موريتانيا تشارك في اجتماع G7 :|: الأمم المتحدة : نلتزم بدعم التنمية في موريتانيا :|: اعتماد 56 بحثا للتنافس على جوائز شنقيط :|: لص يعيد المسروقات لأصحابها بعد 30 عاما !! :|: اجتماع اللجنة الوطنية للمنح :|: ولد غده يستنكر الإحالة لمحكمة الجنح :|: ترشيح سفير جديد للاتحاد الأوروبي للعمل في موريتانيا :|: أبرز ملفات زيارة الرئيس السنيغالي :|: نص مقابلة السفير الموريتاني بالسنيغال :|: وزير : تكلفة الكهرباء تبلغ 7 أضعاف ما يدفعه الصينيون :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

حتى لا يُؤكل الثور الأسود/ الخليل النحوي

vendredi 10 avril 2009


للمثقفين أن يدقوا ناقوس الخطر، وهم يتملـّوْنَ المشاهد المصورة الحية للمعاملة الخشنة التي حُظي بها المنافحون عن الديمقراطية في محاولاتهم الأخيرة، ومحاولات سبقتها، للتعبير بغضب راشد وتصميم حليم، عن موقفهم مما يجري في وطنهم..

ألم يكن من الأولى، وقد وقع ما وقع، أن تعتذر سلطات الأمر الواقع إلى النواب والشيوخ والنقابيين والقادة السياسيين ومناضلي حقوق الإنسان وسائر المواطنين الذين خرجوا للتعبير عن موقفهم بهدوء وانضباط، تماما كما اعتذرت آنفا عن معاملة مماثلة، أو أهون، للصحفيين.

ما يثير القلق أكثر من الحدث ذاته، ومن عدم الاعتذار عنه، هو أن توصف تلك المعاملة بـ"الرفق" و"المرونة" !!، وكأن القنابل والعصي والسياط ما هي إلا ضغث سيدنا أيوب عليه السلام يضرب به لكيلا يحنث. وكأنها باب من أبواب الضرب بالمسواك ونحوه ! فيم يفكر القوم إذن، و"ما هو حد الزهد عندكم يا أهل بلخ"؟ !

للمتشائمين أن يدقوا ناقوس الخطر، وهم يلاحظون أن بلدنا يشكل بما يجري فيه حالة استثنائية، من الصعب أن يقنع أي أحد منا نفسه بأنها حالة سبق وتميز، أو بأننا فيها على صواب وكل من سوانا على خطأ.

ففي أي بلدان العالم اليوم، يعامل رئيس برلمان منتخب بالصورة التي عومل بها الرئيس مسعود في تعبيره السلمي عن موقفه؟

وفي أي بلدان العالم اليوم، يضمخ برلمانيون منتخبون وشاحهم الأخضر الذهبي بـ "عطر" الـ سي إس أو الـ سي إن (لست أدري)؟

وفي أي بلدان العالم اليوم يضيف المنتـَخبون رمزا آخر إلى رموز تميزهم عن غيرهم، رمزا قد يكون قناعا مبللا يتنازعه الأنف والعينان، وقد يكون لفافة كثيفة يضمد بها نائب جراحا بذراعه؟

وفي أي بلدان العالم، تستثير قبعة (لا خوذة) سطوة المصارعين، كما استفزت بعض رجالنا قبعة بوبكر بن مسعود؟

وفي أي بلدان العالم اليوم، يعتبر الضرب والركل والقصف بالقنابل الخانقة المدمعة، وما ينتج عنها من جراح وحالات إغماء، معاملة مرنة ورفيقة؟

وفي أي بلدان العالم اليوم، تطلع صورة رئيس جمهورية، حديث عهد بانتخاب، من غلالة الدخان الكثيف؟

رغم مشروعية القلق الذي تثيره هذه التساؤلات، ورغم أحداث أخرى لا تحمل على التفاؤل (المواجهة الأخيرة مع الطلاب، وفاة الشيخان بن سيدنا ـ رحمه الله ـ في السجن)، أميل شخصيا إلى أن أقرأ رسالة أخرى في تلك الصور الحية التي تتحرك، لتأخذ لها مكانا مكينا في ذاكرة التاريخ، في قلوب أطفال سيكبرون ونساء سينجبن.. رسالة أقرأ فيها بشائر موريتانيا جديدة، تتـَخلـّق من دمع ودخان وجراح، من ألم وأمل وعمل، من عزم ورشد وحلم وتصميم..

....

أن ينزل جمع غفير من المواطنين إلى الشارع علنا ولأول مرة، ليقولوا : لا للسطو المسلح على السلطة، بدون سلطان مبين.. لا للتسرع في تصفية الحسابات بقوة السلاح..

أن يتقدم المتظاهرين رئيس برلمان، سلاحه عمامة سوداء ووشاح بلون العلم، وأصوات ناخبين، وشرعية دستورية، ووجهة نظر غير مسلحة..

أ
ن يطلع في سماء موريتانيا قوس قزح جديد، يتعانق فيه الأخضر والأصفر والرمادي الداكن، حين يدثر الدخان أوشحة طائفة من المنتخبين..

أن يغرد بعض فنانينا "خارج السرب"..

أن تقرر نساؤنا التعبير سلما واحتشاما عن موقف سياسي، وهن يعلمن سلفا أنهن قد لا يجدن في طريقهن من البخور إلا الغاز الـخانق، وأننا قد لا نجد لهن في مخزوننا من المروءات، هذه المرة، ولا في محفوظاتنا من رقائق الغزل، إلا الكهر والنهر والضرب بالعصي والسياط، وأنهن قد لا يسمعن فيمن يعترضون سبيلهن داعيا يدعو : يا أنجشة، رفقا بالقوارير...

أن ينشق جيب الدخان عن زغردة، وعن صورة رئيس جمهورية يرفعها مواطنون لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا..

أن تنبعث شرارة الثورة والتمرد من تحت رماد العيش الطويل في ظل السلطة، والتقدم في العمر، والوهن في العظم..

أن يقول رجال شرفاء (يحي بن أحمد الواقف، ديدي بن بيه، المصطفى بن حمود، أحمد بن خطري، إسلم بن خطري، وآخرون خارج الأسوار) : السجن أحب إلي مما يدعونني إليه..

أن يسبح رجال شرفاء آخرون ضد تيار جارف من ترغيب السلطة وترهيبها ومن ضغوط القبيلة والمجتمع المحلي والمصالح الآنية..

أ
ن يتنافس رجال ونساء، أفراد وأحزاب، في الدفاع عن سلطة تم إقصاؤهم منها بالأمس القريب، أو كانوا ضدها أصلا، لا لشيء إلا لإيمانهم بأنهم ينتمون إلى وطن، لا إلى كرسي..

أن يرفض رجال ونساء كثيرون مقايضة الموقف بكرسي أو لقب، بدينار أو درهم، بقطيفة أو خميصة..

أن تضحي سيدة مجتمع، راضية، بلقب "وزيرة" لتصبح مجرد "ربة بيت"، بشهادة جواز السفر..

أن تعرض الوظائف السامية على سيدة فاضلة أخرى، فتتعفف عنها، لتسمعنا من جديد صوت ميسون، وهي تنشد من وراء القرون :

للبس عباءة وتقر عيني

أحب إلي من لبس الشفوف

وبيت تخفق الأرواح فيه

أحب إلي من قصر منيف..

أن يقع هذا وذاك في حيز زمني وجيز وكثيف، ما عساه أن يكون إن لم يكن إرهاصا بميلاد "موريتانيا جديدة"، موريتانيا يفتش أبناؤها في أعماق ضمائرهم عن صُبابة من كرامة وعزة وإباء ليقاوموا بها النوازع الغريزية التي تدفع الإنسان أي إنسان إلى أن يفضل العطر والبخور على الدخان الخانق، والبساط الأحمر على سرير الحالات المستعجلة، والمنزل الفخم على الزنزانة، والمكتب المكيف على المنفى، واليد الناعمة الممدودة بالتجلة والإكرام على السوط والهراوة..

موريتانيا الأعماق التي حلم بها كثيرون من قبل، وكأنما كانوا يطاردون خيط دخان..

كانت في أربعينيات القرن الماضي حلم الزعيم "حرمه بابانا" وهو يتحدى سلطات "الاستعمار" في عقر دارها، وكانت من بعده حلم حركة الشباب في الخمسينيات، وحركة الانعتاق الاجتماعي في نهاية السبعينيات، وسائر الحركات الشبابية السرية التي تأبطت مُثـُلها المتنوعة في أواخر الستينيات وفي عقدي السبعينيات والثمانينيات.. اختلفت في الرؤى والتوجهات، واتحدت في صدق النية وبراءة الحلم بموريتانيا جديدة..

موريتانيا التي حلم بها، في السنين الخالية، أفراد لا يتوكؤون على سلاح، غير عَزْمةِ إيمان أو كلمة حق.. منهم أعيان وشيوخ وأئمة من فئةٍ العهدُ بها أنها لا "تواجه" ولا "تخاطر" : الإمام بداه بن البوصيري على المنبر، وفي تأبـِّيه على السلطة؛ الزعيم الحضرمي بن خطري والشيخ محمد الحسن الددو من وراء القضبان، كل عن جيله ومن موقعه؛ الشيخ محمد النحوي، وهو يمسك بيد رئيس دولة ليفرض عليه هامشا من احترام الناس.. آخرون من دونهم الله يعلمهم...

موريتانيا الأعماق التي عبرت عن نفسها في حالات نادرة سابقة من رفض المناصب العليا، وحالات نادرة أخر من استقالة المسئولين لأسباب مبدئية (دافا بكاري، محمد الأمين بن الناتي، وآخرين...)

موريتانيا الأعماق التي حاولت أن تشتق طريقا جديدا نحو التعددية السياسية، حين شهدت مولد أول جبهة معارضة مأذونة (الجبهة الديمقراطية الموحدة للتغيير)، ما لبثت أن أنجبت أكبر حزب معارض (اتحاد القوى الديمقراطية) ومجموعة أخرى من الأحزاب العصية على التدجين..

موريتانيا الأعماق التي عرفت كيف تستثمر، منذ العقد الماضي، هوامش الحرية المتاحة لتحقق ثورة إعلامية غير مسبوقة، راياتـُها صحف حرة ذات موقف، ومواقع ألكترونية ذات جرأة.

...

تلك هي موريتانيا التي تتخلق اليوم كما لم تتخلق أبدا.. موريتانيا الجديدة التي تولد في كل أبنائها، وتولد بشكل أخص في أبنائها الذين يتحملون عن إخوتهم آلام المخاض، مبيتا على الطوى، وقبضا على الجمر، واجتياحا لحواجز الخوف، وتحديا لإغراء المتعة العابرة، وإحجاما راشدا عن الشغب والثأر والانتقام، رغم كل ما قيل وكل ما فـُعل.

تلك هي موريتانيا الجديدة، الأيام بها حبلى، والمخاض مخاضها.

لكن، هل يدرك الإخوة الجالسون على الكراسي، وهم ينظرون إلى إخوتهم من وراء حجاب من دخان وعصي وسياط واتهامات معلبة أنهم يتحكمون أكثر من غيرهم في صيرورة هذا المخاض؟

هل يدركون أن "القابضين على الجمر" يرسلون إليهم رسالة ود وتضامن، تقول لهم : نحن معكم لو تعلمون !

نحن معكم ومع الوطن، لأن الوشاح البرلماني المضمخ بالدخان والمؤطر بالسياط والهراوات هو، بالضرورة، وشاح كل منكم..

نحن معكم لأننا لا نريد أن تترسخ "سنة" مصادرة خيارات الشعب بقرار أحادي مسلح..

لأننا نعي جيدا أن السطو بالسلاح على أي خيار من خيارات الشعب هو سطو مسلح على كل خيارات الشعب، فالذين لا يجدون غضاضة في السطو بالسلاح على خيار شعب بشأن رئيس جمهورية لا يملكون أن يعصموا خيارات الشعب بشأن شيخ أو نائب أو عمدة من أي سطو مسلح آخر. والذين يسترخصون أصوات مئات الآلاف لا تمنحهم عمليات القسمة والجمع ولا عمليات الضرب والطرح الحق في التعزز والاستقواء بأصوات الآلاف أو عشرات الآلاف، ولا يستطيعون ـ منطقيا على الأقل ـ الاعتراض على امتهان هذه الأصوات والقفز عليها، رغم ما لها من حرمة مؤكدة.

نحن معكم، لأننا لا نريد للخلاف في الرأي أن ينقلب إلى خصومات وحزازات شخصية، أهون أسلحتها التشهير والنبز بالألقاب وتلفيق التهم، ولأننا مع موريتانيا جديدة، يقول فيها الأخ لأخيه : قد أختلف معك في الرأي ولكني سأقف معك بصدق من أجل أن تقول رأيك بحرية.. قد أختلف معك في الموقف والموقع ولكن لك رحما سأبلها ببلالها..

نحن معكم، ومع الوطن، لأننا لا نريد أن يتوهم العالم أن برلمانيينا عاجزون أو قـُصّر، لا يستطيعون أن يسيروا خلافاتهم فيما بينهم، أو فيما بينهم وبين السلطة، إن هي وقعت، إلا متوكئين على رشاش أو مدفع ثقيل.

لا نريد أن يكون السيف المصلت المسلط على الرقاب حكما بين الأخ وأخيه، إذا اختلفا في الرأي..

لا نريد أن تكونوا أنتم ولا غيركم غدا أو بعد غد ضحايا العنف الذي يلد العنف..

لا نريد للرمال الناعمة ولا للسهول الخصيبة ولا للجبال الراسيات في بلادنا أن تكون مراتع للعنف والعنف المضاد ..

نحن معكم ومع الوطن، لأننا لا نريد أن نشارك في هدم قواعد الانضباط التي يقوم عليها كل جيش وتقوم عليها كل إدارة سليمة وكل تنظيم سوي، بل لا قوام بدونها لحياة اجتماعية على هذه الأرض..

لا نريد أن يستمرئ الناس اهتضام المؤسسات، فلئن استمرؤوها اليوم في حق مؤسسة أو جزء من مؤسسة فمن يضمن أن لا يستمرئوها غدا في حق مؤسسة أخرى أو جزء مؤسسة آخر..

لا نريد أن نضيع على بلدنا المزيد من الفرص السانحة للبناء والاستثمار وتحسين ظروف الناس، ولم شملهم على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض..

نحن معكم، بل ومع الحاكمين، ولو من حيث لا يتوقعون، لأننا لا نريد لمن مارس العنف، وبحث له عن مسوغات، أن يكون هو نفسه ضحية لعنف، يحصد به ما زرع، أيا كانت المسوغات ..

لا نريد أن تستشري فينا آفة الحكم التي تحدث عنها الخليفة الراشد رضي الله عنه حين قال : "إن آفة هذه الأمة عيابون طعانون، يظهرون لكم ما تحبون، ويسرون ما تكرهون، طغام مثل النعام، يتبعون أول نـاعق".. أليس الحاكمون أول ضحايا تلك الآفة؟

....

لقد أفرطنا في التفاؤل يوم حسبنا وحسب العالم معنا أن موريتانيا جديدة قد ولدت في انتخابات مارس 2007. ثم لم نلبث أن أدركنا أن المخاض انتهى بإجهاض، أو أن المولودة وئدت، وهي بعدُ في المهد...

اليوم وبشكل آخر، تعيش موريتانيا من جديد حالة مخاض..

للمخاض مخاطره، فقد ينتهي بولادة مباركة ميسرة، وذلك ما نرجوه. وقد ينتهي بولادة قيصرية عصية. وقد يعصف بحياة الوالدة والجنين، لا سمح الله.. ولكل ذي ضمير حي دور يستطيع أداءه من أجل أن يكون مخاض موريتانيا الجديدة يسيرا غير عسير..

ربما كان أخي المصطفى عتيق قد استشعر تلك المخاطر عندما عمم على أصدقائه قصة الضفدعة التي كانت تسبح مطمئنة في ماء في قدر.. أُضرمت النار تحت القدر، فارتفعت الحرارة شيئا قليلا.. شعرت الضفدعة بدفء الماء فاستطابت السبح فيه أكثر من ذي قبل.. ارتفعت الحرارة أيضا، لكن الضفدعة اعتبرت أنها مما يمكن تحمله، وألا داعي للقلق.. ارتفعت الحرارة أكثر فأكثر. وحين تيقنت الضفدعة أنها أخطأت التقدير، كانت قواها قد خارت، ولم يعد باستطاعتها أن تقفز، كما تحسن أن تفعل، لتنجو بجلدها من الهلاك.

لا .. لا ينبغي لأحد أن ينتظر غليان الماء في القدر.. لا ينبغي لأحد، كائنا من كان، أن يقلد الضفدعة السابحة الحالمة.. وهل أشبه بالماء الدافئ في القدر من كرسي هزاز يغري بالاسترخاء ويوحي بأن كل شيء على ما يرام، وأن الحرارة التي ترتفع شيئا قليلا هي من تدبير فئة قليلة من المشاغبين، لا عدة لها ولا عدد، ولا خطر ! لقد اغتر بها من اغتر قبل آلاف السنين حين قال : إن هؤلاء لشرذمة قليلون، وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حذرون.

...

لقد ذاق عسيلة السلطة المغتصبة من ذاقها، وحلب أشطر المساندة والمشايعة، وعجم عود الممانعة الديمقراطية. وما زال في الوقت، رغم كل ما تقدم، فسحة للفـَيْأة : فسحة ٌ لوقفة شجاعة، ترد فيها المظلمة، ويعاد بها الأمر إلى نصابه، سلما ليسلم الجميع، ثم يتواضع الفرقاء على أن يكونوا شركاء في موقف قوام ومسار جامع.. فهل نحسن استثمار الوقت المتاح؟

هل من سبيل إلى كلمة سواء، حتى لا نهدر المزيد من ضنائن أموالنا ونفائس أوقاتنا وجهودنا في الانتخاب بعد الانتخاب والحملة التوضيحية بعد الحملة و"التصحيح" وتصحيح "التصحيح"..

حتى لا نقحم جنودنا ورجال أمننا الذين ندخرهم للملمات في مواجهة مضنية مع إخوتهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم..

حتى لا يأتينا غدا أو بعد غد من يعقد اجتماعا مغلقا مع نفسه، ثم يطلع على الناس ليقول لهم : أنا ربكم الأعلى.. أنا بداية التاريخ وأنا نهايته.. أنا أو الطوفان..

حتى لا يكون بلدنا بلد ثارات، يبعث فيه بعض أبنائه، من حيث لا يدرون ولا يريدون، أيام بعاث والبسوس وداحس والغبراء..

وحتى لا يؤكل الثور الأسود كما أُكل الثور الأبيض..

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا