في هذه الحلقة نتعرف على مرحلة جديدة من سنوات الضياع.حيث أدخل بكم في سلسلة جديدة منها تتعلق بنهاية حقبة صحفية وبداية أخرى،ذلك أن المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الحاكم وقتها(بعد الانقلاب على الرئيس الأسبق معاوية ولد سيداحمد للطايع 03 أغشت2005) قرر أن ينشئ قانونا جديدا للصحافة (ليس قانون1991 الذي لا يعدو كونه قانون عقوبات).
وطبعا كان على مهنة الصحافة أن تبقى –حكما- في "استراحة المحارب"لحين انتهاء الأيام التشاورية حولها وصدور القانون الجديد(نص على مأسسة الصحافة وتعريف ممتهنيها وضرورة ضمان حقوقهم المعنوية والمادية وأحال الوصاية عليها لوزراة العدل أصبحت بالاخطار بدل الترخيص).
في هذه الفترة عملت شهرا في جريدة"التحقيقات" مع الزميل محمد محمود ولد صاليحي "أسجل شكري له بالمناسبة على التقدير والاحترام لي".ثم بعد ذلك فيشهر اكتوبر فتحت المدارس وألحقني قريب لي بإعدادية حرة بالعاصمة حيث صرت مدرسا متعاقدا فيها لبعض الساعات.
واصلت التدريس في هذه المدرسة طيلة الأشهر الثلاث اكتوبر ونوفمبر ودجمبر2005،وكنت قد التقيت الزميل الخليل ولد جدود مراسل العربية وهو وقتها رئيس تحرير جريدة"الأخبار" التابعة لمؤسسة "صحراء ميديا"على هامش تغطية صحفية أيامي في جريدة "التحقيقات" شهر سبتمبر2005 فوعدني خيرا.
كانت بدايتي في مرحلة التدريس في المدرسة صعبة حيث لم تكن لدي خبرة سابقا والتعليم الخاص تتحكم فيه "فلوس" وكيل التلميذ على حساب الضمير والأمانة العلمية – مع استثناءات قليلة- حيث أن قيمة الدرس في جزء منها تتعلق بعدم اغضاب ايتلميذ مهما كان فعله.
كان الحضور الصباحي كل يوم في الشتاء القارس بعد رحلة مضنية في سيارة الأجرة والسير راجلا لمسافة كلمتروالجلوس بين أربعة جدران في مواجهة جيش من التلاميذ الذين ليس هم جلهم الا تمضية الوقت والاستهزاءبالعلم وأهله،في بيئة شعشع فيها التخف والجهل بإحدى مقاطعات العاصمة وحرص المدير على استقبال غوغاء الشارع مادام وكلاؤهم يدفعون وفوضى الوصول للاعدادية(شراء رقم) كلها تنبئ أن حلمي في العمل بمهنتي والرقي بها(صاحبة الجلالة في بلدي) قد تبخر للأبد(لنا عودة ليوم في حياة طالب الغربة بهذه المدرسة).
في الأسبوع الأخير من شهر دجمبر2005 وفقت في مكالمتي الهاتفية مع الزميل الخليل ولد جدود وطلب مني الحضور لمقر الجريدة قرب مقر"الأمم المتحدة" بتفرغ زينه.
وفي صباح اليوم الموالي...
يتواصل...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني.
الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com