يعد شارع الرشيد من أقدم وأشهر شوارع بغداد، وكان يعرف خلال الحكم العثماني باسم شارع « خليل باشا جاده سي »، على اسم خليل باشا حاكم بغداد وقائد الجيش العثماني، الذي قام بتوسيع وتعديل الطريق العام الممتد من الباب الشرقي إلى باب المعظم، وجعله شارعاً باسمهِ عام 1910.
وكان ذلك لأسباب حربية، ولتسهيل حركة الجيش العثماني وعرباته، فتم العمل في هذه الجادة بصورة مستعجلة وارتجالية، حيث كان يصطدم بمعارضة العلماء ورجال الدين البغداديين عند ظهور عقبة تعلق استقامتهِ ببروز أحد الجوامع، وهو جامع مرجان، على الطريق، كما كان يصطدم بأملاك المتنفذين والأجانب المشمولين بالحماية وفق الامتيازات الأجنبية، وكذلك لقلة المال المتوفر لديهِ لاستملاكها، لذلك وجب حصول انحناءات في الشارع تبعاً لهذه العراقيل، ثم أطلق عليه البريطانيون سنة 1917 شارع هندنبرك، وشارع النصر، وأخيراً في الحقبة الملكية سمي بـ« شارع الرشيد »، اسمه الأخير، والذي بات أيقونة عراقية، بعد توسيعه وتصحيح مساراته، وتسهيل مرور وسائط النقل فيه.
ويحمل الشارع الرقم 4 في خطوط حافلات نقل الركاب العامة، التي يمتد مسارها من باب المعظم، إلى الباب الشرقي، قبل تمديد المسار، وصولاً إلى ساحة الأندلس.
ويضم الشارع، الذي يبلغ طوله 4 كيلومترات، 4 جوامع تراثية، هي جامع الحيدرخانة الذي شيدهُ داود باشا عام 1819، وجامع مرجان، وجامع سيد سلطان علي، وجامع حسين باشا، ويحوي 4 أسواق قديمة مشهورة هي سوق هرج وسوق السراي وسوق الصفافير والشورجة.
وتوجد في الشارع 4 بنوك أساسية، هي : المركزي، والرافدين، والرشيد، والزراعي.
والطريف في الشارع وجود ألف عمود من الخرسانة ذات التيجان لشرفاته، في كل طرف منه، ويبلغ بعد الواحد منها عن الآخر 4 أمتار.
وينفتح شارع الرشيد على 4 جسور، بين رصافة بغداد وكرخها، هي الشهداء، والأحرار، والسنك، والجمهورية، كما يمر الشارع بــ 4 ساحات، هي الميدان، والرصافي، وحافظ القاضي، والغريري.
وكانت في شارع الرشيد 4 دور سينما، هي « النجاح، والوطني، والزوراء، والخيام »، وكذلك 4 مسارح « الرشيد، الشعب، علاء الدين، عشتار ».
وفي شارع الرشيد أشهر 4 أماكن فريدة من نوعها في العراق ويعرفها الصغير والكبير، وهي : الشورجة، وشارع المتنبي وخان مرجان، والمتحف البغدادي.