بعد أن استشعرت حكومتنا حساسية اللحظة التاريخية ورأى رئيسنا العزيز بأم عينه مئال الطاغية التونسي الأكثر حرسا والأشرس زبانية قرر على عجل ذر المزيد من الرماد في عيون مواطنيه الفقراء وحشو أفواههم الفاغرة بالمزيد من الوعود العرقوبية قرر أن تظل بطونهم جائعة حتى إشعار اخر
لأن نظامنا تعود الحلول الترقيعية والأنه أجبن من أن يواجه إحتمالات وضع مشابه للحظة التونسية خرجت الحكومة علينا بفكرة دكاكين التصامم وسمتها جزافا دكاكين التضامن أعلنت أنها نزولا عند حاجة ذوي الدخل المحدود ستفتح دكاكين خاصة تبيع السكر والأرز والزيت والحليب المجفف المنتهي الصلاحية بأسعار تفضيلية أسعار تفضيلية لمواطنين تحت خط الحياة لأناس تجاوزو مرحلة الفقر بمراحل لسواد أعظم من ذوي الدخل المنعدم
لشعب رصيده الإقتصادي عند حدود الصفر بعد أن نهبت ثرواته وترك نهبا للضياع كان حريا بحكومتنا أن تعالج مشكلة الدخل أولا قبل أن تعالج محدودية ذلك الدخل فماذا تغني الدكاكين عن من لا يملك ثمن الموضوع على رفوفها من سلع لاتسمن ولا تغني من جوع
لمن سيحصل عليها أحرى عن من سيصل الليل بالنهار في طوابير طويلة ومذلة ليعود أخر النهار بكيلو من الأرز وولاط من الزيت وبذكريات مريرة عن حوانيت تمتهن كرامة البشر
ألا تخجل هذه الحكومة من نفسها وهي التي أرتفعت أسعار المحروقات في عهدها خمس مرات خلال شهر واحد ألا تستحي من نشر غسيلها العفن وهي تفاوض عائلة بعينها وتساومها على حياة مواطنيها ثم توقع لتلك العائلة صكا على بياض للتحكم في أرزاق العباد لمجرد أن دولة العزيز كسابقتها الطائعية لا بد أن توكل أرزاق مواطنيها لعائلة من ذووي القربى وأكلي حقوق اليتامى والمساكين
ولأن إذلال الشعوب وقهرها يمر حتما بالتحكم في أرزاقها كان لا بد لحكومتنا أن تبتكر بكل عبقرية هذه الدكاكين الواهنة و المهينة ثم لتستمتع بمنظر المعوزين وقسماتهم البائسة يتدافعون تحت شمس لافحة للحصول على الفتات ثم تتلقفهم وسائل إعلامنا المطبل ليسبحو بحمد الرئيس ويشكروه على كرمه الحاتمي .
إنها وسيلة تعمية أيضا لأن أولائك المعذبين في الأرض سيلهون بالفضلات التي ترميها حكومتهم الفاسدة حتي لا يفكرو بفسادها ويتسائلو عن مصدر ثروات رئيسها وأعضائها
لماذا لم تعمل هذه الحكومة على منع أسرة واحدة من احتكار استيراد السكر على عموم تراب الجمهورية الإسلامية الموريتانية وعلى المناطق المجارة مراعاة فارق السلطات اليس الإحتكار جريمة في عرف كل القوانين حتى أشدها ليبرالية
ألم يكون بمقدور حكومتنا أن تنشيئ صندوقا للمقاصة تدعم من خلاله المواد الأساسية حتي لا يحس المواطن لوعة تقلبات الأسواق العالمية في حياته اليومية
ألم يكن بمقدور هذه الحكومة أن تحذو حذو بعض الدول العربية فتعلن زيادات ولو طفيفة في الأجور تدعم من خلالها القدرة الشرائية للمواطن لماذا استقالت الدولة من الإستيراد والتصدير وتركت الحبل على الغارب ليصبح مصير المواطنين بين يدي حفنة من المرابين لا تراعي ضميرا ولا تخاف الخالق أحرى المخلوقات
بإختصار كان بين يدي حكومتنا ورئيسنا ألاف الحلول لمشكلة الأسعار الملتهبة لكنهم اختارو الهروب إلا الأمام غلبتهم غريزة النفاق السياسي والجشع في أكل حقوق المواطنين فلجئو إلا ارباع الحلول تماما كما لجأ النظام السابق إلى تشغيل المواطنين في نظام سخرة اشبه بالإستعباد ضمن صيغة الغذاء مقابل العمل
ما يحز في التفس أن حكوماتنا المتعاقبة لم تتفطن يوما أننا مواطنون لهم كامل الحقوق في الصحة والتعليم والعمل والحياة الكريمة أصروا دائما على معاملتنا على اننا رعايا في عهدتهم يمنون علينا بما يشائون وعلينا أن نشكرهم حتى لو امتهنو كرامتنا كما يفعلون اليوم عبر دكاكين التضامن
عبد الله ولد سيديا
abdoutvm@yahoo.fr