مجلس الوزراء : تعيينات في عدة قطاعات "بيان" :|: وزيرالمالية يستعرض الوضعية الاقتصادية لموريتانيا :|: صندوق النقد : الاقتصاد الموريتاني سيسجل نموا بـ 5.1 % :|: الناطق الرسمي :حدودنا مع مالي مضطربة :|: مجلس الوزراء : تعيينان بوزارة الثقافة :|: نواذيبو : الدرك يوقف نحو 20 شخصا ويحتجز نحو 12 كلغ من الكوكاكيين :|: وزيرة : معدل تمدرس البنات وصل 85 % :|: مراجعة الحصة السنوية من برامج مؤسسة التنمية مع البنك الدولي :|: ولد غدة يرفض الإعتذار مقابل طي الملف :|: وزيريعلن جاهزية مطارسيلبابي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

سنوات الضياع(24) :رثاء كاتب صحفي لعمود طمره النسيان !!

dimanche 2 février 2014


في المساء كانت بواكير العهد الجديد قد اتضحت وهنالك وعودب خارطة طريق تؤدي لمسار ديمقراطي حقيقي.

ولكن قبل كشف الأستار عن مرحلة جديدة من سنوات الضياع وكيف تعاملت معها ..تتابعون في هذه الحلقة مقالا عبارة عن رثاء لتلك الزاوية " نبض الحياة" عمودي الصحفي الذ كتبته طيلة تلك الفترة "من مارس2002- الى يوليو2005" بجريدة"الوحدوي".

في إحدى سنواتي الدراسية بالخارج كنا في مجلس جمعنا كأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث ونتحسر على أيام جميلة ولحظات ممتعة في صغرنا ولت وقتها إلى غير رجعة... فجأة تدخل أحد الأصدقاء وقال :"من أكثر اللحظات التي عشتها تأثيرا هنا هي عندما قرأت قصيدة طريفة لصديقنا فلان " لم يكن موجودا" رثا فيها جهاز تلفزيون عتيق كنا نستخدمه للتسلية.

كان ذلك في بداية التسعينات. ثم أردف قائلا :" لقد رثاه بقصيدة عندما تقرؤها تلمس فيها صدق الإحساس وقوة التأثير ومتانة الروابط التي جمعته بهذا الجهاز حتى تتخيل كأن القصيدة قد كتبها في رثاء أمه".

مناسبة هذا الحديث طبعا ليست كتابة مرثية في عزيز أو صديق من البشر وإنما تقليد صديقي السابق ولكن في كتابة نص نثري أبكي من خلاله زاوية صحفية رافقتني خلال الفترة الأولى من مشواري الصحفي المتواضع في الصحافة المكتوبة بموريتانيا (مارس2002-أغسطس2005).

هذه الزاوية "العمود الصحفي" كنت شغوفا بها لدرجة الوله ليس لأنها ربما من أكثر المقالات الصحفية إبداعا" يقول الفرنسيون :"الكاتب يكتب والقارئ يقيم" ولكن لأنها أول ما سطرته أناملي في مهنتي التي أحبها وأعيش لها ومن اجلها التي تعرف ب" مهنة المتاعب" لدى من لا يدركون أسرارها ومكامن المتعة فيها وغرائب الصدف فيها وجديد الاكتشافات فيها".

لقد رافقتني تلك الزاوية خلال4 سنوات كانت حافلة بالكثير من الأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلد.

أبكي تلك الزاوية لأنها كانت بمثابة مرآة تعكس لي صورة الواقع الحقيقي للبلد "دون رتوش"، وقتها لم تكن الصحف اليومية قد وجدت أحرى أن تعصف ب"مقالات الرأي لصالح التخمة بالسياسة كما نعيشها اليوم في صحفنا اليومية التي لا تكاد تجد فيها مقال رأي غير مشبع بالسياسة وملحقاتها إن لم تكن الوطنية فالإقليمية العربية "قضايا مثل فلسطين والعراق..." .

كما كانت بعض الزوايا تحلق في سماء الفكر والأدب والتنظير بلغة لا يفهمها إلا الراسخون في تلك العلوم "لغة الصحافة لا تحتمل التعقيد اللفظي والمعنوي كما لا تتحمل الابتذال بالمقابل".

كانت تلك الزاوية أسبوعية نظريا ولكن في النهاية يبقى الحكم في تحديد الصدور خاضعا لاعتبارات أخرى إيجاد التمويل لطباعة العدد وسحبه وإخراجه من ناحية ومدى جاهزية المطبعة الوطنية العتيقة التجهيزات وقتها من ناحية أخرى، بالإضافة إلى تيسر الظروف الدنيا للعمل في إعداد الجريدة "كانت مصادر التمويل شحيحة وأجهزة المعلوماتية ضعيفة وقليلة العدد والصيانة صعبة ومخزن المادة الجاهزة "للقص والتركيب" اليوم "الانترنت" غير متاح" بصورة كبيرة.

وفي ظروف العمل القاسية تلك وتقلب الطقس السياسي في تلك الفترة وإصابة جمهور القراء بإدمان السياسة وانعدام دورية الصدور بشكل مهني- في الغالب "أسبوعيا" وقلة قراء االجرائد وقتها وضيق مساحة التوزيع- رغم كل ذلك فقد سارت قافلة العمود الصحفي" نبض الحياة" طيلة أربع سنوات وضع فيها هموم المواطن البسيط تحت ضوء الحقيقة الكاشف بكل حياد وموضوعية ومهنية لا تلومه في الله لومة لائم ولا يسعى من وراء ذلك لأكثر من نيل رضى القارئ وبسط واقعه بكل جرأة ومصداقية لعل وعسى أن "تعيها إذن واعية" خاصة من طرف المسؤولين عنه "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

وعلى سبيل المثال بقيت عناوين ثابتة على جدار الذاكرة منها "متى يشفى قطاع الصحة؟متى يزور الرئيس العاصمة انواكشوط؟ الأسعار في موريتانيا وأحجية الصعود، التعليم في موريتانيا :من ينقذه؟ النقل في موريتانيا وأسئلة الواقع".

لم تتطرق تلك الزاوية إلى أي موضوع سياسي في تلك الفترة ليس لعجزها وإنما لأن السياسة في تلك الفترة ملغومة بأكثر من مسرح متفجر"تخدم النظام والقبيلة والجهة" بينما لا يجد المواطن المسكين من ينافح عن همومه ويشاركه أتراحه الكثيرة التي تقطع قلبه مع فجر كل يوم جديد.

واليوم "أتذكر ذلك العمود الصحفي" الذي وافته المنية بعد مرض عضال قبل 4 سنوات وخلفني وحيدا مهيض الجناح رغم أني لا استطيع رؤية الواقع الحقيقي للمواطن إلا في مرآته الصقيلة.

لم يجد من يرغب في نشره من الصحف الأسبوعية التي انصرفت في معظمها لتخصيص مساحة الرأي للفضائح على نهج " الصحافة الصفراء" ولا في الصحف اليومية التي لا ترغب في كتاب رأي لا يخدمون السياسة أو الايديولوجيا ويؤمنون بأن "رسالة الصحافة هي من المواطن البسيط واليه، وان قيمتها تتجلي في "أنك كلما كنت مفيدا للناس زاد قدرك"، وأن الذين طبقت شهرتهم الآفاق في المهنة أحرزوا ذلك بالتزام أمرين :النزول من البرج العاجي إلى واقع المواطن البسيط مع التحلي بالمهنية العالية في الكتابة والمعالجة من جهة وكسب ثقة الجمهور من خلال الاتصاف بالأخلاق العالية من جهة أخرى.

لم ولن أنساك يا "نبض الحياة "حتى ولو مضت حقب طويلة ، لن أنساك حتى ولو تسلى ذوو الفقيد بعد طول وقت على فاجعة موته.

رحمك الله ولتهنأ في قبر النسيان ومصادرة الرأي لصالح السياسة ودعائي لك : "ليهنك الله ويتقبل منا ومنك صالح الأعمال ويدخلك فسيح جنانه بما كشفت من واقع وعريت من خبايا ذلك المواطن الموريتاني البسيط في زمن "عمى الألوان".

سوف تذكرك أناملي دوما ويترحم عليك من رافقوك خلال تلك الفترة من تاريخ الصحافة البلد.

في الحلقة المقبلة نتعرف على مرحلة جديدة من سنوات الضياع...

بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)

ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني.

الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).

للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا