاء هذا الصراع؛ وإنما محاولة تخفيف آثاره السلبية ؛والصراع الطبقي هو السبب الرئيسي للصراع الإجتماعى؛ ويمكن ضبط هذا الصراع بالقضاء على كل أشكال الظلم الكامنة.

فالحركة فكرة؛ و الفكرة لابد وأن تساير حركة وتطور المجتمع؛ بما يترتب على ذلك من تجديد وتطوير لها؛ ولا يمكن أن تظل جامدة لا تقبل بدخول مصطلحات العصرنة والتحديث؛ و لا بإعادة الصياغة إن تطلبت المرحلة ذلك؛ كما هو الحال في الفترة التي نعيش حاليا ؛ فالحركات عادة تنشا من طرف مجموعة متفقة على أبجديات مشروع معين؛ أو تعيش نفس المعاناة وتعانى من نفس الأوضاع : عبودية ؛ تطهير عرقي ؛ إقصاء جماعي و منظم ؛ وظلم متعمد.... والحر جاءت لأحد هذه الأسباب؛ الماضي العبودى الذي بموجبه منعت هذه الشريحة من حق الإرث والتملك؛ وبموجبه منعت حق العلم والتعلم؛ وبه أيضا ذاقت مرارة الفقر وشربت كأس الحرمان؛ فسلبت حقها في كل شيء؛ ليعيش أبنائها فقراء ممتهنين من الحرف أدناها وأرخصها أجرا؛ بوابة؛ سائقين؛ حمالة؛ غسالة؛ حفارة مشاتل؛ أصحاب عربات ؛حراس سيارات و منازل؛ بائعات الكسكس؛ خدم المنازل؛... مساكنهم تعكس حالهم؛ الجوع يوقظهم من مضاجعهم؛ والأمراض تسكن أجسادهم ؛والجهل يغض إبصارهم ويعمى صدورهم؛ فهذا الماضي هو الذي فرض علينا جميعا كحراطين أن نلتقي في هذا التنظيم الغير مقبول من طرف كل الجهات في تلك الفترة.

ولنعد بالذاكرة قليلا لثلاث عقود خلت؛ بل أقل من ذلك بكثير؛ لنرى كيف كانت المعاملة مع الحرطانى : إنه ساقط الشهادة أمام القضاء ؛إنه لا يرث أبنائه ولا يرثونه؛ إنه لا يلى عقد نكاح بناته؛ إنه مقصى من القرار السياسي ومن هيبة المخزن.... أما اليوم فقد تغير حاله نتيجة لتحسن المستوى المعرفي والديني لدى كل طبقات المجتمع؛ والفضل هنا يعود للأستاذ الجليل والداعية محمد ولد سيدي يحي؛ الذي دعا إلى الله بالحكمة والموعظة وجادل بالتي هي أحسن ؛ وهنا أيضا أتفق مع السفير ولد بلال على الدور الفاعل لهذا العلامة الذي أعاد المجتمع إلى المحجة البيضاء.

ونتيجة لهذا الجهد الثنائي؛ الذي قام به كل من : الزعيم الوطني مسعود ولد بلخير والعلامة والداعية محمد ولد سيدي يحي؛ نمى الوعي لدى الكثير من أبناء هذه الشريحة ؛ بحيث فرض الحرطانى نفسه حتى أصبح مقبولا إلى حد ما في المجتمع؛ واستعاد بعضا من قيمته وحقوقه ... قبل إماما و أعتمد كشاهد إذا طلبت الشهادة منه .....

وبما أن الحركة وصلت إلى ما وصلت إليه؛ بفضل هذه الفكرة- ترقية الحرطانى- مهما كان موقعه وفى أي تنظيم سياسيي كان؛ فإنه من الواضح أن الفكرة كانت هي المحرك الأساسي؛ وهى التي بفضلها وصل الحرطانى إلى ما وصل إليه اليوم ... والذي لم يحصل عليه بقوة العضلات؛ ولا بصلابة وقوة التنظيم ؛ولا بكثرة العدد رغم أنها هي الشريحة الأكثر عددا؛ويبقى سر نجاحها الحراطين في تحقيق جل أهدافهم ؛ هو الالتزام والانسجام في خط واحد؛ خلف قيادة رجل واحد كان ومازال وسيظل هو المرجعية الفكرية لهذه الشريحة ؛الذي حافظ على وحدتها عقودا زمنية, كما استطاع أن يمحو عنها الكثير من سلبيات الماضي, بعد جهد جهيد ونضال مرير, توج بسن قانون مجرم ومعاقب للعبودية, بإجماع كل الموريتانيين ومن بينهم من كان لا يعترف بالعبودية بل يتنكر لوجودها.

إن الحركة ليست مرتبطة ارتباطا عضويا بالعبودية؛ وإنما هي إطار تكون أو تشكل من أجل محاولة إقناع المجتمع؛ بتقبل أن العبودية ظلم يمارس على أرضنا بصورة بشعة؛ وأنها ليست قضية تخص الحراطين وحدهم؛ بل هي قضية مجتمع وفى كل المجتمع "البيظان ، لكور؛ والحراطين أنفسهم" و لابد للجميع من الوقوف لمناهضة هذا التصرف غير الإنساني بصفة جدية .

دخلت الفكرة كل بيت موريتاني وتبنتها الأحزاب وهيئات المجتمع المدني والصحافة؛ وأصبحت قضية الكل و في برامج الكل؛ الشيء الذي أتاح لنا الفرصة لاستغلال كل هذه الإطراف؛ ودفعهم بجدية لإنهائها كما حدث بالفعل 2007 عندما تم الاعتراف بوجودها وسن قانون لتجريم ممارساتها؛ وهو مكسب تحقق للحركة بعد أن طالبت به منذ عقود ولم تجد آذانا صاغية لذلك ؛هذا أيضا من العوامل المحفزة ؛ لجر المزيد من الفاعلين في الحقل السياسي لتفعيل هذا القانون؛ لأن الظاهرة مازالت موجودة وممارسة بطريقة حضرية وعصرية وأحيانا ثقافية واجتماعية.

إنه لمن الخطأ أن نقول أن الرئيس تخلى عن خطابه ونضاله ؛ دون الغوص في معاني ودلالات الكلمات التي عبر بها في أكثر من مرة ؛عن الدواعي والمبررات لذلك ؛ ودون أن نضع كذلك في حساباتنا تغير الظروف وتأثير البيئة السياسية والاجتماعية؛ في بناء الخطاب السياسي اليوم؛ ثم بعد ذلك نقوم بإجراء عملية تقييم موضوعية؛ نحدد من خلالها مالذى نريد وما الآليات التي يمكن استخدامها للحصول على مانريد في أسرع الأوقات؛ ومن هنا سنلجأ حتما إلى فحص الخطاب؛ وإجراء التعديلات اللازمة لمواكبة المرحلة .

إن مؤسس الحركة وحامل لوائها الزعيم الوطنى مسعود ولد بلخير لم يدخل فاصلة ولم يحذف نقطة من خطابه سوى أنه قال بحل الحركة لإدراكه أن الحركة ليست بحد ذاتها هدفا ولا غاية ؟ وإنما هي وسيلة لتحقيق هدف في ظرف زمني ليس فيه من خيار غيرها ؟

من المسلمات المعروفة أن الشعب الموريتاني؛ عاش فترات من الإسراف المفرط ؛ في الاستغلال البشرى تطبيقا لما جاء في قانون الغابة " الحياة للأقوى" ؛ ولاشيء أضعف من صبي لم يتجاوز خمس من عمره؛ سرق أو أختطف...!! تكون خلال هذه الفترة نظاما اجتماعيا طبقيا وتراتبيا ؛ يرى بعض الباحثين أنه لا يمكن تصور ثبوتا ضمنيا ولا شكليا لهذا التفسير الفئوي؛ فكل فئات المجتمع كانت في حركة دائبة بمقتضى الظروف التاريخية؛ بحيث شاهدنا أن بعض القبائل تتحول من حملة سلاح إلى حملة ألواح والعكس الشيء الذي ينطبق جملة وتفصيلا على حملة سلاح؛ تحولوا إلى عبيد بعد أن تم أخذهم كسبايا أو أسلاب حرب غير مشروعة؛ هذا فضلا عن اختطاف وسرقة الصبية .

وقد بينت الأحداث المتلاحقة فيما بعد؛ أنه نظام سلبي على تماسك وتلاحم المجتمع ؛ حيث أنه خلف طبقة عريضة عرفت باسم العبيد أو الأرقاء؛وقد يكون من بينهم : أبناء لأشراف فرس؛ عجم؛ رمان؛ بربر وأفارقة وهى الحالة الأكثر؛ احتلت هذه الشريحة حضيض الهرم؛ في النظام الاجتماعي الموريتاني ؛حيث نجد أن الطبقة المثقفة المتكونة من : الأئمة؛ الفقهاء؛ العلماء و شيوخ القبائل؛ هم من أباحها واستباحها وشرعها واجتهد في البحث لها عن الأدلة والمبررات؛ ويتضح ذلك من تواطئي الجميع الفقيه والعالم وغير العالم و الدارس وغير الدارس؛ على ممارستها كحق شرعي .

أردت بهذا المقال؛ إثارة نقاش وتوضيح رؤية؛ لإنارة الرأي العام الوطني؛ بأن الحركة كانت ومازالت فكرة قابلة للاستمرار والتطور؛ ولولا أنني أعرف مدى الجهود التي يبذلها أولئك؛ الذين يسعون في كل وقت لإثارة الشكوك ؛بوضع حزمة من الأولويات والبحث عن الإستراتيجيات؛ لتقزيم وحصر الفكرة والخطاب المنير لهذا الرجل في منعرج اللحظة الفارقة في تاريخنا ؛ ما عمدت لهذا العمل ولكن لا الحواجز تستطيع كسر الأشعة الضوئية لخطاب هذا الزعيم الذي امتلأت منه القلوب .

أرجوا أن يجد هؤلاء فى هذا المقال سكنا لحيرتهم وأجوبة لتساؤلاتهم؛ ولست بيائس من أنهم سيتوصلون بمحض إرادتهم لفهم؛ أن الرئيس من أحرص أبناء الشريحة على رعاية مصالحها؛ وإنني هنا أخاطب العقل فيهم جميعا - وأنا على يقين وقناعة تامة أنه يوجد من بينهم رشداء وحكماء- لأقول لهم أن مصلحتنا في تماسكنا واستعادة الثقة بيننا ومن هنا فنحن جميعا أنا وهم متفقون؛ وأقولها في ثقة عالية وإخلاص أن الزعيم مسعود ولد بلخير ليس لنا بديلا عنه؛ لذا فإننا جميعا مطالبون باحترامه وإعطائه مكانته العليا التي تليق به وبمقامه ؛إنه من غير المقبول بل ومن غير المنطقي أن يكون أبناء الشريحة هم أول من يتحدى رمزنا ويعبث بشروعنا.

وفى الأخير ارجوا من أولئك الذين لا أعرف لهم أسما أن يكفوا عن هذه الدعايات والكتابات والأوصاف التي لن ولم نقبل بها أو نسكت عنها في مقتبل الأيام فمسعود ولد بلخير زعيمنا ورمزنا ومجسد وحدتنا وحامى مشروعنا لذا فإن احترامه احتراما لنا وتجاوزه تجاوزا لنا جميعا كشريحة شئنا ذلك أم أبينا.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا