رئيس "جي بي مورغان" لا يستبعد وصول سعر النفط إلى 150 دولارا للبرميل :|: نتائج انتخاب مناديب عمال شركة سنيم :|: تعهدات غزواني في رسالة ترشحه للمأمو رية 2 :|: بيرام يعلن ترشحه للرئاسيات المقبلة :|: ملتقى للمصادقة على تقرير رابع أهداف التنمية المستدامة :|: انواكشوط : مباحثات بين موريتانيا وليبيا :|: انواكشوط : تفريق وقفة للأطباء المقيمين :|: توزيع جوائز النسخة الرابعة من مسابقة "حفظ المتون الفقهية" :|: HAPA تشارك في المؤتمرالدولي لضبط منصات التواصل العالمية :|: توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
رأي حر/ نحن والسنغال.. المقارنة غير المنصفة/ المختار ولد خيه
 
 
 
 

حوار أبو المعالي وأبو العباس هل هو استرداد لبعض ما فات أو مقدمات لما هو آت و خاف بين المدرستين ؟ !...

samedi 6 février 2010


د محمد المختار دية الشنقيطي .

ملاحظات منهجية :

كان الحوار في أهدافه ومراميه حوار طرشان بين مدرستين فكريتين , ما بينهما من خلاف في الأهداف والقيم , أكثر من مابينهما من وشائج القربي في العمل السياسي وآلياته , كما كان حوار عتاب بين مسافرين في عالم السياسة جمعت بينهما تقلبات السياسة ودورة الحكم بسفر قصير في المعارضة كلت عزائمه في دكار , وانحلت رفقته في أول لقاء جمع بين الفقيه الشاب محمد الحسن ولد الددو والجنرال محمد ولد عبد العزيز وقبل أن يصبح رئيسا للدولة - وبالمناسبة فإن الفقيه الددو ليس من إنتاج الحركة الإسلامية , وإنما هو من إنتاج المحظرة العالمة في أم القرى محظرة "آل عدود" والتي لم تو صنف في يوم من الأيام على أنها من محاظر الحركة الإسلامية , بل إن شيخها الفذ رحمة الله عليه عدود لم يسلم من سهام الإسلاميين في أوقات الانفعال والتشنج ؟ !

وقد استبطن الكاتب أبو العباس في نقده مغادرة الإسلامين (تواصل) لصفوف المعارضة , وتوجسه من تلاق بينهم وبين الجنرال بعد ما أصبح رئسا للجمهورية , وإحساسه الكاتب السياسي بحاجة الطرفين كل منهما للآخر في الزمان السياسي الضاغط والظروف الدولية الفاعلة ؟

وقديما سئل أحد الحكماء : ممن تعلمت الحكمة ؟ قال : من الرجل الضرير !؟ لأنَّه لا يضع قدمه على الأرض إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه ؟

وأوصى أحد الحكماء ابنه بقوله : يا بني إذا أردت أن تصاحب رجلاً فأغضبه فإن أنصفك من نفسه فلا تدع صحبته .. وإلا فاحذره !

وسُئلت إحدى النساء : من تحبين من أولادك ؟ قالت : مريضهم حتى يشفى ، وغائبهم حتى يعود ، وصغيرهم حتى يكبر... ودارسهم حتى يعود.!

وقال أحد الحكماء في فلسفة التصنيف : الإخوان ثلاثة ..أخ كالغذاء تحتاج إليه كل وقت ، وأخ كالدواء تحتاج إليه أحياناً ، وأخ كالداء لا تحتاج إليه أبداً.?

و سئل حكيم : ما الحكمة ؟ فقال : أن تميز بين الذي تعرفه والذي تجهله ؟ !

ومن حكم القول قول الحكيم : قـد يـرى الناس الجرح الـذي في رأسـك لكـنهم لا يشعـرون بالألـم الـذي تعانـيه ؟ !...

,وقال آخر : شكراً للأشواك علمتـني الكثير ؟ ! وقطرة الماء تـثـقب الحجر.. لا بالعنف.. لكن بتواصل السقوط ؟.

لا شك أنه حوار يعبر عن إحساس عالي وعميق بقوة وحدة الفجوة الحاصلة فكريا وسياسيا بين واقع المدرستين , أو الاتجاهين بالعجز عن الإبداع السياسي والفعل الاستراتجي في الحياة السياسية العملية للمدرستين وافتقار هما للمبدعين السياسيين المجددين في العمل السياسي القادر على استقطاب الأنصار واختراق مؤسسات المجتمع , وإقناع الشركاء الدوليين بالقدرة على خلق البدائل القادرة على تبادل المنافع والمصالح , أسس العلاقات الدولية ؟ !

ولا شك كذاك أن المدرستين تتقاطعان اليوم في الكثير من مظاهر التأزم الفكري والشيخوخة السياسية وبالقدر الذي تتقاطعان فيه في آليات : المغالبة , والمدافعة , والكسب , وأصول العمل السياسي في المفهوم الأيدلوجي للحركات العقائدية ؟ !
والسؤال الجدي الذي يفرض نفسه على المتابع في هذا السياق : هل يمتلك الاتجاهان القدرة والشجاعة على ممارسة النقد الذاتي , وهل يعتقدون سياسيا وفكريا أن في ممارساتهم السياسية وأدائهم المجتمعي ما يحتاج إلى النقد والتقويم أم يرونه أداء السياسيا أهدى سبيلا وأقم تحليلا وأطيب عطاء وأزكى قيادة ورؤية ؟ !

تعتبر الحركتان (الإسلامية –الإخوان المسلمون في موريتانيا) و(اليسارية – الكادحون) من أقدم الحركات السياسية المعاصرة في البلد وأكثريهما تأثيرا في حياة الناس : الثقافية , والسياسية , والاجتماعية : بطرحهما وآلياتهما في العمل , والاستقطاب : للقوة الحية في المجتمع : الشباب , النساء , العمال , فئات المجتمع لمهمشة , كما تعتبران أكثر المدارس السياسية في البلد : احتكاكا , وتنافسا في الساحة , وإن فرض عليهم ضغط المؤسسة العسكرية والقبلية الضاغطة : نوعا من البيات الشتوي في الصراع والمنافسة, ما يفتأ يستيقظ متشنجا وحادا في الساحة كأفضل الآليات للكسب والعطاء , وهكذا دواليك ؟

ولدت الحركتان – بمعنى الظهور والتأثير - في المجتمع ولادتان قيصريتان وفي كنف مؤسسات الدولة الرسمية , وفي ظل المؤسسة العسكرية , وبمستويات متفاوتة من الاحتضان والتأثير والاستفادة والاستغلال :(ولد محمد السالك , ولد هيدالة , ولد الطابع , ولد عبد العزيز ) , وبمعنى من معاني : الاحتضان , والتأثير , والاحتياج وحتى الاحتجاج والتسويق محليا ودوليا , وفي سياقات إقليمية ودولية ضاغطة , وتحولات اجتماعية محلية فاعلة , ودواعي سياسية واقتصادية ضاغطة لا مجال معها للاختيار ؟

وقد كانت الحركة اليسارية أسبق في الوجود, والقدرة على اختراق مؤسسات الدولة , والاستفادة منها , وما تلاك آليات التأثير بواسطة منافع الدولة على الأنصار والخصوم , وهي التي ظلت ومن منتصف السبعينيات من القرن الماضي تتسلل وتتموقع وتنتشر في مؤسسات الدولة , مقابل الذبول والانكماش في الساحة السياسية والثقافية , وكان أكبر المستفيد من ذلك الانكماش والذبول هي الحركة الإسلامية في ساحات : الشباب , المرأة النقابات , مما جعل الحركتان في حالة الكسب والتأثير يمثلان : الاتجاه المعاكس , بكل ما يعنيه ذلك من إحساس بالغبن والمنافسة مما جعل الحركتان تعيشان : حربا باردة , وربما ساخنة في أو قات متفاوتة , تحكمها مستويات الكسب في المواسم السياسية التي تطلقها المؤسسة العسكرية القبلية كبالونات امتصاص للغضب الشعبي وسترا لسوأة الفشل المؤسسي للدولة واستراتجياتها - إن كانت لها في الأصل استراتجيات في ظل هيمنة الثقافة العسكوا قبلية ؟ !

لكن المشاهد المعاش : أن الحركتان ظلتا تعيشان على مستوى : الإنتاج الفكري والثقافي على إنتاج غيريهما (الكادحين : على أفكار اليسار العالمي) و (الإسلاميين : على فكر الخوان المسلمين في العالم الإسلامي ) ولا ضير في هذا من حيث التصور الكلي للفكر الحضاري , لكن المأخذ هنا على عجز منهج الحركتين في التربية والتكوين عن إنتاج فكري حي وأفكار فاعلة , وحتى عن إخراج مفكرين سياسيين وحتى فقهاء متميزين بالنسبة للحركة الإسلامية , أحرى إنتاج ثقافة الحداثة ومشروع الدولة , حاجة المجتمع الضاغطة , وموازين الحركة الفاعلة : من مثل : الديمقراطية , حقوق الإنسان , الحرية , ,التنمية الشاملة , وإحلال مؤسسات الدولة محل المؤسسات التقليدية القبلية , فلا يستطيع بحاث مدقق ولا متطفل في الساحة الوطنية أن يخرج دراسات علمية من إنتاج مفكرين أو سياسيين فقهاء من أبناء المدرستين , وهو العجز أو الفشل الذي يضغط على من تسبي المدرستين كلما دعي داع من وعي شعبي , أو تنافس سياسي , يهتدي بمعيار البرامج العلمية العملية التي تروم حلول المشاكل وتلبية الحاجيات , وهذا ما يدركه ويحس به إحساسا فاعلا المنتسبون للمدرستين ويعبرون عنه : بالتشنج والانفعال حين ما توجه لهم سهام النقد أو رسل التساؤلات أو نقد البناء , وهذا الأفق والسياق هو الذي يتنزل فيه حوار الكاتبين المتميزين : أبو المعالي , وأبو العباس ؟ !

حوار الكاتبين والذي بدا فيه أبو العباس وكأنه أكثر قربا من مفهوم الحداثة في نقده المنهجي وتساؤلاته المشروعة , بينما زميله الكاتب والصحفي الشاعر أبو المعالي وكأنه أبعد مسافة من مفهوم الحداثة ومتطلباتها : الرأي والرأي الآخر , وقبول النقد , وتجريد الفعل الإنساني من لبوس القداسة , وقياس القادة بقدر عطائهم لا بمكانتهم ومواقعهم , وبدت نماذج المثلات عنده مهزوزة بالمقاييس السابقة حين ضرب مثلا بمواقف الكتاب الإسلاميين المتضامنة مع : قضيا الحرية , والعدالة , وحقوق الإنسان , وحرية الفكر, والإعلام , مقومات الحداثة , وأظهر مواقف الإسلاميين وكأنها من باب : أسلفني أسلفك ؟ ! وليست مواقف مبدئية عقائدية , مما أعطى وجاهة لنقد أبو العباس للإسلاميين في موقفهم من : الحريات , والعدالة , والديمقراطية وإظهارها وكأنها محطات عبور لا مبادئ وأفكار من صميم مبئادهم وعقيدتهم , وكان بإمكان أبو العباس أن يحاججه بالمثل ليبين له أن من اليساريين من دافع عن الإسلاميين في مواجهتهم مع الأنظمة التي دالت بينهم وبينها مواجهات بعد ما كانت موافقات (ولد بدر الدين على سبيل المقال), لكنه لم يفعل ذلك عن وعي ومحاججة ؟

ما فات على الكاتبين وعلى حد سواء وإن بدرجات مختلفة ومنطلقات متباينة أن الإسلام في مجتمعاته ليس فقط مشروع حزب سياسي أو حركي وإنما هو مشروع قيمي يحتضنه المجتمع كله بشكل من الأشكال , ويعبر المجتمع بكل فئاته ومستوياته عن ذلك وربما بشكل حاد وجدي وفي أو قات التحدي والمواجهة خذ مثلا هذه الأمثلة : بعد ما ظهرت مساوئ المدنية الدنمركية(الصور المسيئة) قدر لسكيرين من بلاد العالم الإسلامي أصولا أن يدخلوا بارا على الحدود النمساوية فيمتنعا عن الشرب لما علما أن الساقي والمسقى ينتميان إلى الدننمرك ؟ !

عاص آخر في كبن هاكن يدخل حانة لشرب فيجد فيها الصور الدنمركية المسيئة فيمتنع عن الشرب بل يتحول إلى منتصر كاسر, يكسر قوارير الخمر ويتفنن في ضرب الرواد فتأتي السلطات البلدية بقرار يمنع ارتياد المسلمين للحانات ؟
وعندنا في موريتانيا وفي مدينة نواذيب باغية تضرب زبونها بأدوات الشاي لأنه سب أحد الدعاة الموريتانيين , وفي أيام المواجهة مع العقيد ولد الطايع رأينا مواقف المواطنين العاديين , بل وحتى المدارس والفقهاء الذين لهم مواقف حادة من الإسلامين كيف وقفوا في وجه سياسات النظام وعبروا عن رفضهم لها لا أنهم يتعاطفون مع الإسلامين , وإنما شعروا أن السياسات التي يمارسها النظام موجهة تتوجها فيه قصد إلى قيم الدين , وإن ظهر الإسلاميون أول الضحايا ؟
ذلك أن من خصائص هذا الدين : أنه يمتلك العقيدة الموافقة للفطرة , والتي تنتج السلوك الدافع إلى الإبداع , والفكر الخلاق المنتج للوعي الإنساني الهادي إلى إدراك قيمة قيم : الحرية , والمسا وات , وحماية حقوق الإنسان , وأسباب اكتشاف خيرات الأرض , وبسطها خيرا للناس كل الناس بغض النظر عن دينهم وعرقهم ولونهم ومستواي تدينهم أو فسوقهم ؟
إن القدرة الذاتية لهذا الدين على تجديد مصادر المعرفة هي التي تتحدى المخالفين وتأبي النسيان وأصوله محفوظة في الكتاب المسطور والكون المنظور , وإن بدا حال المسلمين غير ما ذكرنا لأنهم هجروا القراءة الصحيحة الواعية والقاصدة للكتابين وطلقوا الدنيا ليتزوجها غيرهم , واختار الكثير منهم سلوك المنهج الناطح للسنن , والشاطح مع القيم , والفاضح مع السلوك والأخلاق , والممتهن لكرامة الإنسان ؟ !

ما نحتاجه اليوم في سياسة الاجتماعية هو : المجتمع الحي بفكره , المبدع في عطائه , النافع في حياته , المتمدد سعيه في شعب الحياة وأكناف الوجود , تسخيرا وتعميرا .

وما نحتاج إليه من السياسيين هو من : يقدر على إنتاج المكتسب السالك , وإبصار الخطأ الهالك ؟ !
والحداثة في بعدها الفكري والإنساني : هي المشروع الذي تتزاوج فيه الدولة والأفراد , القيادة والمجتمع , بحيث يصبح كلا منهما قادر على دفع الآخر نحو الايجابي وتفجير طاقته في الخير , وكبح السلبي في حياته؟

وما يأخذ على الحركات السياسية العقائدية عندنا هو بعدها , بل تربيتها لأتباعها على البعد عمليا عن : ممارسة الحرية , وتطبيق الديمقراطية , والخوف الشديد من أصحاب الفكر المستنير والفقه البصير, حرصا على مقام القيادات التي لا تعرف طريقا إلى التداول السلمي للقيادة , واعتماد الفكرة الصائبة والخطة النافعة ولو جاءت من غير الحركيين ؟ !

وقديما قال العرب : إن العبد لا يحسن الكر وإنما يحسن الحلب والصر , وعبيدنا اليوم لا يحسنون لا الكر ولا الصر ولا الحليب ؟ ! تماما كما تحسن اليوم الكثير من قواعد الحركات السياسية التصفيق والتزوير والتدجيل , بسبب ضعف التكوين ,وقديما قيل : يجب أن تموت العبودية حتى تعيش الأمة آمنة قادرة على العطاء والإبداع , والمجتمع عندنا من زمان غشته غاشية من كره التجديد وحب التقليد والارتياح لسلوك العبيد والفناء في الزعيم ولو قادهم إلى الفقر والجوع فهو الزعيم المستوجب لثناء والتمجيد ما دام حي والناس عبيد !

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا