في هذه الحلقة نتعرف على كيف كان حل المعادلة الصعبة..المزاوجة بين التعليم والبحث عن موطئ قدم في مهنة لفظت الكثير من خيرة أبنائها بموريتانيا.
كان حل هذه المعادلة صعبا فالتدريس يحتاج تحضيرا ومداومة في كل الأيام من الساعة (8-12)،وهذا هو وقت الدوام الرسمي الذي من المفترض ان يتم البحث فيه عن "سراب العمل بالصحافة "بالبلد.
أيضا كانت هنالك صعوبة أخرى وهي أن الصحافة في البلد ليست لها مؤسسات معروفة تتعامل بالسيرة الذاتية والشهادة والكفاءة،بل كل ماهنالك هو مشاريع يملكها أشخاص ولا تخضع لقوانين وطرق تسيير المؤسسات وبالتالي فالبحث عن عمل فيها يتطلب البحث أولا عن "وساطة" وثانيا أن يكون طالب العمل مستعدا للكثير من "امتهان الكرامة وتلطيخ الشمعة".
في مثل هذه الأجواء (ضعف راتب المدرسة الذي لايسمن ولايغني من جوع )وارتفاع تكاليف المعيشية المتصاعدة يوميا وأوهام البحث عن العمل في "صاحبة الجلالة" قضيت الفترة من مارس الى يونيو 2009 .
جاء الفرج ..اتصل بي الزميل حبيب الله ولد أحمد رئيس تحرير جريدة "اشطاري" المشهورة ووقتها كان رئيس تحرير أيضا لجريدة"الفجر" هاتفيا وكانت المدرسة وقتها فد أغلقت ابوابها في العطلة الصيفية.
طلب مني أن اعمل معه وكانت تلك الفترة فترة استحقات رئاسة 18يوليو 2009 وهو يحتاج محررا فعملت معه في جريدة"الفجر"شهريا وكان كريما معي وودودا ومقدرا لمجهوداتي المتواضعة،كما كان التاه ولد احمدالمدير الناشر للجريديتن كذلك فلهم الشكر مني (وطبعا لا أنسى الزملاء الباقين في التحرير والاخراج والتوزيع وأذكر منهم مدير التوزيع محمد ولد فال والمختار بابتاح والمخرج الكبير عبد الله).
كانت فترة جميلة رغم قصرها وكانت الجريدة تصدر مرتين في الأسبوع وكنت كثيرا ما أكتب الافتتاحيات والموضوع الرئيسي السياسي فيها(فترة مليئة بالأحداث الاعلامية أيام الحملة الانتخابية ورئاسيات 2009).وقد حرص الزميل حبيب الله على توفير ما أمكن من مؤونة أيام العمل مع المساعدة في النقل.
دارت الأيام وجاءت راحة الصحافة في موريتانيا"شهر أغسطس" وهي بالمناسبة الصحافة الوحيدة في العالم التني لها عطلة "يالسخرية" !!وقد ودعني الزميل حبيب الله ووعدني خيرا.
بالصدفة لقيت معه الزميل الدكتور الحسين ولد مدو فسألني عن ظروفي وأين عملي فاخبرته بحالي فطلب مني أن اعمل معه شهر اغسطس2009 لأرتب له بعض الأمور في مقر النقابة الصحفية طور الميلاد فقبلت العرض.
قضيت شهر اغسطس (رمضان)2009 مع الحسين في مقر النقابة وكان العمل هو عبارة عن ترتيب بعض الملفات والمداومة في مقر النقابة (طور الاعداد لانتخاباتها)،ولا أنسى أن الزميل الدكتور الحسين كان ودودا ومساعدا لي ومقدرا لجهودي (له جزيل الشكر).
كما اذكر هنا وباعتزاز أيام تعرفي على الزميل اسحاق ولد المختار (فك الله أسره وأرجعه سالما لأهله وللأسرة الاعلامية)الذي كان مهذبا وخلوقا ومحببا وبسيطا ومحترما في تعامله معه وأقدر له تعاطفي معي في ظروف بعض الأيام الصعبة في تلك الفترة .
في نهاية شهر اغسطس جاءتني مكالمة من ...
يتواصل
بقلم : محمد ولد محمد الأمين (نافع)
الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com