توقف حركة الشاحنات بين مالي وموربتانيا بكوكي الزمال :|: موريتانيا تترأس اجتماعا هاما لدول الاتحاد الإفريقي :|: اتفاق لتسوية الخلاف بين بلدية أزويرات ومصانع الذهب :|: مفوض حقوق الانسان يستقبل وفدا أمميا :|: الرئيس السنيغالي الجديد يزور موريتانيا :|: رئيس الجمهوريستقبل مدير " الفاو" :|: CENI تبدأ المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: وزيرالصناعة وكالة : ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي إلى 7.3% :|: الشرطة توقف مثليين ..أياما بعد زواجهما بأطار :|: تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
 
 
 
 

حزب الشباب الآفاق والتحديات /الدكتور : محمد الأمين ولد الشيخ

lundi 25 avril 2011


يروى أن مجموعة من الشباب كانت منضوية تحت إحدى المنسقيات الشبابية التي ساندت رئيس الجمهورية في انتخابات 18 يوليو 2009م التقى أفراد منها في الآونة الأخيرة برئيس الجمهورية فشكوا إليه ما يشعرون به من تهميش وتغييب في مختلف الأطر الحزبية الداعمة له وعلى رأسها "حزب الاتحاد من أجل الجمهورية" ولم يتردد الرئيس وهو يلامس شجن الشباب المتحمس وشكوى رسل المنسقية المتذمرة أن يبارك لهم مقترحهم بتكوين إطار سياسي خاص بهم يتذوقون فيه برد الحياة، ويعانقون دفئ السياسة، وليكن حزبا.

وما إن بدأ أفراد من الشباب في محاولة عسيرة لبلورة الطموح وتجسيد الفكرة حتى أصبح جل حديث الساعة في الساحة الإعلامية والسياسية عن ولادة حزب جديد تطبعه حيوية واندفاع الشباب بعيدا عن حكمة الشيوخ وتوازن المخَضرمين.

فما هو الدور السياسي المتوقع للشباب في هذه المرحلة؟ وما هي الإشكالات والتحديات التي قد تواجه حزب الشباب؟

رغم أن الشباب كانوا هم الوقود المشتعل للثورات العربية المعاشة هذه الأيام إلا أنهم كثيرا ما يغيبون أو يغيٍبون حينما يحين القطاف وتجنى الثمار، فلبوعزيزي وأقرانه الذين أشعلوا الثورة في تونس لم نجدهم في حكومة الغنوشي والقائد السبسي اللتين أعقبتا الثورة في تونس، فكلا الرجلين قد تجاوز السبعين من عمره، وأعضاء حكومتيهما ليسوا من فئة الشباب، وكذا الحال في مصر وهو المتوقع في ليبيا واليمن.

فما هو سر قيادة الشباب للثورات والمسيرات وقيادة الشيوخ والمخضرمين للسياسات والحكومات؟

يرى البعض أنه بما أن السياسة هي تدبير الشأن العام وهو أمر بالغ التعقيد والحساسية يحتاج في حل لغزه ومراعاة مآلاته وتحقيق توازناته إلى حكمة الشيوخ وموازنات المخضرمين فلذا كانوا هم الأحق به والأجدر، وبما أن الثورات تتطلب المزيد من الحماس والاندفاع كانت من نصيب الشباب وهم أحق بها وأهلها.

ووفق هذه الثنائية تكون مهمة أحزاب الشباب هي الثورات والثورات المضادة، ومهمة الأحزاب الجامعة هي السياسة و تدبير الشأن العام بكل تعقيداته وحساسياته.

لكن هل من المقبول أن نستروح لهذه الثنائية المفترضة، فحينما يحين موسم الثورات وإبان المسيرات نستدعي الشباب مستنجدين بحماسهم ومستندين إلى اندفاعهم، وعندما ينزاح ذلك الموسم ويخيم الاستقرار ويحلو الحوار نتذكر الحاجة إلى الحكمة والحنكة والحصافة فنستدعي الأحزاب الجامعة بشيوخها ومخضرميها وشبابها، لنخطط ونقرر وندبر.

الذي أراه – وأنا أقرب دائما إلى الشباب – أن الشباب أو أي فئة أخرى من فئات المجتمع المصنفة لا يمكن أن تلعب دورا سياسيا جديا في إطار سياسي خاص بها تحتكره لنفسها وتستأثر به دون غيرها، ذلك أن الأطر والأحزاب السياسية هي آليات لتحقيق مشاريع مجتمعية كبرى تشمل جميع مكونات المجتمع بأبعادها المختلفة : السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقيمية، وهذه المشاريع بكل جزئياتها تحتاج إلى مؤهلات وخصائص وميزات جميع فئات المجتمع، كل فئة تفرغ ميزتها وتغطى مرحلتها وتتحمل قسطها، ليكتمل البناء ويشيد الصرح وترفع الشرفات في ظل تكامل وتلاحم تجد فيه كل فئة ذاتها، ويلعب كل صنف دوره، ويستفيد كل مكون من سمات وخصائص المكون الأخر.

وإن أي تحييد لفئة أو صنف من آليات وأطر المشروع المجتمعي الكبير سيصيب المشروع في الصميم ويعود على منظومته البنيوية بالخلل.
نعم يجب على الأحزاب السياسية أن تولي عناية خاصة للشباب وتدرجهم في مختلف هيئاتها القيادية وتخصهم بلجان ومنسقيات تكون الأكثر حركية ضمن أجهزة الأحزاب، لتساير وتواكب حيوية ونشاط الشباب، كما يجب عليها أن تفعل ذلك اتجاه النساء، لما يتميزن به من جدية ومثابرة.

ومن صميم عمل الأحزاب أن تشجع قيام أطر ثقافية واقتصادية واجتماعية خاصة بالشباب تلبي رغباتهم، وتلامس ميولهم دون أن يؤثر ذلك على دورهم الأساسي في الإطار السياسي الجامع، أما أن ينتبذ الشباب أو فئة منهم مكانا سياسيا قصيا من أهلهم و مجتمعهم لمجرد أن مجموعة منهم أو من غيرهم لم تجد مواقع كانت ترنوا إليها في تشكلة حزب بعينه أو أحزاب بعينها فذلك ما لا يستساغ من الناحية النظرية ولن يستقيم من الناحية العملية.

بقي أن أسوق بعض الأسئلة التي أعترضتني في حديثي مع بعض الناس عن حزب الشباب وهي :

ــــ في ظل مجتمع يؤمن بالدور التوجيهي والتدبيري المؤثر للكبار، فهم في منطلقه الديني وتراثه الثقافي منبع الحكمة ومكمن التدبير ومعدن العقل والكياسة، فوصية لقمان لابنه سطرها القرآن.

والشاعر القديم يقول :

إن الأمـور إذا الأحـداث دبـرها دون الشيوخ ترى في بعضها خللا

والمثل الحساني يقول "إيشوف الشيباني التاك المشاف أفكراش الواكف" مجتمع هذا واقعه هل يكون لحزب يتغيب عنه أهل الحكمة ولكياسة مستقبل فيه !

ــــــ إذا كان الحزب المذكور قد حدد السن الأعلى لمناضليه بأربعين سنة مثلا فما هو مصير أهله بعد عدة سنوات عندما يودعون سن الشباب ويدخلون في سن المشيب فهل سيستقيلون من الحزب أم يتحول الحزب من حزب شباب إلى حزب شياب؟

ـــــــ وأخيرا هل يستطيع حزب الشباب أن يحقق بالحماس في السياسة ما عجزت عن تحقيقه الأحزاب الجامعة التي يتكامل فيها حماس الشباب مع حكمة الشيوخ وتوازن المخضرمين؟

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا