بحث التحضيرللرئاسيات مع الامم المتحدة والاتحاد الأروبي :|: السيدة لأولى تنظم حفل إفطارلمجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة :|: النيابة العامة تستأنف الحكم في قضية قتل الصوفي :|: حزب التكتل يدين سجن ولد غده :|: مواعيد الافطارليو م18 رمضان بعموم البلاد :|: وزيرالدفاع وقائد الاركان بزويرات ..قبل زيارة الرئيس :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها وتطالب بإطلاق سراحه :|: تكوين لمفوضي وضباط الشرطة حول القوانين المجرمة للعبودية :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها :|: اتفاق مع شركات عربية لاستغلال حقلي "باندا" و "تفت" للغاز :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
 
 
 
 

الوزير الأول وحصاد عام من أزمات العمل / الدكتور أحمد سالم بن مايأبى

lundi 10 août 2009


صحيح أن العام المنصرم شهدت فيه موريتانيا أزمة غير مسبوقة في طبيعتها وطول عمرها وشدة تعقيداتها وتعدد أطرافها واختلاف خلفياتهم ومراكز القوة التي يعتمدون عليها، وثابت كذالك أن المحن إن لم تكن تصنع الرجال فإنها تكشف حقائقهم بما تعرضهم له من ابتلاء واختبار، ومُسلَّمٌ به كذالك أنه في نهاية كل أزمة متقدم ومتراجع، ولعل أهم المنتصرين في هذه الأزمة هم الشعب الموريتاني عموما الذي تجنب ما كان يلوح به البعض من تمزق وصراع وفوضى غير خلاقة، وهنالك آخرون من أفراد الشعب الموريتاني حققوا مكاسب ثمينة، ودخلوا عالم الشهرة من بابه المفتَّح، ولعل الدكتور مولاي ولد محمد لقظف أحد أولئك الذين خرجوا من هذه الأزمة بإنجازات لو لم يكن في هذه المنصب لما استطاع أن يحرزها، فلو لا شغب المعارضة وتخلي الكثير من متحدثيها عن اللياقة لما انكشف للناس سعة صدر الرجل، فقد تعرضوا له بالمضايقة في المحافل الدولية وجلسوا في الأماكن المخصصة له في المؤتمرات وشكلوا وفودا إلى جانب وفده، ودأبوا على نعته بالسفير الهارب عن عمله التارك لوظيفته........ ولم يزد ذالك الرجل إلا دماثة وتحليا بالرزانة، فلم يسمح له مستوى التربية ونوع الثقافة الذي يحمله أن ينزل لمستوى تسجل فيه عليه كلمة سوء بحق هؤلاء، ولو لا هذه الأزمة لما تكشف للناس شبكة العلاقات التي يتمتع بها الرجل في مكونات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الطوعي الأوروبية، فقد استطاع بحكمة نادرة أن يؤاخي بين العمل الرسمي والمدني وأن يوظف إمكاناته وعلاقاته في حماية بلده من التمزق مما جعل الاتحاد الأوروبي على قوة تماسكه يقف مما حصل في موريتانيا موقفا متوازنا فهنالك من دعم الشعب الموريتاني بغض النظر عن السلطة التي تحكمه وهنالك من غض الطرف وبقدر ما كان يتقبل المعارضة بالحرير كان يعطى الإشارات الخضراء والضمانات للدكتور في كل جولات المفاوضة التي دخلها بدعم رؤيته للمخرج من الأزمة، وليس سرا أن الجنرال آنذاك ( الرئيس حاليا) اختاره لأبعاد خاصة وإن كان البعض من الناس لا يدرك أهلية الدكتور للمهمة فلا شك أن الرئيس كان على ثقة كبيرة من قدرة من حمَّله ملف الرفض الخارجي، وخاصة مع الشركاء الأوروبيين، ولا أستطيع القفز على مصالح الغرب في حكم الرئيس ودعمهم لسلطته، فتلك قضية مستقلة، إلا أن هذا المقال موجه أساسا لرصد الملاحظات التالية بحق الوزير الأول :

• النجاح البينَ في تسويق رؤيته لدى الأوروبيين والأفارقة مما جعلهم يسلكون الطرق الدبلوماسية للحوار موكلين القذافي مبدءا وعبد الله مختما للتحدث باسمهم والنيابة عنهم.

• حسن إدارة الحكومة الأولى التي وإن كانت متجانسة في دعم النظام فإنها مختلفة في الانتماءات كما هو معروف.
ولعل تلك الإدارة وشبكة العلاقات الخارجية هو ما جدد ثقة الرئيس به، فبقدر ما كانت المعارضة تحرص على رفضه وتعتبره رمزا للانقلاب كانت ثقة الرئيس فيه تتعزز، فلم يرض بالتنازل عنه ولم يقبل فيه تفاوضا، لأن طبيعة الحكومة التي ستنبثق عن اتفاق دكار ليست عادية فهي ستشرف على إخراج البلاد من الأزمة بتنظيم الانتخابات، وأي اختلال فيها أو عدم انسجام فضلا عن الاصطدام سيصيب المشروع كله بانتكاسة، وإنصافا للرجل يستطيع المتتبع أن يقول إنه أحسن السياسة في رفضه لكل ما يهدد المهمة الكبرى، وفي مقابل ذالك سمح للوزراء بالتمتع بشهر من السلطة يسرحون ويمرحون تعيينا وإقالة ورفضا وقبولا؛ وكأنه لا يريد أن يتدخل لهم في شئونهم الداخلية حتى لا تتوفر لهم بذالك مادة إعلامية يتسترون وراءها بعدم استقلاليتهم في قرارهم وأنهم مورست عليهم ضغوط من الوزير الأول، فمسك العصا من النصف ووقف موقفا وسطا من الجميع إلى أن انتهى بتقديمه استقالتها دون أن ترقى الملاحظات لدى وزير الداخلية لدرجة الاهتمام بها، ودون أن يشكو وزير المالية عجزا، وما شاب المؤسسة الإعلامية من ذالك تم التغلب عليه في حينه وأعيدت الأمور لنصابها، والأهم من كل هذا أنه خدم مشروعه ودعم حليفه مشرفا على الحملة بنفسه مسخرا ماله وجاهه وذويه، لكن لم تستطع المعارضة أن تسجل عليه تحيزا ولا خرقا لقواعد العمل المهني ومدونة السلوك السياسي، فها هي المعارضة رغم تسرع متحدثيها ورغم تعودهم على النيل من الرجل لم يتمكنوا في الفترة الانتقالية من تسجيل ما ينقمونه ولا من توثيق ما يطعن في كل هذه الحقائق التي يقررها المقال.

وكم أعجبتني هذه الصفات في الرجل لكني لم أشأ أن أكتب عنها إلا بعد ما قدم استقالته، فكم لمست فيه كثيرا من الصدق لرئيسه والنصح له وإصراره الدءوب على كل ما يخدم رؤيته، ولا أكتب هذا عن بُعدٍ ولا اعتمادا على ما ينشر هنا وهناك، فقد قابلته بانواكشوط في عز الأزمة وتكشف لي منه كثير من الإصرار و الثقة بالنفس، وضمتني وإياه الدوحة إبان المؤتمر الاقتصادي نهاية العام 2008 وجلست معه طويلا وتحدثنا عن بعض المواقف التي لا تزال متصلبة وخاصة موقف الجزائر الذي كان يشكل محضنا وحيدا في المنطقة للجبهة تلك الأيام ولم يألو الرجل جهدا في متابعة ذالك الملف حتى أغلقت الجزائر أبوابها أمام رسل المعارضة الذين عرفت عمقهم وقلة خبرتهم بالعمل السياسي وضعف إمكاناتهم وانعدام مؤهلاتهم فاتضح للمشرفين على الملف أن مصلحة موريتانيا أكبر وأهم من التعويل على حلفٍ هؤلاء نموذجٌ له.

وإذا كان أطر الخارج هكذا يعملون وبهذه الطريقة يتصرفون فنعم الأطر وسواء جددت للرجل الثقة أم لم تجدد له فإنه في نظر المتابع المنصف قد خرج من الأزمة غانما سياسيا، موطأ الأكناف رزينا اجتماعيا يقدر للناس حقوقهم ويعرف مكانتهم وقد تجلى ذالك جليا حين اصطفت قبيلته التي عاش خارج ربوعها وراءه فاحترم الخصوصية وأدار الولاآت بنفس مستوى إدارته للحكومة غير ناسٍ ولايةَ الحوض الشرقي التي خصص لها وبذل فيها النفس والنفيس بحسب ما يحدثني المقربون والعارفون بشأنه، فحُقَّتْ لأهل الحوض الشرقي الوزارة الأولى إذا كان أطرهم بهذا المستوى وحبذا لو تشكلت الحكومة من مثقفين أغنياء أصحاب خبرة لا حاجة لديهم في المال العام، ولا شك أن المقيمين بالخارج هم الأكثر حظا في مثل هذه اللحظات وفي الداخل خير كثير عسى أن يعم البلاد والعباد.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا