توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية :|: اجتماع المجلس الأعلى للرقمنة :|: الرئيس يلتقي مع رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي :|: مذكرة لإكمال إجراءات دمج أمن الطرق في الشرطة :|: انطلاق المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي :|: إضراب الأطباء المقيمين يدخل يومه الثاني :|: وزير : ندرس إقامة طريق سريع بين نواكشوط ونواذيبو :|: ورشة تدريبية وتوعوية حول مكافحة الفساد :|: اطلاق برنامج لإصدار شهادات الباكلوريا المؤمَّنة :|: CENI تعلن حصيلة المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
 
 
 
 

نظام الدكاكين /عبد الله ولد سيديا

samedi 29 janvier 2011


بعد أن استشعرت حكومتنا حساسية اللحظة التاريخية ورأى رئيسنا العزيز بأم عينه مئال الطاغية التونسي الأكثر حرسا والأشرس زبانية قرر على عجل ذر المزيد من الرماد في عيون مواطنيه الفقراء وحشو أفواههم الفاغرة بالمزيد من الوعود العرقوبية قرر أن تظل بطونهم جائعة حتى إشعار اخر

لأن نظامنا تعود الحلول الترقيعية والأنه أجبن من أن يواجه إحتمالات وضع مشابه للحظة التونسية خرجت الحكومة علينا بفكرة دكاكين التصامم وسمتها جزافا دكاكين التضامن أعلنت أنها نزولا عند حاجة ذوي الدخل المحدود ستفتح دكاكين خاصة تبيع السكر والأرز والزيت والحليب المجفف المنتهي الصلاحية بأسعار تفضيلية أسعار تفضيلية لمواطنين تحت خط الحياة لأناس تجاوزو مرحلة الفقر بمراحل لسواد أعظم من ذوي الدخل المنعدم
لشعب رصيده الإقتصادي عند حدود الصفر بعد أن نهبت ثرواته وترك نهبا للضياع كان حريا بحكومتنا أن تعالج مشكلة الدخل أولا قبل أن تعالج محدودية ذلك الدخل فماذا تغني الدكاكين عن من لا يملك ثمن الموضوع على رفوفها من سلع لاتسمن ولا تغني من جوع

لمن سيحصل عليها أحرى عن من سيصل الليل بالنهار في طوابير طويلة ومذلة ليعود أخر النهار بكيلو من الأرز وولاط من الزيت وبذكريات مريرة عن حوانيت تمتهن كرامة البشر

ألا تخجل هذه الحكومة من نفسها وهي التي أرتفعت أسعار المحروقات في عهدها خمس مرات خلال شهر واحد ألا تستحي من نشر غسيلها العفن وهي تفاوض عائلة بعينها وتساومها على حياة مواطنيها ثم توقع لتلك العائلة صكا على بياض للتحكم في أرزاق العباد لمجرد أن دولة العزيز كسابقتها الطائعية لا بد أن توكل أرزاق مواطنيها لعائلة من ذووي القربى وأكلي حقوق اليتامى والمساكين

ولأن إذلال الشعوب وقهرها يمر حتما بالتحكم في أرزاقها كان لا بد لحكومتنا أن تبتكر بكل عبقرية هذه الدكاكين الواهنة و المهينة ثم لتستمتع بمنظر المعوزين وقسماتهم البائسة يتدافعون تحت شمس لافحة للحصول على الفتات ثم تتلقفهم وسائل إعلامنا المطبل ليسبحو بحمد الرئيس ويشكروه على كرمه الحاتمي .

إنها وسيلة تعمية أيضا لأن أولائك المعذبين في الأرض سيلهون بالفضلات التي ترميها حكومتهم الفاسدة حتي لا يفكرو بفسادها ويتسائلو عن مصدر ثروات رئيسها وأعضائها

لماذا لم تعمل هذه الحكومة على منع أسرة واحدة من احتكار استيراد السكر على عموم تراب الجمهورية الإسلامية الموريتانية وعلى المناطق المجارة مراعاة فارق السلطات اليس الإحتكار جريمة في عرف كل القوانين حتى أشدها ليبرالية

ألم يكون بمقدور حكومتنا أن تنشيئ صندوقا للمقاصة تدعم من خلاله المواد الأساسية حتي لا يحس المواطن لوعة تقلبات الأسواق العالمية في حياته اليومية

ألم يكن بمقدور هذه الحكومة أن تحذو حذو بعض الدول العربية فتعلن زيادات ولو طفيفة في الأجور تدعم من خلالها القدرة الشرائية للمواطن لماذا استقالت الدولة من الإستيراد والتصدير وتركت الحبل على الغارب ليصبح مصير المواطنين بين يدي حفنة من المرابين لا تراعي ضميرا ولا تخاف الخالق أحرى المخلوقات

بإختصار كان بين يدي حكومتنا ورئيسنا ألاف الحلول لمشكلة الأسعار الملتهبة لكنهم اختارو الهروب إلا الأمام غلبتهم غريزة النفاق السياسي والجشع في أكل حقوق المواطنين فلجئو إلا ارباع الحلول تماما كما لجأ النظام السابق إلى تشغيل المواطنين في نظام سخرة اشبه بالإستعباد ضمن صيغة الغذاء مقابل العمل

ما يحز في التفس أن حكوماتنا المتعاقبة لم تتفطن يوما أننا مواطنون لهم كامل الحقوق في الصحة والتعليم والعمل والحياة الكريمة أصروا دائما على معاملتنا على اننا رعايا في عهدتهم يمنون علينا بما يشائون وعلينا أن نشكرهم حتى لو امتهنو كرامتنا كما يفعلون اليوم عبر دكاكين التضامن

عبد الله ولد سيديا

abdoutvm@yahoo.fr

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا