اتفاق لضبط آليات تصدير المواشي إلى السنغال :|: اعتماد أربعة محامين جددا بالهيئة :|: مداولة المجلس الدستوري حول مرشحي الرئاسة :|: د. إبراهيم الدويري يكتب : شيخُنا عبد الرحمن ولد حشَّن أستاذ الأساتيذ :|: تصريح لوالي ترارزه حول جسر روصو :|: وزارة الصحة تستلم مجمعا طبيا في مقاطعة الميناء :|: اتحاد خريجي الجامعات والمعاهد الجزائرية يطلق أعمال مكتبه التنفيذي :|: الإعلان عن اتحاد لخريجي الجامعات والمعاهد الجزائرية :|: بعثات للتفتيش إلى جميع الوزارات :|: تعيين سفير جديد لمالي بموريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
من يوميات طالب في الغربة(6) :نزهة في "أريانة" مع ضيافة موريتانية أصيلة
تعيين الأستاذ إسلمو ولد صالحي مستشارا لرئيس حزب الإنصاف
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
إعادة تمثيل جريمة قتل الشاب العسكري بنواذيبو
 
 
 
 

بين فكي المأزق العربي والمد الإرهابي/الولي ولد سيدي هيبه

jeudi 4 juin 2015


كتابات غزيرة و تحليلات عميقة توقعها بحبر دافق منذ فترة أقلام موريتانية متمكنة على صفحات عديد المواقع العربية و المحلية الغراء، تتناول باهتمام كبير و حسرة عارمة و لوعة بالغة الوضع العربي المتأزم من دون أن تسحب على وضع لبلد القائم أيا من جوانب أو ملامح أو أسباب هذا الواقع المنفلت من قبضة و ضوابط الدين و المتمرد على الأعراف الإنسانية و إملاءات الديمقراطية و اشتراطات الروح الحضارية المتمدنة، و هو الذي تتربص به بعض الجهات الدوائر و لا تترك وترا حساسا من أوتار قضاياه الاجتماعية و السياسية الشائكة و العالقة إلا و تعزف عليه، حتى يُمكن استلهام العبر و تجنبُ السقوط في دائرة أسباب تلك الخلافات و اتقاءُ بلاويها التي تلتهم بألسنتها الحارقة اليابس و الأخضر في سوريا و العراق و تونس و مصر و هي تتسلل إلى دول المغرب العربي من الساحة الليبية المحترقة و البوابة المالية المفخخة على تخوم كل حدودها و منها في الخط الأول الجزائر و موريتانيا.

و لا شك أن الواقع العربي بات يبعث أكثر من أي وقت مضى على الحسرة والقلق و الأسى، كما لا ريب في أنه يثير جملة من التساؤلات الصارخة حول تداعياته على فكرة "وحدة الأمة" التي و إن لم تكن يوما إلا "حلما" فإن هذا الحلم قد ظل و بما كانت عليه الأوضاع من "شبه استقرار"، لم تحمد الشعوب و الأحكام نعمته،حلما جميلا أبقى منذ تأسيس الجامعة العربية على أمل التلاحم و التقارب و الاحتكاك و التبادل و التجسيدِ في ذلك صنعَ بعض ملامح المستقبل و حضور مصاحب ملطف لإحباطات التخلف و العجز عن مسايرة الركب الأممي في توجهه الحثيث إلى الاستظلال بدولة القانون و الديمقراطية و المواطنة و حكم المدنية الراقية.

أقلام سيطر على بعضها هاجس القومية الضيقة والمعجزة هربا من واقع التعددية العرقية التي كانت نائمة و قد استيقظت لتعطي الخارطة العاطفية للوطن العربي في أحادية الانتماء المطلقة و الجياشة طعما بمذاقات مختلفة و متباينة في مرارتها و توجهاتها فانفجرت الفسيفساء و انفرط العقد ليتسلح و يطالب بالحقوق و الانفصال و ينشق عمليا الأكراد و الأرمن و الشركس و الزيديون و الشيعية و السنة و المسيحية و الامازيق و الطوارق و الأفارقة و الأقباط و النوبيون.

أقلام ناضجة لا بد، و بما تكشفت عنه من قدرة على الصياغة و التحليل و الاستنتاج، أن تسيل بعض حبرها الوضاء في تناول رفيع و عميق للقضايا الوطنية الكبرى العالقة بجرأتها المهدورة و جدارتها المثبتة في سياق أعدته من حيث تحتسب و لا يحتسب التجربةُ العربية المأساوية، فيقتصد :

في التحجج و التبرير و البحث المضني عن مسالك النفاذ إلى الحلول المفروضة و إزالة الغشاوة عن العيون لتبصر الواقع كما يتجلى فتستعد لمواجهته بالشجاعة الأدبية المطلوبة،

و يسحب البساط تحت أقدام السياسيين المغمورين و المتحجرين، من كل الطوابير و التوجهات الفكرية البعيدة في طرحها و رؤاها و فلسفتها عن متطلبات الأمة، أو توجيهها إلى استثمار اختلافاتها و نبذ خلافاتها و توطيد مشتركاتها و تدعيم قواسمها و حماية ثوابتها بما يصهر اللحمة و يقوي الوحدة و يحمي الوطن من هزات الانقسام و إسفاف الذين ينعقون بما لا يسمعون و لا يستقرئون نتائجه عند خواتمه.

و هل من المعقول أن يظل منظرو تيارات البلد بكل لون الطيف - الفكرية و الثقافية و السياسية و النضالية الحقوقية القريبة من السلطة و المناوئة و المحاورة لها - رافضين لاستقراء الواقع الماثل بما يمليه المنطق و يتطلبه سير الأحداث من حولنا و فينا، فلا يبدون اكتراثا لهول هذه الأحداث و سرعة تفشي عدوائها و طغيان عنفها، آخذين بعين الاعتبار مغالطةَ أن "العواقب الوخيمة لا تحل إلا بغيرنا" و مدركين حكمةَ المثل القائل"الوقاية خير من العلاج".

إن كل رتابة المشهد السياسي بما هو قائم و صادم اليوم تتجلى بارزة :

في ضعف معالجات أحزابه و تياراته، في الأغلبية و المعارضة و في المجتمع المدني بكل امتداداته و الإعلام المتفرق الدم البارد بين كل هذه الجهات، ضعفا صارخا للقضايا الملحة،

في معاناة خطابات كل هذه الجهات من ضعف المحتوى و خور المناهج لفرط الضعف عن استنباط أو اقتراح أو تقديم أية مقترحات حلول من أي مستوى كانت لكسر الجمود و وخز الضمائر و إيقاظ حاسة الانتباه و تحقيق تقدم عملي ميداني يفرض نفسه على الواقع المتكلس حتى لا يظل يرمي على المسار الحتمي للبلد بظلال فشل كل نخبه عن لعب أدوارها التاريخية، و حتى لا يرسم ملامح واقع مضطرب جديد الله وحده أعلم بما سيحمل في طياته من مفرزات الـ"سيبة" الحاضرة فى الأذهان و على نسق جديد ينذر بما لا تحمد عقباه أجارنا الله من سوء المنقلب و سدد الخطى على حين غرة و أرشد إلى استخلاص العبر و التسلح بالشجاعة الأدبية لمواجهة امتحان الواقع بلا قناع و نبذ سياسة النعامة التي تدس رأسها في التراب لتجاهل الخطر الداهم.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا