رئيس السنعال : محادثاتي مع نظيري الموريتاني “مشبعة بالود” :|: اتفاقيات تمويل مع البنك الدولي بـ 26.6 مليارأوقية :|: الرئيس السنيغالي يختتم زيارته الأولى لموريتانيا :|: موريتانيا تشارك في اجتماع G7 :|: الأمم المتحدة : نلتزم بدعم التنمية في موريتانيا :|: اعتماد 56 بحثا للتنافس على جوائز شنقيط :|: لص يعيد المسروقات لأصحابها بعد 30 عاما !! :|: اجتماع اللجنة الوطنية للمنح :|: ولد غده يستنكر الإحالة لمحكمة الجنح :|: ترشيح سفير جديد للاتحاد الأوروبي للعمل في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

(46)ـ يوميات مهاجر في آنغولا / دحمود الشيخ أحمد‏

jeudi 2 décembre 2010


انها من أكثر القصص التي مرت بي هنا ازعاجا أتخيل أنني ان تجاوزت محنتها سوف أستطيع ان أدخل افاقا جديدة من الصمود والمقاومة في هذه البلاد الصعبة. هكذا كنت أحدث نفسي وأنا أكاد أطير بالسيارة هربا من ذلك الشبح الأسود الذي يطاردني .

لم اكن اعتقد انني اشكل خطرا على احد هنا . لكنني فجاة اصبحت مطاردا من قبل الشرطة التي تتربص بي الدوائر هذه الايام بشكل مريب.

عليك أن تكون اجابتك سريعة جدا وحاسمة لا تتردد ولا تضطرب حتى يقتنعوا بان ليس لديك أي مشكلة. قال لي مختار ونحن نعلن الاستسلام امامهم.

في الحقيقة انا اتحمل جزء كبيرا من المشكلة لانني اقود سيارتي او على الاصح السيارة التي ليست لي بدون وثائق ثبوتية. وبدون رخصة قيادة كلما لدي هو نسخة من رخصة مزورة مكتوب عليها بالانجليزية وبالصينية انها رخصة دولية وانها تعمل في الولايات المتحدة الامريكية. ومع كل هذا ايضا ليس لدي سوى نسخة مصغرة من الرخصة اما اصلها فقد سرقه اللصوص منذ زمن .

كان احمد ينصحني كل يوم بانني مغامر كبير بهذه الطريقة لكنني لا اقتنع بكلامه لكثرته.

في الواقع عندما تتلقى جرعة زائدة من النصائح يكون التجاهل وعدم الانصات هو سبيلك للتعامل معها.

اول مشكلة اعترضتني كانت مع سيدة من الشرطة اقتحمت عليها حاجزا اقامته على جانب الطريق. تركتني عن عمد ادخل الحاجز بدون ان تتكلم لكنني ما ان حاولت الخروج حتى انتصبت واقفة امامي. كانها تريد ان تقول لي انت هو من ابحث عنه كل هذا اليوم

انا مشكلتي في اوراقي الشخصية وفي رخصة القيادة اكبر من مشكلة اوراق السيارة لانها لاتعنيني ليذهبوا بها اين شاءوا. لذلك ازمتي الوحيدة هي ان يسالني احدهم عن اوراقي الشخصية.

يبدو ان السيدة فهمت القصة لذلك اول شيء سالت عنه هو رخصة القيادة لكنها كانت رخصة فاضحة في الحقيقة. وانا ايضا مقتنع تماما بانها ليست رخصة وهي ايضا تعرف ذلك.

قبل ايام قليلة انتقيت عدة جمل من اللغة البرتغالية من النوع الذي يستعمل في التخاطب مع الشرطة. جمل من الاعذار السخيفة مثل ان هذه وثائق دولية تسخدم في جميع دول العالم وان من بينها انغولا والولايات المتحدة الامريكية. وانني انا ضيف جديد لكنني عندما نطقت لها ببعض هذه الجمل كشرت في وجهي. لم تفهم شيئا مما قلت . بدوت كمن ضبط في اثناء السرقة. لكنها فقط سرقة الجملة والعبارات السخيفة.

ثم صمت لبعض الوقت.

كشرت في وجهي مرة اخرى و قالت لي هذه ليست رخصة هل لديك رخصة اخرى.

قلت لها معذرة سيدتي.. كشرت مرة ثالثة وقالت هات اوراق السيارة. تلملمت قليلا واعطيتها الاوراق انطلقت امامي مسرعة حتى دخلت عني في مخبا متنقل كان مركونا على جانب الطريق.

بعد ان جئتها قالت لي ارجع حتى تاتيني باوراقك الثبوتية حاولت ان اوهمها بانني لم افهم ما قالت.

قالت انت من السنغال.. من السينغال.. قلت لها انا موريتاني لكنها لا تعرف موريتانيا الحمد لله .

قالت انت ليس لديك اوراق. وتقود سيارتك بدون رخصة قيادة. ولا تعرف اللغة ولا تحترم القانون ولا أي شيء. لا اعرف كيف اتعامل معك قلت لها سوف اعطيك saldo يعني رصيد.

قالت كم ستعطيني عندما قالت لي كم ستعطيني. انبسطت شيئا ما وعرفت ان المسالة اصبحت سهلة. انت من مسالة قانون لتصبح مسالة فلوس فقط.

قلت لها سوف اعطيك الفلوس لكن ارجو ان تعطيني رقم هاتفك لاتصل بك عندما يوقفني شرطي اخر. قالت لي انا متزوجة وعندما تتصل بي سوف ياخذك زوجي. اعطني خمسة الف واذا لم تعطها لي سوف اتصل بشرطة المهاجرين واسلمك لهم. لكنني لم اخف منها كثيرا ربما لانها امراة وليس معها أي شرطي اخر.

مازلت حتى الساعة افشل في كل مرة احاول فيها تكوين علاقة صغيرة مع احد افراد الشرطة لاعتمد عليه. لا اعرف لماذا.

بعد الكثير من النقاش توصلنا الى حل وسط اعطيتها بضعة دولارات واطلقت سراحي.

وبعد ان تركتها تقلب تلك الفلوس. تذكرت انني لم اسالها عن اسمها يبدو من خلال نجمتها الوحيدة انها ضابطة من درجة اولى.

هذا كان اول امس. بالامس ايضا كنت اعبر الشارع الرابط بين المنزل ومحل العمل وعندما رايت سيارة الشرطة تسير امامي خففت السرعة حتى تبتعد عني قليلا لكنهم ظنوا ان لدي مشكلة ما. لذلك قاموا بركن سيارتهم على جانب الطريق وتجهزوا في انتظار ان التحق بهم وبمجرد ان اقتربت منهم اشاروا لي ان قف.

تقدم الي احدهم حاملا سلاحه وطلب مني اوراق السيارة ورخصة القيادة. ثم قام بفتح السيارة وتفتيشها فتح مقدمتها ومؤخرتها وكشح المقاعد وعندما لم يجد شيئا قال لي ان رخصة القيادة ليست اصلية انما هي نسخة غير اصلية وان استخدام النسخ يعاقب عليه القانون.

عليك ان تعرف انك في دولة قانون وان هذا غير مقبول ثم رجع لمقعده في سيارة الشرطة وطلب منا ان نتبعهم الى المخفر. وتلك هي الكارثة الحقيقية بدات افقد توازني لذلك تركت مهمة الحديث معهم لصديقي مختار .

هنا عندما تصل الى مخفر الشرطة يكون السلب وامتهان الكرامة هو اسهل شيئ في انتظارك لذلك عندما طلبوا منا ان نتبعهم بدات اخاف بشكل جدي لكنهم توقفوا في الطريق والتحق بهم مختار وحاول ان يقنع رئيسهم باننا لم نرتكب اية مخالفة وانهم اذا كانوا يريدون أي شيء فنحن مستعدون للتعامل معهم التفت اليه رئيسهم وقلب الاوراق وقال له كم عندك قال له عندي الف اوكونزا.

الف قليلة نحن كثير من الاشخاص اركب سيارتك سوف نناقش الموضوع عند مقر الشرطة. قال له شيف ساعدنا من فضلك ليس لدينا شيئ سامحنا... وبعد الكثير من التوسل والمشي تارة والوقوف اخرى اخذ منه الالف واعطاه الاوراق لتنتهي حلقة جديدة من حلقات افريقيا السحيقة.

لاحقا وانا استعيد بعض تفاصيل تلك المناوشات اكتشفت انني بدات اخيرا اخذ طريق "المقاتلين" وادخل في مغامرات لم اكن في السابق اتوقع ان ادخلها لكن يبدو ان بؤس هذه الارض وصعوبتها تفرض على كل من جاء هنا ان يكون "مقاتلا" حتى ولو لم يكن من فصيلة "المقاتلين" الاصيلة.

شعرت بانني في اجواء افريقيا الحقيقة.

اليوم عندما كنت راجعا من محل العمل سلكت طريقا اخر مختلفا عن الطريق الذي كنت اسلكه في الايام الماضية وعندما وصلت الى قرب المنزل لمحت سيارة الشرطة وبمجرد ان راوني طلبوا مني التوقف فتجاهلت اشارتهم واوهمتهم انني لم ارهم وفررت بسرعة اريد ان ادخل السيارة في المنزل قبل ان يلتحقوا بي لكن يبدو ان هذا هو ما كانوا يبحثون عنه بالضبط في هذه الامسية الكئيبة..

عرفوا انني اهرب عنهم فقز منهم اثنان يحملان السلاح واسرعوا نحوي حتى اجبروني على التوقف تحت تهديد السلاح.

يا الله هنانذا في مازق بدا قلبي يتحرك بسرعة كانه يريد ان يسبقني للمنزل.

قال لي احدهم اوراقك واوراق السيارة..

نظرت اليه بدون ان انبس ببنت شفة. .

قال لي احمد قل لهم قلهم لم ار اشارتكم

فصمت لفترة ثم قلت له "شيف" اسمح لي لم ار اشارتك.

يبدو انني لست في نزهة في موريتانيا الاعماق1

كنت اظن انني من خلال تلك المناوشات الصغيرة قد فهمت قصتهم واخذت منهم مناعة مضادة لكن في الواقع ان الرعب الذي اصابني اليوم لم يصبني ابدا في السابق فقد ظننت انهم سوف يطلقون علينا النار مثل ما يفعلون عندما يفر منهم أي شخص. كان كبيرهم غاضبا جدا نزل الي بنفسه وانتزع مني الوريقات وشتمني بمختلف الشتائم لا قدس الله روحه وانشال عنا راجعا وانطلق بسيارته.

كان علينا ان نتبعهم بالسيارة لكنني فضلت ان اهرول وراءهم على قدمي لا اريد ان ابتعد بعيدا عن المنزل. بعد ان قطعوا حوالي مائة متر توقفوا في انتظاري. قال لي كبيرهم تفضل تكلم... وبعد نقاش طويل استطعت اقناعه بتردد على ان ادفع له حوالي عشرة دولارات ليفرج لي عن وثائقي.

قلت له هل يمكن أن نكون اصدقاء في المستقبل أن تعطيني رقم هاتفك لارسل لك رصيد لهاتفك واتصل بك عندما تكون عندي مشكلة قال لي ليس لدي رقم ..

عندما رجعت قال لي احمد لا تهتم بالموضوع هذه نهاية السنة والبوليس لابد لهم من دولارات يسكرون بها في اعيادهم القادمة ما عليك الا الصبر.

قلت له لا اريد احدا ان يتكلم في الموضوع ادفنوا هذه القصة انا من عادتي لا اريد كثرت الاخبار. . .



عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا