لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي :|: وزير : أشغال 34 من المشاريع تسيربشكل غير مقبول :|: ولد داداه يعلن مساندة غزواني في الرئاسيات القادمة :|: لجنة حقوق الانسان : لا يمكن تجاهل التحديات التي تواجهها الصحافة :|: وزارة الثقافة توضح أسباب تقدم البلد في حرية الصحافة :|: رئاسيات يونيو : مرشح ثان يودع ملفه :|: وفد من حلف شمال الأطلسي يزور موريتانيا :|: توزيع جائزتي مسابقة الخط والخطابة :|: التكتل يشكل لجنة لتحديد خياراته من الرئاسيات :|: قفزو كبيرة لمورريتانيا على مؤشر حرية الصحافة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

55 عاما بعد الاستقلال :نَجَاحَاتٌ و عَثَرَاتٌ / المختار ولد داهي سفيرسابق

mercredi 25 novembre 2015


تستعد بلادنا هذ العام لتخليد غير مسبوق -مكانا ومكانة و حجما و نوعا و حشدا و ضُيُوفًا،...- للذكري الخامسة و الخمسين لعيد الاستقلال الوطني -نصف الإكراهي و نصف الطوعي- عن الاستعمار الفرنسي ذي "القَبْضَةِ الثًقِيلَةِ".
ذلك الاستعمار الذي "أَرْخَي سُدُولَهُ" فلبث قرابة سبعين سنة في هذه البلاد عاث فيها نهبا معدنيا و إذلالا معنويا و إفسادا أخلاقيا ...و ما ترك فيها غير أمتار مربعة قليلة من البني التحتية والمنشآت العمومية و مئات الكلومترات من الحدود الموروثة عن عمليات "القَطْعِ و اللًصْقِ"Couper & Coller الإِثْنِيًةِ والقبلية و الجغرافية "الحَامِلَةِ لِمُحَرِضَاتِ التنافر و التدابر".

و كما هو متواتر فإن المغزي من تخليد الأعياد الوطنية عموما هو الوفاء و البرور و الذكري و التأمل و التدبر و استخلاص الدروس و العبر من خلال " تأبيد" الأحداث الوطنية العظمي من جهة و تقييم انعكاساتها تثمينا للنجاحات و تبيانا للعثرات من جهة أخري.

و يجب أن يكون التقييم المنشود بعيدا عن ثقافة النظر الأحادي "بعين الرضي" و التمجيد و التطبيل التي أضحت منذ زمن طويل – بكل الأسي و الأسف و الحسرة- "الرياضة المفضلة" للأغلبية الغالبة من نخبنا الوطنية بغض البصر و النظر عن منازعهم الفكرية و درجاتهم العلمية و مراكزهم المهنية و مراتبهم الاجتماعية،...

و المتابع لمسار الدولة الموريتانية نشأة وتطورا منذ الأيام الأولي للاستقلال إلي يومنا هذا ملاحظ تحقيق العديد من النجاحات في بعض المجالات و التعرض أيضا لعدد غير قليل من العثرات في مجالات أخري. فعلي سبيل المثال لا الحصر تحققت النجاحات التالية : -

أولا-تعزيز تأسيس الدولة : يعتقد بعض المؤرخين أن قرار إنشاء الدولة الموريتانية -علي غرار العديد من الدول الإفريقية- حُسِمَ قبل معرفة حدود الإقليم ومكونات الشعب L’Etat a precede la Nation. و رغم ذلك فقد تم تحقيق نجاح تراكمي معتبر في مجال فرض وجود الدولة داخليا و بسط سلطانها و هيبتها علي الكيانات السياسية القبلية و المشيخية و الأميرية كما تم بنجاح فرض وجود موريتانيا علي الخارطة الإقليمية و الدولية رغم غَمْطِ الجيران من أولي القربي و موالاة بعض النخب الوطنية الوازنة.

ثانيا- بناء المنظومة العسكرية و الأمنية : تفتخر موريتانيا بوجود منظومة عسكرية و أمنية عالية الكفاءة و الجاهزية خصوصا إذا ما قورنت مع المنظومات العسكرية و الأمنية بشبه المنطقة و الحق أن كبير الفضل في ذلك يعود إلي ما عرفته السنوات الثمانية الأخيرة من اهتمام كبير بإعادة هيكلة المنظومة العسكرية و الأمنية تنظيما و تكوينا و مكافأة و تشجيعا و تخصصا و تحيينا و تجهيزا و تسليحا..

ثالثا- تطور المشروع التنموي الوطني : يعتقد علي نطاق واسع أنه رغم الفرص الضائعة لتحقيق النهضة الاقتصادية بفعل تغول الفساد المالي و الإداري فإن تطور المشروع التنموي الوطني المتمثل في التزايد المضطرد للبني التحتية و التصاعد المستمر لمعدلات النمو يعتبر من أهم الإنجازات التي حققتها دولة ما بعد الاستقلال تراكميا و بإسهام متفاوت طبعا من كل الأنظمة السياسية التي تعاقبت علي هذا البلد.

و توازيا مع هذه النجاحات فقد نَغًصَتْ مسارَ تطور الدولة الموريتانية عثرات عديدة من أبرزها :

1.استدامة التجاذب و غياب السكينة السياسية : رغم انصرام خمس و خمسين سنة علي انطلاق دولة الاستقلال الوطني التي حددت من أول أهدافها إرساء التعددية السياسية الهادئة فإن الطريق إلي تحقيق هذا الهدف لا زال طويلا و مليئا بالمطبات فلا زال التجاذب السياسي الساخن و العنيف أحيانا "الخبز اليومي" للساسة الموريتانيين. و الأمل معقود علي الحوار الوطني المرتقب في تطبيع المشهد السياسي و إرساء نظام ديمقراطي تعددي توافقي و مستقر.

2 فشل النموذج التربوي و التعليمي : يجمع المتابعون علي أن أكبر عثرات مسار الدولة الموريتانية تتمثل في فشل النموذج التربوي والتعليمي الذي يعتقد بعض الحُذًاقِ الاستشرافيين بأنه بشكله الحالي "مُفَخًخٌ اجتماعيا"؛ و من شواهد فشل النموذج التربوي و التعليمي ما ذهبت إليه التقارير الدولية في مجال جودة التعليم من تصنيف الجامعات و المعاهد العليا الموريتانية في ذيل الترتيب العالمي مسبوقة بجامعات و مؤسسات تعليمية عليا تنتمي إلي دول حديثة العهد بالحروب الأهلية و أخري لا زالت مسرحا لها !!

3-بُطْءُ استشراف أسبقية "إطفاء المظالم الاجتماعية الموروثة" : يعتبر التأخر في استشراف و استكشاف أسبقية إطفاء المظالم الاجتماعية الموروثة علي سائر الورشات الاقتصادية و الاجتماعية الأخري من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة السياسية التي ساست هذا البلد.

كما يمثل ذلك البطء و التباطئ في استشراف خطورة المظالم الاجتماعية المتوارثة أشد أخطاء مسار تطور الدولة الموريتانية تأثيرا و أكثرها إسهاما في "الصًدْعِ" الذي أصاب العقد الاجتماعي الوطني الذي يراه بعض المتشائمين بعيدا غائرا لا قريبا عَارِضًا مما يحتم علي النخب الوطنية أجمعها تلافي الوضع و "رأب الصدع الاجتماعي" قبل استفحاله وتعفنه و استعصاء علاجه !!.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا