كانت تغطية الانتخابات هزيلة وكذا نتائجها في هذه الحلقة نتعرف على تعامل الصحافة الوطنية مع يوم الاقتراع ونتائج الانتخابات.
جرت انتخابات 2003 الرئاسية في جو مشحون سياسيا واعتقل المرشح محمد خونه ولد هيداله قبل 48 ساعة من يوم الاقتراع.
وقتها لم تكن الصحافة حرة الا في حدود ماتسمح به وزارة الداخلية،زد على ذلك اهتمام غالبية الصحف(هي الوحيدة الموجودة وقتها وبدورية أسبوعية)تهتم بمغازلة الحزب الحاكم لتنال أكبر جزء من الكعكة المالية التي رصدها الحزب آنذاك لحملته التي جند لها وسائل الدولة.
لم تكن هنالك وسائل إعلامية مسموعة ومرئية الا وسائل الاعلام الرسمية التي استنفرت لتغطية الحملة الانتخابية للنظام وقتها وتسويق ماتسميه"منجزاته"،وخصصت ساعات طويلة وفرقا كثيرة للتصفيق له وتغطية حملته على كامل التراب الوطني،مقابل دقائق معددوة للمرشحين المناوئين.
أما وسائل الاعلام المستقلة(صحف اسبوعية ومراسلون دوليون)،فكانوا يركزون على رصد الأحداث الهامة في الحملة ويعدون تقارير يومية بها( المراسلون) واسبوعية بالنسبة للصحف، وإن كانت بعض تلك الصحف طبعت أعدادا خاصة بحملات مرشحين بعينهم بشكل يكاد يكون يوميا وفي مقدمته مرشح الحزب الحاكم.
وقتها كانت وزارة الداخلية تشرف على كل شيئ يتعلق بالانتخابات (لاتوجد لجنة مستقلة)وبالتالي تتعامل الصحافة مع هذه الوزراة في كل شاردة وواردة وتعي جيدا أن مقص الرقيب حاضر بالنسبة للصحف المستقلة،وسحب الاعتماد من المراسلين جاهز بالنسبة لوزارة الاعلام أيضا في حالة مخالفة هوى "المخزن".
بالنسبة ليوم الاقتراع اكتفت بعض الصحف بتغطية بسيطة في العاصمة من خلال من خلال ابفاد بعض مندوبيها لمكاتب التصويت والاتصال الهاتفي بشهود عيان في الداخل.
أما المراسلون الدوليون فركزوا في تغطيتهم على التحرك المستمر خاصة في العاصمة والمدن الكبرى كنواذيبو لتغطية الانتخابات وكانوا يبعثون بتقارير عن لمجريات الاقتراع كل ساعتين أو ثلاث.
وفي مايخص تغطية الاقتراع قامت وزارة الداخلية –كعادتها- بتنظيم عشاء فاخر على شرف الصحافة والمراقبين الدوليين لمتابعة النتائج،وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الموالي ليوم الاقتراع بدأت وسائل الاعلام في بث النتائج مكتبا مكتبا،لتنشرها الصحافة المستقلة دون أي إضافة من تحليل و تعليقات أو تقارير ميدانية عن الاقتراع وظروفه المختلفة.
المراسلون الدوليون ركزوا بدورهم على بث شهادات المراقبين الدوليين ونسبة المشاركة واتجاه النتائج العام مع رصد تغيرساعة بساعة وانعكاساته السياسية المستقبلية على الحقبة الموالية في البلاد من خلال استضافة محللين وخبراء.
أعلنت النتائج النهائية لتلك الانتخابات"الفلوكلورية" بعد تصديق الملجس الدستوري عليها ليتوج الرئيس معاوية ولد الطائع لفترة رئاسية ثالثة اعتبرت المعارضة أنها شهدت عمليات تزوير كبيرة ولم تكن الفرص فيها متساوية بين المرشحين ماديا وإعلاميا.
وبدأت البلاد تتلمس الخطوات الأولى في حقبة يعتقد المراقبون وكثير من المواطنين أنها لن تتميز عن غيرها حيث "المهرجانات الكرنفالية" والكذب على الرئيس وتزييف الواقع له من جهة وتراكم الصعوبات في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
وطبعا كل ذلك ينعكس سلبا على واقع الصحافة حيث أعمل وأرصد ذلك الواقع.
في بداية سنة 2004 تمت ترقتيتي إلى..
يتواصل
بقلم : محمد ولدمحمد الأمين (نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني.
الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com