رئيس "جي بي مورغان" لا يستبعد وصول سعر النفط إلى 150 دولارا للبرميل :|: نتائج انتخاب مناديب عمال شركة سنيم :|: تعهدات غزواني في رسالة ترشحه للمأمو رية 2 :|: بيرام يعلن ترشحه للرئاسيات المقبلة :|: ملتقى للمصادقة على تقرير رابع أهداف التنمية المستدامة :|: انواكشوط : مباحثات بين موريتانيا وليبيا :|: انواكشوط : تفريق وقفة للأطباء المقيمين :|: توزيع جوائز النسخة الرابعة من مسابقة "حفظ المتون الفقهية" :|: HAPA تشارك في المؤتمرالدولي لضبط منصات التواصل العالمية :|: توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
رأي حر/ نحن والسنغال.. المقارنة غير المنصفة/ المختار ولد خيه
 
 
 
 

عنصريون يؤدبون التاريخ (هوامش على ندوة السراج حول كتاب "موريتانيا المعاصرة")

mardi 26 janvier 2010


هذه جملة ملاحظات وهوامش حول النقاش الذي دار أثناء ندوة السراج حول كتاب "موريتانيا المعاصرة شهادات ووثائق" للباحث سيدي اعمر ولد شيخنا، كان بودي أن ألقيها وهو ما لم أتكمن منه بسبب شطب المؤلف سيد اعمر اسمي من لائحة متدخلي الجمهور ـ للمرة الثانية يحدث ذلك ـ على الرغم من كوني في صدر اللائحة وكوني سجلت بعد طلب المنظمين مني ذلك.

لقد جعلتني مداخلات بعض الحضور وخاصة من المدعوين الرئيسيين والمسئولين السامين السابقين لنقاش الكتاب أصر على نشر ملاحظاتي وأعنونها بهذا العنوان، ذلك ردا على آراء متطرفة وخارج موضوع الكتاب سمعتها اتجاه الزنوج ـ ثم "لحراطين" شيئا ما ـ في قاعة لم يكن يوجد فيها زنجي واحد قبل أن يلتحق بها عبد الله ممدو با ، وهي آراء لم يعبر أي من المتدخلين عن الاستياء منها وكأنها محل إجماع مع الأسف.

1

بعد شكري للمؤلف على هذا الجهد الكبير والرائع كان بودي أن أطلب منه المزيد من سعة الصدر خاصة اتجاه من سيحملون ما لم يتحمله، فمشكلة التأليف عندنا وخاصة عن التاريخ وبصفة أخص المعاصر منه أن أهل الولاءات الإيديولوجية أو الجهوية أو السياسية يتناسون أنه من المفترض في الكاتب أو المؤلف أن يكون حياديا خاصة إذا تعلق الأمر بسرد روايات تاريخية وأحداث معينة وليس قضية رأي، وأن المؤلف هنا ليس مروجا لهذه الطائفة أو تلك.
كما كنت أود أن أشير إلى أن المؤلف اهتم بالسرد التاريخي الصرف وبرواية الشهود وصناع القرار ممن عايشوا الفترة التي كتب عنها ولم يترك بصماته على أي رواية، بل ومنح كل أطراف صراع الفرصة ليروي كل منهم الأحداث حسب هواه وموقعه وهي "دبلوماسية" ستجنب المؤلف الكثير من ردود الأفعال لكنها محت شخصية المؤلف بشكل كبير.
2

كنت أود أن أطلب من المؤلف تجنب طباعة الجزء الثاني من كتابه أو إعادة طباعة جزئه الأول لدى من طبعوا النسخة التي بين أيدينا وذلك لرداءة الخط وضعف الحبك، كما كنت بصدد تنبيهه على ضرورة أن يستزيد من الوثائق كالتقارير والمراسلات لأن شهادات الأفراد في هذا الجزء طغت بشكل كبير على الوثائق وهو ما من شأنه أن يترك لكل شاهد المجال ليروي التاريخ كما يحلو له حسب موقعه ورؤيته وولائه.
3
لقد ذهب بعض المتدخلين من الضيوف الرئيسيين ومن الحضور الآخر إلى القول أن جميع الزنوج في موريتانيا سنغاليون، ورأى البعض أن غالبية الزنوج إنما أتوا هنا رماة مع المستعمر، واستدرك البعض الآخر (مسئول سابق كبير) أنه توجد فقط أسر زنجية قليلة جدا كانت مكاتبة لقبيلة كذا أو أسرة كذا هي ذوات الأصول الموريتانية معتبرا أن التاريخ لا يمكن تحريفه مجاملة لأي أحد !
لقد تناسوا أن هؤلاء الزنوج وجدوا هنا قبل أن توجد موريتانيا كدولة إن لم يكن قبل قدوم أو نزوح بعض القبائل العربية. لقد كان الهجوم على الزنوج من أكثر من متدخل أمر مخجل للغاية، فمثلا يصفهم أحد المتدخلين بقوله "إن كلما يقومون به هو بأمر من فرنسا وخدمة للمستعمر" مستشهدا بأحداث 1966 لم يستثن أحدا من القوم ولم يشر إلى بعض إيجابيات هؤلاء ولو مجاملة. كما تناسوا أصول الكثير من القبائل "العربية" التي تفتخر بأصولها المغربية أو الصحراوية أو حتى اليمنية دون أن يستطيع أي أحد الطعن في "موريتانيتها".
ثمة مفارقة أخرى عجيبة في هذه الازدواجية وهي كون الضيوف المحوريون اتفقوا أن كل تغيير (انقلاب) يحدث في موريتانيا هو صناعة فرنسية واتهموا جل الرؤساء بالولاء لفرنسا إن لم نقل العمالة لها ورغم ذلك لم يستطع أحد منهم أن يلصق تهمة العمالة للمستعمر بالعنصر العربي أو "بالبيظان" كما فعلوا مع الزنوج !!
4
لقد كان المستشار الإعلامي السابق للرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عبد الله مامدو با ناضجا ومسئولا جدا وبعيدا عن التشنج والتعصب حين خاطب من هاجموا الزنوج بأسلوب هادئ وبلغة فصيحة ورزينة ـ أشد فصاحة وبلاغة من بعض الضيوف الرئيسيين ممن مجد التعريب وافتخر بدوره فيه ـ قائلا أن الوقت قد حان لتجاوز الولاءات الضيقة والخطابات العنصرية، موضحا أنه من المخجل أن يوجد اجتماع في أي شأن وطني لا يضم سوى أبناء عرق معين أو قبيلة معينة بل أسرة في بعض الأحيان مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالقوميين الزنوج والعرب على حد سواء، ومعترفا أن من بين الزنوج من يعبد المستعمر ـ على حد تعبيره ـ لكنه محتج على التعميم وموضحا أنهم ليسوا نشازا في ذلك ، ومنبها أن القوميين زنوجا وعربا ينبغي أن يتجاوزوا ما سماه "مرحلة متجاوزة" وأن يكون الإطار الوطني فوق الجميع، مطالبا الطرفين أن يعيشا عصرهما.
5

أحد المتدخلين (مسئول سام جدا في نظام سابق) حذر الحضور (البيظان) من احتمال تمويل إسرائيل "للحراطين"، متجاهلا أن إسرائيل استفاد من تمويلاتها موريتانيون أو تعاونت معهم على الأقل وذهبوا إليها وليس من بينهم "حرطاني" أو زنجي. فالمسئولون السامون سواء كانوا وزراء أو سفراء ممن زار تل أبيب أو سكنها، ومئات الموريتانيين الآخرين من صحافة وسياح وتجار زاروا إسرائيل بل حتى فقهاء أفتوا بضرورة التطبيع دينيا ودنيويا كلهم ينحدرون من قبائل "عربية".
6
في إطار كلام البعض عن صناعة فرنسا لكل رؤساء موريتانيا والانقلابات فيها كان بودي أن أوضح أن القادة عندنا ثلاثة أنواع :
ـ قادة ذوو طموح ركبوا موجة النفوذ الفرنسي واستغلوا التحالفات الإقليمية والمحلية ليصلوا إلى أهدافهم السياسية (بعضهم عوقب في النهاية بالانقلاب عليه).
ـ قادة لم يكن لهم طموح سياسي أصلا لكن لما واتتهم الفرصة ووصلوا حيث لم يحلموا استيقظ حسهم الوطني أو الذاتي أو أطرتهم جماعات أخرى فانقلبوا على من صنعهم بما في ذلك فرنسا.
ـ قادة صنعتهم فرنسا وحلفاؤها في المنطقة وبقوا أوفياء ومدينين لها إلى أن انتهت صلاحيتهم.
7
كان بودي أن أسأل الباحث عن سر علاقة المملكة العربية السعودية بما سماه محو باريس ـ الرباط ـ داكار، وعن الذين عناهم كادير عندما قال للوزير السابق ملاي امحمد ولد ملاي ادخيل "إن الذين قتلوا ولد بوسيف كان بإمكانهم أن يقتلونا جميعا".
وفي شأن اختلاف الحضور حول حركة العاشر يوليو هل هي انقلاب أم حركة تصحيحة كان بودي أن أطلب من المختصين مؤرخين وساسة ولغويين أن يضعوا لنا تعريفا شافيا للانقلاب ولحركة التصحيح والفرق بينهما ولو اضطررنا في ذلك إلى تسمية كل انقلاب ناجح حركة تصحيحية وكل حركة تصحيحية فاشلة انقلابا.
8
وختاما كنت أرغب أن أعطي نماذج لما سماه بعض الحضور إهمال اللغة العربية والازدراء بها واستسهال الخطأ فيها عكس الفرنسية وفي هذا الصدد تذكرت بعض لافتات الشركات الوطنية الكبرى "كسوموغاز" (لافتة البيئة التي علقت قبالة القصر الرئاسي ) و"ماتل" التي كتبت قبل يومين في رسائل موجهة إلى كل مشتركيها (أي من الدولتان اللتان فازت بكأس إفريقيا).
كما كنت أنوي الختام بشكر المؤلف وتوضيح أنه يستحق مغفرة هناته وسقطاته ـ إن وجدت ـ لكونه أول من طرق هذا الباب بهذا الأسلوب وهذه الجدية والحيادية. كما كنت أود أن أقدم له اقتراحا بتأليف كتيب صغير كمقدمة لأجزاء كتابه يعنى بفترة الاستعمار حتى 1957 حيث بدأ كتابه لأن الكلام عن الاستقلال يستدعي المرور ولو قليلا على فترة الاستعمار .لكنه لم يسمح لي بالكلام والله أعلم بمراد المؤلف من ذلك.

محمد الأمين ولد سيدي مولود

ouldsidimaouloud@yahoo.r

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا