مجلس الوزراء : تعيينات في عدة قطاعات "بيان" :|: وزيرالمالية يستعرض الوضعية الاقتصادية لموريتانيا :|: صندوق النقد : الاقتصاد الموريتاني سيسجل نموا بـ 5.1 % :|: الناطق الرسمي :حدودنا مع مالي مضطربة :|: مجلس الوزراء : تعيينان بوزارة الثقافة :|: نواذيبو : الدرك يوقف نحو 20 شخصا ويحتجز نحو 12 كلغ من الكوكاكيين :|: وزيرة : معدل تمدرس البنات وصل 85 % :|: مراجعة الحصة السنوية من برامج مؤسسة التنمية مع البنك الدولي :|: ولد غدة يرفض الإعتذار مقابل طي الملف :|: وزيريعلن جاهزية مطارسيلبابي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

من يوميات طالب في الغربة(23) : تعلمت في مدرسة الحياة...

mercredi 1er septembre 2010


كنت أيضا حريصا على التعرف على الزملاء الموريتانيين وشغوفا باكتشاف تخصصاتهم وهواياتهم بل وقد أتعرف على مساكن البعض منهم وأزورههم مجاملة.ولكن الغريب في الأمر أنني رغم كثرة أصدقائي الموريتانيين فقد كان لدى أيضا صداقات كثيرة مع زملاء تونسيين ومن جنسيات أخرى استفدت منها كثيرا.

وطبعا تواصلت أيام المسرات القليلة واكتشاف الوطن الجديد يوما بعد آخر ليس فقط من خلال الأماكن وإنما في العادات والتقاليد أيضا. وهكذا فقد كانت هنالك محطات بارزة في هذا الخصوص أذكر منها كيف كنانقضي عطلة نهاية الأسبوع(بعدما جاءت المنحة) حيث يجتمع الزملاء في منزل به كل الحاجيات الضرورية ويقسمون بينهم مهامه من طبخ وكناسة وغسيل الأواني والتسوق والطبخ واعداد الشاي.

كنا رغم التعب نشعر بمتعة لاتوصف ونحن نعيش هذه الأجواء الحميمية حيث يشعر كل منا بأن أخاه يقف إلى جانبه في السراء والضراء بعدما بعدت لشقت والأهل.عادة كانت تدور أحاديث شيقة على المائدة خاصة في أوقات السمر حيث نتبادل الأخبارحول الوطن وهمومه والحياة اليومية للطالب في تونس ونعرج على الشعر ولغن والقصص الموريتانية وغيرها من فنون تساعد على اكساب السهرات رونقا أجمل.

ورغم أن عطلة نهاية الاسبوع قصيرة إلا أنني أذكر أنني كلما قضيتها مع زملائي الموريتانيين الطيبين الذين استقبلوني(اقرا الحلقات الأولى) أجد متعة وأجدد همتي ونشاطي طيلة أسبوع. وتطول مثل هذه الأيام الجميلة وتحلولي أكثر عندما تجمعنا عادة عطلتا الشتاء والربيع (دجمبر ومارس هنا) ومدة كل منها 15 يوما.

من اللحظات التي لاتنسى أيضا في أيام المسرات تلك أوقات التسوق بعد توزيع المنحة واللحظات التي نسرقها بعيدا عن المشاكل في المقاهي وفي دور السينما للترويح عن النفس من رتابة المنزل وصعوبات الدراسة طيلة الأسبوعين الأولين بعد توزيع المنحة.

أذكرايضا أنني مررت بأوقات جميلة كثيرة أخرى مع زملائي ذلك العام خاصة منها أيام الأعياد الدينية كالفطروالأضحى وعيد المولد النبوي الشريف وكان هذا العام عام يمن وسعادة كبيرة حيث كانت لدي السيولة النقدية دائما ولم تتأخر المنحة الا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ناهيك عن كون التكاليف كانت زهيدة في المسكن والغذاء بفعل رمزيتها في المسكن الجامعي عكس ما حدث معي في اعوام لاحقة(سنروي الحكاية في وقتها) إن شاء الله.

لقد دساعدني سكني واختلاطي مع زملائي التونسيين على التعرف على لهجتهم بصورة جيدة وهو ماسهل علي التعامل معهم وجعلهم يحبونني أكثر- على الرغم من أن بعض زملائي الموريتانيين منهم من قضى أكثر من 10 سنين ثمة ولم يستطع أن يعرف من اللهجة الا كلمات بسيطة في المعاملة العادية.وقد عرفت سر ذلك وهو أن الموريتانيين عندما يأتون الى بلد يحاولون أن ينقلوا إليه عاداتهم (لباس ، مسكن ، لغة ، تعامل ) وهذا مايجعلهم لايندمجون أبدا في الواقع الجديد للبلد المزور ويستفيدون من تجارب شعبه ويتعرفون على ثقافته وعاداته.

اكتسبت من الاختلاط بزملائي التونسيين شخصيا عادات كثيرة راقية منها النظام وكره النفاق والتدخل فيما لايعنيني ودقة المواعيد واحترام الصف والآخرين على اعتبار ان الاحترام متبادل، بالاضافة الى حب الدراسة ونبذ الاتكاليثة وحب العمل واتقانه والحرص على الأناقة في اللباس والمظهر.

وفيما يخص العادات العامة اكتشفت حب العمل الخيري والعطف على المعوقين واحترام الجار وترتيب مواعيد الزيارات حتى للأصدقاء والإخوة الأقربين ومراعاة المناسبات العائلية والعطف والحنان على الأطفال خاصة وتقدير المدنية على اعتبار انخها ثقافة ووعي وسلوك حضاري وفن المعاملة المدنية الراقية(المجاملة والتلطف)وهي أمور منعدمة هنا بفعل طغيان سمة البداوة على الأخلاق والتعلاملات.

تعلمت أيضا الفرق بين المدينة والبادية وطبيعة التعامل مع المخترعات الحديثة وسلوك المدنية من وسائل نقل ومواعيد ادارات واحترام للعمل وتوقيته والحرص على النظام والترتيب وان الملك العمومي تجب صيانته بمافيه نظافة الشارع.تعلمت أيضا أنواع الماكولات والمشروبات والهدايا ومناسباتها .

في باب الدراسة تعلمت معنى العلم وقيمة المدرس والمؤسسة التربوية والادارة فيها وأدركت جيدا أن التعليم عملية شاقة تحتاج تضافر جهود كل لأاطرافيهابدء بالطالب مرورابالمدرس وانتهاء ببواب المؤسسة وان الأمم لاتبنى الا بالعلم والأخلاق وبالاعتماد على خيرة كوادرها .

تعلمت كيف يكون التواضع حين يجلس أستاذ دوخ جامعات العالم في فنه بكل أدب وتواضع ليشرح لطالبه بعض المسائل فاتته أثناء الدرس أو كان غائبا عنها أو لينبهه بلباقة على أشياء تهمه في مستقبله الدراسي.تعلمت ان الحياة السعيدة هي التي يسودها الاحترام للجميع ومن قبل الجميع مع التعاون والتآخي وابعاد كل عوامل التفرقة من أنانية وحسد ونفاق ورياء وتكبر.

تعلمت أن للمدينة محيطها وطريقة السكن والعمل والعيش فيها وللريف أيضا خصائصه المناسبة في كل ذلك عكس ماتربيت عليه هنا وهوأنه لافرق بين المدينة والريف تقريبا.

تعلمت معنى الجماعة والاتحاد ومعنى الغربة أيضا ومعاني أخرى كثيرة...لكن بالمقابل كنت مثل الفلاح الذي يزرع أرضه عاما وهو صابر ليجني غلتها وقت الحصاد. وقد كان حصاد العام الاول في مدرسة الحياة هذه وافرالمحصول : فمثلا تسنت لي الفرصة لأتعرف على بعض العادات المرتبطة بأشياء كثيرة في تونس وبما اننا في شهر رمضان فسنبدأ ببعض تلك العادات وكيف كان أول رمضان لطالب الغربة؟

للتعليق:ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا