شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسيات :|: بحث التحضيرللرئاسيات مع الامم المتحدة والاتحاد الأروبي :|: السيدة لأولى تنظم حفل إفطارلمجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة :|: النيابة العامة تستأنف الحكم في قضية قتل الصوفي :|: حزب التكتل يدين سجن ولد غده :|: مواعيد الافطارليو م18 رمضان بعموم البلاد :|: وزيرالدفاع وقائد الاركان بزويرات ..قبل زيارة الرئيس :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها وتطالب بإطلاق سراحه :|: تكوين لمفوضي وضباط الشرطة حول القوانين المجرمة للعبودية :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
 
 
 
 

ذكريات يشتتها الألم/ محمد فال ولد سيدي ميله

vendredi 18 novembre 2022


وقفت على الربع أستنطقه عن ذكريات المحمديْن الظاعنيْن. أعقاب سيجارة حزينة، صدى ضحكة يزيّنها الأزل، وصور مشتتة من أشياء الحياة. في كل يوم ذكرياته، واليوم لم يسعفني الربع بغير هذه من ذكريات المحمديْن الحبيبيْن (محمد سالم ومحمد شنوف، عليهما من غافر الذنب شآبيب رحمته).

قصائدي في الحبيبين لا حروف لها، والدمع فيهما باق في محاجره، تحتكره الأحزان لنفسها، فهو أعظم من أن يسيل، وأجزل من أن يتدفق. البرق، والحمام، والغزالة الوجناء، وأغصان الطلح، وسويعات الغسق، وشِعر البُداة : تفاصيل كنا نصنع خيوط أخيلتها من أحاديث المساء، حين نحطم حدود العقل، فنتناول المحذور والمحظور، والمقبول والمرفوض، والثابت والمتغير، قبل أن نختم بالهزل، فتأخذ كل دعابة نصيبها من الضحك الوديع. وغدا نلتقي، عند هذا أو ذاك، أو في فيفاء محايدة، مع ثلة من أصدقاء لا شيء يجمعهم غير ذينك الشبليْن، الخلوقيْن، الماجديْن، المفضاليْن، السمحيْن... وكثيرا ما يكونان، في مجالسنا، واسطة السبحة ودرة القلادة. بهما يطيب اللقاء، ومعهما يزدان المحفل، ومنهما تنطلق أولى إشكاليات وشجون الحديث.

كلما فكرت فيهما، انتابني شعور بأن المحمديْن استُخلصا من طيبة النفس وطينة النخوة. كانت الأريحية ديدنهما والسماحة عادتهما والرزانة عنوان حياتهما. كانت حياتهما الخاطفة طاهرة في كنهها، لم تدنّسها أوساخ دهرهما. ظلا نظيفين، نقيّيْن، سالميْ العرض، إلى أن اختارهما الله لجواره، تاركيْن فراغا لم يجد بعدهما من يسده، وهوة استحال ردمها، ورُزْءًا فوق الرثاء لأنه عَصِي على الشكل والفحوى والروي والكلمات. ورغم أن الباكين عليهما كثيرون، والباكيات عليهما كثيرات، إلا أن من تجمدت دموعهم، عاجزين عن التعبيربغير الجحوظ، أكثر بكثير.

واليوم، بعد سنوات من حرقة الفراق ولوعة الوداع الأخير، نرجو من جلسائهما وخلانهما وأصفيائهما، ومن عرفوهما ومن لم يعرفوهما، أن يترحموا عليهما عسى أن يُحشرا مع "الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا