ما زالت ظاهرة الشعوذة تحتفظ بمكانتها داخل المجتمع الموريتاني، حيث يرتفع الإقبال على المشعوذين للتداوي من الأمراض العضوية والنفسية.
ورغم تقدم الوصفات العلاجية الطبية فلا تزال فئة عريضة من الموريتانيين تنظر بعين الرضا والتقدير للوصفات الشعبية، التي تستخدم أصنافاً من الأعشاب والزيوت لعلاج الأمراض الشائعة، ويؤمنون ببعض العادات والمعتقدات كأهمية العقيق لدفع شر العين والحسد والتمائم لعلاج السحر والمس.
و تشكل الأحياء الشعبية والمناطق النائية على أطراف المدن مكاناً رحباً لممارسة الشعوذة وبيع لوازمها من أعشاب وزيوت وأحجار، وتقبل النساء خاصة الميسورات، على بيوت المشعوذين الذين يلجؤون لسماسرة لجلب الزبائن إليهم والترويج لخدماتهم وتأكيد تميزهم عن زملائهم في المهنة..
وبالفعل استطاع هؤلاء السماسرة نقل السحرة من الأوكار المظلمة إلى واجهة المجتمع وتقديمهم في صورة أنيقة ومحببة، ونشر أرقامهم الهاتفية ليتواصل الناس معهم وليجيبوا عن استفساراتهم وليتنبأوا بما سيحصل لهم في المستقبل.
وإضافة إلى الأحياء الهامشية يتخذ بعض المشعوذين مقرات عملهم بالقرب من الأسواق الشعبية، حيث يمكن للراغبين في الاطلاع على أنباء الغيب الحصول على استشارات المنجمين، مقابل مبلغ مالي يختلف من منجم لآخر.
وإذا كان عامة الناس يذهبون إلى منازل العرافين فإن المشاهير يحرصون على جلبهم إلى منازلهم حفاظاً على سمعتهم التي قد تتضرر كثيراً بسبب علاقتهم بالعرافين، كما تحرص بعض العائلات على استضافة الدجالين والعرافين الذين يدعون علم الغيب وعمل السحر والقدرة على علاج الأمراض، ويقول ممادو با أحد الممارسين لهذه المهنة إنهم لا يترددون في الانتقال إلى منزل زبون مهم حاملين عدة العمل طالما أن الأمر يستدعي، ذلك حيث يصعب على بعض الزبائن الجلوس لانتظار دورهم وسط حشد من الناس.
ويضيف "هناك أيضا حرز للقهر وهو عبارة عن قارورة من المسك يتم وضع ثلاث إبر من زيوت وعطور بداخلها وتطلبه الزوجات لربط قلوب أزواجهن، وهو الأعلى تكلفة بين الأحراز، حيث يتطلب خبرة كبيرة ومواد وأعشاب يتم جلبها من مالي والسنغال".
المصدر :العربية نت