سعا ساعيا غيظ ابن مرة بعدما *** تفانوا و دقوا بينهم عطر منشــــم
*** وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا *** بمال ومعروف من القول نسلـــم
*** فأصبحتما منها على خير موطن *** عظيمين فيها من عقوق ومأثـــــم
***عظيمين في عليا معد هديـــــتما *** ومن يستبق كنزا من المجد يعظم
لم أجد ما اعبر به عن مدى سعادتي و سعادة كل الموريتانيين عقب الاتفاق المبرم بين مختلف الفر قاء السياسيين ، والحق يقال فإن كل الأطراف كانت تمتلك الإرادة و العزيمة الصادقة للخروج بموريتانيا من هذه الأزمة " لا ردها الله" ، وقد تنازل الجميع لمصلحة موريتانيا وتنفس الموريتانيون الصعداء وعدنا إلى الواجهة من جديد ـ وكما يجب أن نظل دائما ـ أرض التآخي و الوئام الوطني.
إن هذه القوة الخفية التي تمكن هذه الأمة دائما من تجاوز الصعاب و امتصاص الضربات ( التي تودي في الغالب بمستقبل العديد من بلدان شبه المنطقة) هي ما تجعلنا نؤمن بأننا مختلفون عن المجتمعات الأخرى و أننا نستحق أن نحتل المكانة اللائقة بنا في الساحة الدولية.
فألف تحية لجيشنا و مؤسساتنا الأمنية على ما تحلوا به من ضبط للنفس عند الشدائد و هنيئا لساستنا على تقديمهم للمصلحة الوطنية على مصالحهم الشخصية و ألف ألف تحية لهذا الشعب الأبي الطيب المسالم ، و الذي يندر وجوده على هذه البسيطة ، على الروح المتمدنة التي ظهر بها طيلة هذه الأزمة ـ رغم تباين وجهات النظر في الأسرة الواحدة ـ و رغم حداثة عهده بالديمقراطية.
و أخيرا أتوجه بهذه الكلمة لمختلف السياسيين و خاصة المرشحين منهم لرئاسيات 2009 ، آن الأوان أن تعلموا أن هذا الشعب أصبح على درجة من الوعي قادر من خلالها على تمييز الصالح من الطالح و النافع من الضار ، قادر على تمييز البرامج الانتخابية المستنسخة و الجوفاء قادر على المحاسبة عند النكوص على المواثيق و الالتزامات الانتخابية ، فصمموا برامجكم وهلموا لتكون الكلمة الأخيرة للشعب الموريتاني.