مدير"الفاو" :نعتزم تكثيف التعاون مع موريتانيا :|: توقف حركة الشاحنات بين مالي وموربتانيا بكوكي الزمال :|: موريتانيا تترأس اجتماعا هاما لدول الاتحاد الإفريقي :|: البنك الدولي : عودة معدلات النمو المنخفضة للاقتصاد العربي :|: اتفاق لتسوية الخلاف بين بلدية أزويرات ومصانع الذهب :|: مفوض حقوق الانسان يستقبل وفدا أمميا :|: الرئيس السنيغالي الجديد يزور موريتانيا :|: رئيس الجمهوريستقبل مدير " الفاو" :|: CENI تبدأ المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: وزيرالصناعة وكالة : ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي إلى 7.3% :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
 
 
 
 

الزميل حمو .... إلى رحمة الله / الدكتور الحسين ولد مدو

mercredi 27 janvier 2010


أولئك الذين يعملون لأن تتحول المهنة الصحفية إلي مهنة استقرار لا مهنة عبور يدفعون كثيرا ثمن التأسيس وزمن الريادة، كل ما التقيت احدهم ـ وقليل ما هم ـ إلا وأقدر فيه خياره الصعب واستمراره الأصعب، أعلم أنه يضع لبنة التأسيس لمهنة تستحق ذلك، بعضهم شب بها وفيها شاب، وبعضهم قضي نحبه سائرا بتلك الطريق .

هذا التراكم تحتاجه المهنة الصحفية، وضريبته قوة تبدأ بالايمان بالمهنة علي اكراهاتها وبتحمل انشغالاتها التي لا تحرض علي البقاء بها، وصولا لإقناع الآخرين بالفعل إننا نؤسس لمهنة في ظروف لا تحرض ... كان الزميل حمو من هؤلاء الصابرين علي جمر المهنة من الجيل الثاني الذي واكب قبل عشرين سنة المشهد الإعلامي دون انقطاع وبمحطات متعددة. في الصحافة ـ كباقي المهن ـ عابرون ومستقرون، المستقرون في المهنة هم روادها، المؤسسون لها، الدافعون لضريبتها، أما العابرون في الغالب فهم كتجار الشنطة غير مسجلين بالسجل التجاري، يمارسون المهنة اضطرارا لا اختيارا، و يرتادونها لهواية حاضرة أو لغواية عابرة.

كلمة الزميل بما تحمله من حميمية وروح زمالة وإحساس بالتشارك والتمايز، لم ترتبط في المشهد الإعلامي الموريتاني بأحد غير حمو، كثيرون لا ينادونه إلا مرفقا بتلك الصفة، هي عدوى تلفزية حين كان الزميل ينقل نتائج الانتخابات أو يعلن ظهور شهور الصيام أو الإفطار أو يقدم مستجدا يتلقفه المشاهدون.

كانت للفقيد قدرة كبيرة علي إبداع المقترحات والبرامج الأصيلة في المجال الثقافي، فهو علي ما حدثني أحد العارفين صاحب مقترح السهرة الرمضانية بالتلفزيون وهو مقترح الندوة الرمضانية بالنقابة، و يوما واحدا قبل ذهابه إلي سينلوي كان له بالنقابة حديث مطول يقترح فيه ضرورة تفعيل المشهد الإعلامي باستضافة النقابة لشخصيات ثقافية سياسية علي شكل ندوات مع الصحفيين، ووفاء للفكرة ستباشر النقابة إنجاز هذه الفكرة بحول الله.

وتميز الفقيد بقدرة غريبة علي استخلاص خيط المرح الدقيق من الأحداث اليومية وتجميع الوقائع بروح مرح عالية ودعابة مغلفة بالجدية، وكانت له حسنة الصبر وسعة الصدر والحيوية والابتسامة التي لا تفارقه.

في الندوة الرمضانية التي نظمتها النقابة و كانت من اقتراحه سألني خلال البرنامج عن أهداف التظاهرة قلت إنها فرصة لتواصل الأجيال الإعلامية ولاستحضار الذين رحلوا عنا من جيل الصحافة، وما كنت وما كان يعلم أنه سيكون أول الراحلين عن عالمنا من قطاع الصحافة بعد الندوة.

غادر الزميل إلي ضفة النهر لطلب العلم، كان يسابق فسحة العمر وما عادت بالعمر فسحة، فتوقف القلب العامر بحب البلد، الغامر بالعطف، وبدأت رحلة العودة إلى تكند حيث صلي عليه وإلي المدروم حيث مدفنه، نسال الله أن يسبل عليه شآبيب رحمته وواسع مغفرته وأن يتقبله مع الذين انعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
الصحافي عادة كالمعلم، مصعد الجميع، يبني الطريق ويمشي علي الرصيف، يغفل صحته، يحترق ليصعد الآخرون، أنه بتعبير أرسطو معلم العالم، وبواقعنا هو المعلم الذي تصعد عليه الأجيال ويتنكر له الرجال، وفي هذه المرة من الإنصاف الاعتراف بتداعي أعضاء الجسد الإعلامي لرحيل الزميل سواء علي المستويين الرسمي أو الشعبي، إعلاميون، وزارة اتصال، تلفزيون، إذاعة ووكالة أنباء، صحف، مواقع الكترونية، قناة الجزيرة، كلهم أعربوا عن تضامن مشهود ومشكور، كانت بحق لحظة تضامنية تستحق التنويه وتبشر بالشعور بوحدة المسار قبل وحدة المصير.

الدكتور الحسين ولد مدو نقيب الصحفييين الموريتانيين hmeddou@yahoo.fr

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا