هناك أشياء كثيرة يدّعي بعض الأشخاص « رؤيتها » دون أن تكون موجودة. وربما تراءى لهم انهم يشاهدون « أشباحا » أوكائنات غريبة. ويدّعي بعض الأطفال، أحيانا، « رؤية » أشياء لم يرها أحد غيرهم.
هذه « الرؤى » قد تكون من قبيل الخيال أو أحلام اليقظة، وأحيانا تكون من قبيل « خداع النظر ».
يختلف خداع النظر عن « الهلوسة ». فعندما يقع « خداع النظر » يكون هناك بالفعل شيء يحرّض العين او الحواس. ويمكن التأكد منه لأن الآخرين يمكن ان يشاهدوه.
« فالسراب »، مثلا، نوع من خداع النظر.وأهم ما يميزه هو وجود شيء أو مظهر طبيعي يسبِّهه ويجعل الإنسان يتصور أنه رآه.
لكن، في حالة الهلوسة فإن الشخص « يرى » ما ليس موجودا، أي لا يكون هناك ما يقع تحت الحواس او يحرِّضها. المحرِّض يكون قائما في داخل الشخص نفسه، او في خياله.
للهلوسة أشكال متنوعة تتصل بمختلف الحواس وأكثرها شيوعا يتصل بالسمع. يتخيل الشخص انه يسمع أصواتا، كالتمتمة او الضحك أو البكاء او قرع الأجراس او العزف الموسيقى وربما طلقات الرصاص ! الشكل الثاني من الهلوسة يتصل بحاسة البصر.
فيتخيل الإنسان المهلوس انه يرى أشخاصا غير موجودين، أو حيوانات، أو أشياء، ويمكن ان يحسب أنه يرى مشهدا كاملا يجري أمامه.
وفي بعض الأحيان يخيل للمهلوس أنه يرى أشياء غريبة رهيبة، او كائنات من غير هذا العالم ترعبه. وهناك حالات من الهلوسة تتعلق بالمذاق والشم فيتصور الشخص انه يتذوق طعما او يشم رائحة، أو يحس بشيء على جلده.
للهلوسة أسباب عديدة. من أهمها حالات الاضطراب والقلق الشديد أو الخوف من شيء ما. فإذا أثير شخص ما إلى درجة فقد معها زمام نفسه وصار في حالة غضب شديد أو رعب شديد فقد تصيبه الهلوسة.
والخلاصة ان الأشخاص الذين تحدث لهم الهلوسة يكونون عادة في حالة هياج شديد او خوف او توقع. بعض المخدرات تسبب الهلوسة. الكوكايين مثلا، يسبب هلوسة تجعل الشخص يحس بحشرات تزحف على جلده.
من كتاب : الموسوعة العلمية المبسطة