امتنان من الرئيس غزواني لنظيره السنغالي :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسة :|: رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|: المندوب العام لـ "التآزر" يطلق عملية دعم 150 نشاط انتاجي :|: اتفاق بين الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص ومدرسة الشرطة :|: انطلاق حملة للتبرع بالدم في موريتانيا :|: افتتاح معرض "أكسبو 2024" بموريتانيا :|: وزيرالخارجية يلتقي نظيره الأمريكي :|: ولد بوعماتو يدعم ترشح الرئيس غزواني لمأمورية ثانية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

المشرق والمغرب...علاقة تواصل وعطاء متبادل أم تبعية ؟ ... / الهادي بن محمد المختار النحوي

mercredi 17 juin 2009


أكرم الله الجزيرة العربية وبلاد العرب عموما بأن بعث منهم وفيهم خاتم النبيين سيدنا ونبينا محمدا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وأشرقت الدنيا مشرقا ومغربا بالرسالة وتشرف أهل المغرب كغيرهم بهذه الرسالة العظيمة وأنجبوا رجالا عظاما ونساء عظيمات ساهموا بشكل متميز في نشر الإسلام وتحمل أعباء الدعوة وبناء الحضارة العربية الإسلامية .
فبرزت أسماء كبيرة في شتى المجالات الدعوية والعلمية في الأندلس مثل ابن عبد البر وابن رشد الجد والحفيد وإمام المقاصد الشاطبي والقرطبي وابن العربي وابن حزم وابن جزي وابن خلدون الذي كان مغاربيا بالمفهوم الشامل للكلمة وغيرهم كثير... وفي المغرب مثل القاضي عياض والإدريسي.
وازدهرت في الأندلس وبلاد المغرب العربي مراكز علمية قدمت عطاء لا يقل عن المراكز المماثلة في الحجاز والعراق والشام ومصر . . ومن المراكز المتميزة في الأندلس قرطبة وفي المغرب جامع القرويين وفي تونس جامع الزيتونة وفي الجزائر تلمسان وبجاية وفي موريتانيا كانت شنقيط المنارة والرباط .
حمل أهل المغرب خلال عصور طويلة هم هذا الدين كما حمله أهل المشرق من باب التنافس في الخير " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
غير أن العصر الحديث شهد تراجعا للعطاء المغاربي مقارنة مع أهل المشرق . . بإمكاننا أن نستثني اسماء مشهورة في الجهاد و/ أو العلم مثل الأمير عبد القادر الجزائري وعمر المختار في ليبيا وعلال الفاسي وعبد الكريم الخطابي في المغرب والطاهر بن عاشور في تونس الذي تميز بتفسيره التحرير والتنوير وكتابه عن مقاصد الشريعة . كما تميز في مجال الفكر أعلام معاصرون أو متأخرون، منهم المفكر مالك بن نبي ...والدكتور الريسوني الذي تميز في مقاصد الشريعة والدكتور محمد عابد الجابري..
هذا فضلا عن بعض حركات الإصلاح كجمعية علماء المسلمين بالجزائر والحركة السنوسية بليبيا ....
وبما أن الأندلس تعد امتدادا لمنطقة المغرب فكذلك إفريقيا وخاصة إفريقيا الغربية فقد أنجبت القارة السمراء رجالا وعلماء ودعاة ومجاهدين كبارا نذكر منهم المجاهد عثمان فوديو الذي أسس سلطنة إسلامية في نيجيريا أسهمت بشكل متميز في نشر الإسلام وتثبيته في القارة السمراء والمجاهد الكبير الحاج عمر الفوتي الذي حارب الوثنية في غرب إفريقيا وداعية إفريقيا في القرن العشرين الشيخ إبراهيم نياس.
وفي العصر الحديث أيضا نجحت الجزائر في خلق منتدي مهم يجتمع فيه علماء المسلمين من المشرق والمغرب لسنين (ملتقى الفكر الإسلامي) قبل أن تعصف به أحداث الجزائر منذ مطلع التسعينيات.
كما يمكن أن يذكر لأهل المغرب احتفاء أكبر بالسينما والنشاط الفولكلوري (مهرجان قرطاج ذو الشهرة الدولية، ومهرجان أصيلة في المغرب).

إذا استثنينا تلك الأمثلة، ونظرنا في واقعنا المعاصر، فإننا لا نستطيع إلا أن نعترف بإن التراجع المغاربي أصبح اليوم جليا واضحا فقد أصبح المغاربة في كثير من شؤونهم عالة على المشارقة سواء في الفكر أو الدعوة أو الثقافة إلا ما كان استثناء .
فالدعوة السلفية جاءتنا من المشرق أومن الجزيرة العربية وان كان بعض المغاربيين , وليس كلهم هذبوا تلك السلفية ومزجوها ببعض صوفيتهم ليخففوا النهج المتشدد لبعض دعاتها ومنهجهم ألإقصائي ومع ذلك يحسب لهذه الدعوة تنبيه الناس إلى بعض المخالفات الشرعية ولولا ما تميز به بعض المنتسبين لمنهجها من "خشونة"وإقصاء وضيق صدر بعض دعاتها واعتبارهم أن هذه الدعوة من حركات الإصلاح والدعوة إلى الله تمثل الفرقة الناجية دون سواها من المدارس الإسلامية,لتقبلها الناس بسهولة.
ودعوة الإخوان المسلمين جاءتنا من مصر ولا شك أنها ساهمت بشكل إيجابي في تنمية الوعي الديني في البلاد المغاربية بطريقة منهجية وأسلوب دعوي حكيم.
وجاءتنا مدرسة الدعوة والتبليغ من شبه القارة الهندية .ويحسب لهذه الجماعة منهجها الحكيم ولينها في الدعوة وابتعادها عن كل أسباب الخلاف والشقاق بين المدارس الإسلامية .
وجاءتنا الدعوة القومية من مصر ومن العراق وسوريا وألهبت في بعض شبابنا حماسا قويا للهوية العربية والاعتزاز باللغة العربية وان كانت هذه الدعوة قد تتعارض في بعض مضامين خطابها العقدي مع ديننا الإسلامي الحنيف الذي لا يفرق بين أعجمي ولا عربي إلا بالتقوى لكن يحسب لها مع ذلك انها ساهمت في ترسيخ الهوية العربية لهذه البلدان التي واجهت استعمارا- استخرابا- فرنسيا يركز ضمن وسائله لمحاربة الشعوب على الجانب الفكري والثقافة لطمس الهوية وربط الأجيال الصاعدة بثقافته..
والمدارس الصوفية جاءتنا في معظمها من المشرق مثل الطريقة القادرية والشاذلية وإن كان أبو الحسن الشاذلي من أصل مغاربي وكان من تلامذة عبد السلام بن مشيش .
لكن الحالة الوحيدة ,تقريبا, التي كان العطاء فيها من المغرب إلى المشرق هي الطريقة التيجانية التي أسسها الشيخ احمد التيجاني (ت 1230 هـ ) الذي ولد في الجزائر ودفن بفاس بالمغرب ومع أن هذه الطريقة انتشرت بشكل واسع في إفريقيا إلا أن انتشارها في المشرق محدود باستثناء حالة السودان ..فهي موجودة على نطاق أضيق في مصر ومنطقة الحجاز وبلاد الشام والعراق . . ومن ابرز أعلامها في المشرق الشيخ محمد الحافظ بن عبد اللطيف المصري (ت 1979 م) ,كما أن المجاهد الكبير عز الدين القسام السوري الأصل الذي يحمل الجناح العسكري لحركة حماس اسمه كان تيجانيا بل كان خليفة الطريقة في حيفا . .
هذا إضافة إلى الشيخ أحمد بن إدريس الفاسي الذي كان لطريقته حضور ملحوظ في المشرق.

الفضائيات المعاصرة إسلامية كانت أم غيرها . . غياب شبه كامل لأهل المغرب
وقد انتشرت تلك الفضائيات بشكل ظاهر خلال السنوات الأخيرة وهي في معظمها قنوات خليجية خاصة أو برأسمال خليجي , وتـأتي في مقدمة هذه القنوات من حيث درجة المشاهدة القنوات الإخبارية وأهمها اليوم قناة الجزيرة وقناة العربية وقناة العالم الإيرانية .
أما القنوات الإسلامية فقد تكاثرت بشكل لافت وهي أيضا في اغلبها قنوات خليجية مثل قناة اقرأ والمجد والرسالة وقناة الفجر اللبنانية وغير هذه القنوات كثير ...

الدعاة وغياب المغاربة
ساهمت القنوات الفضائية الإسلامية في تعزيز وتنمية ما اصطلح اليوم على تسميته "بالصحوة"
ويغلب على هذه القنوات في توجهها العام الوعظ والفتاوى ومعالجة قضايا ومآسي الأمة
ومن هذه القنوات ما يمثل لونا فكريا واحدا مثل قناة المجد ذات التوجه الواحد
أما قناة الرسالة فهي أكثر انفتاحا ولعل ذلك بسبب النهج التجديدي للمشرف العام عليها الدكتور طارق سويدان . ولعلها ليست بعيدة عن فكر مدرسته
أما قناة اقرأ وهي أقدم القنوات فهي أكثر هذه القنوات انفتاحا على جميع المدارس فنجد فيها كل الاتجاهات الفكرية ...

ومما يوضح أن عامة أهل المغرب أصبحوا فعلا عالة على أهل المشرق حتى في الفتوى, أن كثيرا من الأسئلة التي ترد إلى هذه القنوات الإسلامية تأتي من بلاد المغرب العربي أو من الجاليات المغاربية في أوربا .
وإذا استثنينا قناة القرآن الكريم الجزائرية والمغربية السادسة فانك تكاد لا تجد قناة مغاربية واحدة تنافس هذه القنوات الخليجية- المشرقية التي تنقل لنا ثقافة أهلنا في الخليج وفي المشرق دون أن نقدم لهم ما عندنا. .
وعندما نلاحظ الأسماء المعروفة اليوم على هذه القنوات تكاد لا تجد منهم مغاربيا واحدا.
ومن أشهر هذه الأسماء أو ما يطلق عليه الدعاة الجدد عمرو خالد والدكتور طارق السويدان والحبيب علي الجفري والشيخ خالد الجندي.
هذا فضلا عن دعاة وعلماء أصبحوا ضيوفا شبه دائمين على القنوات الفضائية ينفعون الناس بعلمهم مثل الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ومعالي الدكتور عصام البشير وزير الشؤون الإسلامية الأسبق في السودان ومعالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق والدكتور أحمد الكبيسي والدكتور سلمان العودة والدكتور محمد موسى الشريف ود. السيد عبد الله فدعق والدكتور عائض القرني والدكتور عوض القرني والدكتور محمد العريفي والدكتور سعد البريك والدكتور محمد العوضي والدكتور راتب النابلسي.
ومن هؤلاء الدعاة من يمكن أن يحسب على مدرسة الإخوان المسلمين مثل الدكتور القرضاوي والدكتور عصام البشير والدكتورطارق السويدان والدكتور محمد سليم العوا والشيخ محمد العوضي .ومنهم من يمثل الدعوة السلفية مثل الشيخ العودة والشيخ القرني وغيرهما .. ونجد من يحسب على مدرسة التصوف مثل الدكتور البوطي والدكتور اليماني والحبيب الجفري ود. السيد الفدعق . .
وهكذا نلاحظ تقريبا غياب الأسماء المغاربية , وغياب دعاتهم وفضائياتهم فلا فضائية إخبارية عامة متخصصة مثل الجزيرة والعربية ولا قنوات فضائية إسلامية..
وأكثر القراء اليوم شهرة تجدهم في مصر والسعودية والخليج ولا تجد من بينهم مغاربيا واحدا...
وينطبق هذا الوضع أيضا على المواقع الالكترونية فاكبر المواقع الالكترونية العربية انتشارا لا تجد من ضمنها مواقع مغاربية , فمن اكبر المواقع العربية اليوم موقع " إسلام اون لاين والجزيرة نت .وينطبق الحال أيضا على الهيئات التي تشجع العلم والابتكار مثل جائزة الملك فيصل وجائزة الشيخ زائد للكتاب ومسابقة أمير الشعراء , ولا تجد لهذه الهيئات أو المسابقات نظيرا موازيا في الشهرة ومستوى التمويل في بلاد المغرب العربي إلا فيما ندر.
وكذلك الحال بالنسبة للصحف والمجلات فلا يوجد في بلاد المغرب مجلة جامعة تنافس "العربي " الكويتية ونحن نحفظ أسماء الصحف العربية المشرقية مثل المدينة وعكاظ والرياض من السعودية والأهرام والأخبار من مصر والنهار والسفير من لبنان والدستور الأردنية والثورة وتشرين من سوريا والخليج والبيان من الإمارات والعرب والشرق من قطر والقبس والرأي العام من الكويت .. والصحف والمجلات العراقية قبل ان تتحول إلى صواريخ ومتفجرات وقنابل..
أما أهل المشرق فلا يعرفون الصحف المغاربية كما نعرف نحن صحفهم..
وفي قراءة سريعة لغياب "الندية" العلمية بين المغرب والمشرق فإن نتائج هذه الوضعية يمكن قراءتها من الزوايا التالية :
 حصول بلبلة عقدية وفكرية في بلاد المغرب العربي , فمن المعروف تاريخيا أن هذه البلاد كانت ترتكز في فقهها وعقيدتها وسلوكها على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف ومع ظهور هذه المدارس حصل تشكيك كبير في هذا التراث الزاخر الذي عرفته هذه المنطقة خلال قرون طويلة فأصبحت المسألة حربا بين المذهب وبين الكتاب والسنة وأصبحت تصحيحا للعقيدة من "انحرافات الأشعرية" وتطهيرا من "زندقة شركيات أهل التصوف" وغاب الاستقرار الفكري الذي كان يميز هذه المنطقة لقرون طويلة.. وإن كان هذا الاستقرار صاحبه بعض الجمود الذي لم يستوعب المتغيرات والمستجدات
 ظهر في هذه المنطقة ما عرف بالسلفية الجهادية والصراع مع ولاة الأمر على السلطة واستبيحت الدماء بذريعة الجهاد فغاب الأمن السياسي والاجتماعي بعد أن غاب الأمن الفكري..
 ظهرت صراعات فكرية محلية في دول المغرب العربي حول هذه "المنتجات الفكرية" المستوردة" فكان في بعض بلدان المغرب العربي تياران إسلاميان أحدهما ينحو نحو أتباع ما جاء من المشرق وأخذه كما هو دون أن يأخذ بعين الاعتبار خصوصية أهل المغرب , أما التيار الثاني فلا يمانع في الإستفادة من أهل المشرق لكنه يميل إلى المحلية إلى حد ما مثلما هو الحال بالنسبة لجمعية علماء المسلمين في الجزائر التي كان يرأسها الشيخ عبد الحميد بن باديس..وإن كانوا تأثروا إلى حد ما بدعوة الشيخ محمد عبده في مصر والشيخ محمد عبد الوهاب في الجزيرة العربية..
ومن دعاة "المحلية" أيضا المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي كان مفكرا حرا مستقلا بفكره ومن أهم إنتاجه كتابه المتميز الظاهرة القرآنية وكتابه شروط النهضة.

 أصبح المغاربة يقلدون المشارقة حتى في بعض العادات كالمظهر والملبس فأصبح الثوب والعباءة هما علامة الاستقامة والتدين .

والمسألة هنا ليست أن نعارض ما يأتينا من أهلنا في المشرق بل ولا من غيرهم فالحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها لكن القضية أنه لا ينبغي أن ننساق وراء أي دعوة دون تمحيصها ونقاشها ومقارنتها بما عندنا فلا يمكن ان يكون كل أسلافنا كانوا على خطأ في مالكيتهم وأشعريتهم وتصوفهم..
بل إن الأمر وصل إلى حد أن المغرب العربي أصبح حقلا للتجارب "العقدية " فكأن هذه بلاد جهل وأهلها عقائدهم تحتاج إلى تصحيح .. فقد شاهدت قبل أيام على قناة المجد برنامجا أعده راشد الزهراني عن بعض مظاهر الشعوذة في المغرب وهي مظاهر دون شك مستنكرة وكان من الأولى أن يتولى أهل البلد معالجة هذا النوع من السلوك المنحرف بدل أن يأتيهم من يرى أنه يحمل لهم النجاة والعلم ليخلصهم مما هم فيه من جهل وشركيات ويبث الموضوع على فضائية ليشهد الناس على "جهل" هذا البلد.
والواقع أن أهل المغرب لهم دعواتهم الإصلاحية أو "سلفيتهم" النابعة من ذواتهم لكنها سلفية بمقاييس أخرى فقد ظهرت في الجزائر الحركة السنوسية الصوفية المجاهدة قبل أن تنتقل إلى ليبيا وحركة المجاهد الأمير عبد القادر الجزائري وحركات أخرى في المغرب ودولة ناصر الدين في موريتانيا والحركة الجهادية للعالم المجاهد الشيخ ماء العينين.

أين الشناقطة ؟
ينطبق على الشناقطة ما ينطبق على أهل المغرب العربي عموما ..
وإن كان الشناقطة عرفوا بالحفظ وإتقان النصوص فإن إضافتهم "الإبداعية " محدودة نسبيا فقد كان اهتمامهم بالحفظ والنظم وتميزوا بذلك على حساب الإبداع , فنجد الشناقطة يحفظون المتون والشروح وينظمون كل ذلك دون ان يضيفوا الكثير مقارنة بما حباهم الله به من مواهب وقدرات فائقة على الفهم والحفظ .
ومن الأمثلة على ما يعد إضافة جديدة نظم مراقي السعود لسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم وطرة ابن بونه في النحو وكتاب إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين للشيخ بابا بن الشيخ سيديا..
وكان من نتائج ذلك إضافة إلى عوامل موضوعية تتعلق بالبيئة والبعد الجغرافي انعدام وجود الكتاب الشنقيطي الموريتاني .
فقد عرف المشرق علماء الشناقطة وانبهروا بحفظهم واستظهارهم للنصوص من أضراب سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم وابن التلاميد ومحمد يحي الولاتي واحمد ابن الأمين ومحمد الأمين الشنقيطي ومحمد حبيب الله بن مايابى ومن العصر الحديث عرفوا أعلاما أجلاء من أمثال لمرابط محمد سالم بن عبد الودود رحمه الله والشيخ عبد الله بن بيه والشيخ محمد الحسن بن الددو .
هذا فضلا عن حضور لا باس به لبعض المفكرين والمثقفين الموريتانيين في وسائل الإعلام العربية وفي بعض التظاهرات الفكرية في الأقطار العربية .
لكن الذي غاب عن المشارقة هو الكتاب الشنقيطي فالكتب الشنقيطية التي عرفتها المكتبات المشرقية محدودة .
ويمكن أن نذكر منها :
 كتاب منظومة مراقي السعود للعلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم الذي عرف خاصة في منطقة الحجاز وقد ساهم في التعريف به الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الذي كان كثير الاستشهاد به في تفسيره أضواء البيان كما سهم بالتعريف به العلامة محمد حبيب الله بن مايابى الذي كان يدرسه لطلابه في الحرم المكي وكذلك العلامة الشيخ محمد المشاط الذي كان يحفظ مراقي السعود ويدرسه لطلابه في الحرم المكي , كما ساهم في نشره العلامة الشيخ عبد الله بن بيه الذي يكثر من الاستشهاد بالمراقي في كتبه وأحاديثه ومحاضراته وأبحاثه .وقد شرحه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتاب سماه نثر الورود وأكمل شرحه الدكتور محمد ولد سيدي ولد حبيب..
 كتاب أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي وقد ساهم في نشر الكتاب ومعرفته استقرار المؤلف في الحجاز .
- كتاب إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين للعلامة الشيخ باب بن سيديا
- كتاب زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم للعلامة محمد حبيب الله بن ما يأبى
 مؤلفات العلامة الشيخ عبد الله بن بيه : كتاب الامالى والحوار والأموال والإرهاب وصناعة الفتوى.
 كتابي الشعر والشعراء والنحو العربي للدكتور محمد المختار بن اباه
 كتاب بلاد شنقيط المنارة والرباط للشيخ الخليل النحوي
 كتاب موريتانيا في الذاكرة العربية للدكتور حماه الله بن السالم
كما أن الموريتانيين تميزوا في حضورهم للندوات والتظاهرات الشعرية العربية مثل المربد في العراق قبل إن يتحول العراق إلى " المرعب" وفي الجنادرية في السعودية وفي مسابقة أمير الشعراء التي تميزوا فيها أيما تميز .
ولكن ماذا قدمنا نحن لإخوتنا في المشرق ولماذا لا تكون لنا تظاهرة سنوية شعرية وهو مادتنا الأساسية التي نفاخر بها الآخرين ونطلعهم من خلالها على ما عندنا .
أما جائزة شنقيط فهي على أهميتها تكاد تكون محلية لا يكاد يسمع عنها من هو خارج موريتانيا .
أما على مستوى الحضور في القنوات الفضائية فإنه محدود من حيث العدد وإن كان مميزا من حيث النوعية
فنلاحظ اليوم حضور العلامة الشيخ عبد الله بن بيه والشيخ محمد الحسن بن الددو في بعض القنوات الفضائية ولا نبالغ إذا قلنا أن علمهما يكاد لا يضاهيه أي من العلماء المعروفين في الأمة اليوم .
وحال المغاربيين في عطائهم اليوم وحضورهم في القنوات الفضائية يمكن إن ينطبق عليه المقولة المعروفة : القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ . .
وكذلك الحال بالنسبة للفضائيات فالخليج يمول و المصريون هم الدعاة وأصحاب البرامج وأهل المغرب يشاهدون ويسألون.
فيا أهل المغرب ليس العيب في إن تأخذوا من إخوانكم في المشرق لكن العيب في أن تأخذوا ولا تعطوا خاصة أن لديكم الكثير مما تعطون خاصة في مجال التصوف بعد إصلاحه وتنظيفه مما علق به من ممارسات انحرفت عن منهجه القويم. .

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا