هل تتصور شخصا محاصرا في منزله يرسل بعض من مؤونته إلى شخص غير محاصر؟
لو صدق خبر تصدير سورية القمح إلى موريتانيا فإن من اتخذ هذا القرار ليس لديه أي خبرة لا بالاقتصاد ولا بالأسواق ولا بالأسعار العالمية ولا بكلف النقل ولا حتى بالتدبير المنزلي.
هل يعلم أن سعر القمح في الأسواق العالمية اليوم هو 238 دولار للطن أي حوالي 12.5 ليرة سورية للكيلو وهل يعلم أن كلفة استيراد الشعير مع النقل قد تصل إلى 15 ليرة سورية للكيلو وأن سعر الذرة العالمي مع كلفة الشحن 16 ليرة .
فإذا علمنا أن موريتانيا بالتأكيد لن تشتري بأعلى من الأسعار العالمية وبجوارها القمح الفرنسي أفلم يفكر من تسرع بتصدير القمح أنه بالإمكان إطعام الحيوانات القمح بدلا الشعير الذي نستورده فباستثناء صعوبات الدفع التي فرضتها العقوبات فإن سعر تصدير القمح أرخص من سعر الشعير المستورد وينطبق الأمر على الذرة لأن سعر الذرة المستوردة في السوق حوالي 22 ليرة للكيلو وبالرغم من أن السعرات الحرارية في القمح أقل من الذرة فإن الجدوى الاقتصادية تتحقق إذا تم بيع القمح بسعر التصدير لاستخدامه في علف الدواجن سيكون الكيلو أرخص بحوالي 9 ليرات عن الذرة .
وأخيرا ألم يفكر من صدر القمح أنه كان بالإمكان الترويج للبرغل مما يخفف العبء قليلا عن فاتورة استيراد الرز ؟