من حبيب الله بن الهريم مهندس زراعي
إلى
السيد وزير التنمية الريفية،
بعد ما يليق بالمقام من أفضل عبارات التحية و التقدير، لقد علمت هذه الأيام أن الإعداد متقدم لانطلاق حملة لزراعة القمح في مناطق الزراعة المروية في البلد فانتابني ميل إلى الصمت على التحفظات لكن وخز الضمير غدا يؤنبني حتى أرغمني على الكلام بل الكتابة
السيد الوزير، لا شك أن غلاء ثمن القمح عالميا يجعل نجاح هذه الحملة إنجازا وطنيا رائدا يستحق القائمون عليه كل تكريم و تبجيل و قد يعتبر مسوغا للمغامرة
إن القائمين على تحضير هذه الحملة زملاء محترمون أعرفهم جيدا و يعرفونني كذلك و لا أخال أن أي أحد يستطيع التشكيك في كفاءة أي منهم ولكن مسايرة أفكار السيد أيا كان أمست عادة سائدة في هذا البلد و قد تدفع بعض الفنيين إلى التسرع في التنفيذ عكس قناعاتهم بيد أن المثل يقول : إن أخاك الحق من صدقك لا من صدقك ( بفتح الدال الأولى مخففة و تشديد الثانية)
كما أن بعض الساسة و بعض الإعلاميين قد يتجرؤون على الخوض في أمور فنية معقدة لا يدركون كنهها وقد يسمح بعضهم لنفسه بإطلاق أحكام غير مؤسسة
السيد الوزير إنني أعرف و أعترف بأن وتيرة الأبحاث متسارعة و عليه فقد يكون الباحثون قد استنبطوا أصنافا تتحمل درجات الحرارة السائدة في مناطق الزراعة المروية عندنا خلافا لما كان سائدا إلى وقت غير بعيد و على كل، إذا كانت هذه الأصناف موجودة في بلد ما –كما تشير إليه بعض المواقع الألكترونية - فيلزم إخضاعها لتجارب متعددة المواقع و مواعيد بذر متفاوتة حتى نتأكد من ثبات خصائصها النباتية و جودتها الإنتاجية و التصنيعية و نحدد احتياجاتها من الماء و التسميد فضلا عن معرفة درجة ملاءمتها للظروف المناخية السائدة في كل منطقة زراعية على حدة قبل تعميمها,
لذا أقترح أن تكون هذه الحملة حملة تجريبية لاختبار كل الأصناف المقترحة و في أماكن متعددة (اختبارات في الحقل ) هذا مع تقدير الجدوائية الإقتصادية لزراعة كل صنف يجتاز مراحل الإختبارات المذكورة أعلاه و ذلك قبل تعميمه على المزارعين
و بالله التوفيق