هل صحيح أنك رحلت عن عالمنا يا"حمو"؟
أغابت عنا بشاشتك ووجهك الصبوح وتواضعك الفذ؟
هل ذبلت حقا كل تلك الخصال الحميدة التي كانت بك تمشى على قدميها بيننا؟
رحلت نحو الله.. رحلت ولم نجد فرصة لتوديعك وأنت الذي استقبلتنا دائما بالأحضان ونزلت إلينا ملاكا رائعا خلوقا من سموات الإبداع والتألق الصحفي والثقافة الواسعة والتدين الأصيل.
دعنا نناديك بذلك الاسم المحبب إلينا وإليك ..باسمك العائلي المجرد وأنت الذي لم تكن تحب الرسميات ولبروتوكولات.. فالمهنة التي أتقنتها والذكر السائر والسمت الاجتماعي الرفيع والقامة الصحفية الفارعة كلها لم تغير فيك شيئا فقد كنت كما عرفناك خلوقا متواضعا مهتما بالجميع ودودا دمث الأخلاق فاضل السلوك والتربية والمحتد
لقد كنت بحق رجلا من الطراز الإعلامي النادر في بلادنا
ساهمت على امتداد عقدين كاملين في تطوير وسائل الإعلام المحلية خاصة المسموعة والمرئية قبل أن تحمل صورة ناصعة صافية عن الصحفي الموريتاني المميز خلقا وخلقا ومهنية وكفاءة وثقافة إلى آفاق العالمية باختراقك لسماوات قناة الجزيرة القلعة الإعلامية الفذة التي قدمتك لمشاهديها عبر العالم صحفيا قويا مقتدرا واثقا بمعلوماته متسلحا بكفاءة لا يعلى عليها وعند ما قدمت أنت إليها إسهاما موريتانيا متميزا أعطاها كل ما تستحقه في قلوب ملايين المشاهدين عبر العالم من صدارة وريادة وتألق..
ولقد مضيت إلى الله كما يفعل الرجال العظماء الحاملين أبدا رسالة السلف الصالح وأنت في رحلة علم وتعلم آمنت دائما بالسير في دروبها التي أيقنت بقلب مؤمن مطمئن أنها موصلة إلى الجنة أينما كانت بدايتها ومهما كان شكل نهايتها
سيدي نم هادئ هانئا وسنبكيك حقا لأننا بشر مفجوعون بغيابك وألسنتنا تلهج بالثناء على ذكرك الذي لن ينقطع والدعاء المستمر بأن يتقبلك الله عنده في جنة الخلد.
لا نعزي فيك أهلك ولا زملاءك في نقابة الصحفيين الموريتانيين ومكتب الجزيرة بنواكشوط وخارجهما لأننا ببساطة نجلس هنا بأسى وحزن لاستقبال المعزين برحيلك ونحن الأكثر تأثرا وحسرة بذلك الرحيل المفاجئ المزلزل..
رحمك الله يا "حمو" يا ولد أحمد مامين.. فلقد تركت وراءك بحق عالما يموج بالأسى والحزن ولوعة الفراق
وداعا "حمو"
حبيب الله ولد احمدو