لا يمكن استبعاد التخصص المهني للأشخاص عن شكل تواقيعهم، إذ لطالما ارتبط ذلك بالحياة المهنية لهم، بحيث يعكس تخصصاتهم، وحتى نوعية شخصياتهم. ولذلك فإن تواقيع الفنانين تثير المشاعر، وعادة ما يصعب قراءتها، فيما يتمتع الكُتاب بتواقيع أكثر حرفية يمكن قراءتها بسهولة، في حين تكون تواقيع العلماء بخط يد غير مُتقن.
ولم تتمتع التواقيع بالطابع القانوني المعروف حالياً، إلا في عام 1677 عندما سن البرلمان البريطاني قانوناً بذلك، مع أن التواقيع اليدوية ظهرت في عهد الإمبراطورية الرومانية. ومع توقيع الثائر الأميركي جون هانكوك إعلان استقلال أميركا عام 1776 كانت التواقيع قد أصبحت بمثابة عقود ملزمة، واستخدمت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
تواقيع غريبة
تعتبر بعض التواقيع غريبة كأصحابها، ولا تقتصر على كتابة الاسم أو بعض حروفه لتتضمن رسوماً تُعبّر عنهم. ولأن رجل الأعمال الأميركي الشهير، ورسام الرسوم المتحركة والت ديزني ابتكر شخصية ميكي ماوس، كان يرسم صورة ميكي ماوس أسفل توقيعه.
كما اعتاد الممثل الأميركي فنسنت برايس الذي اشتهر بأدائه أدوار الرعب، رسم صورة وجهه في بداية توقيعه قبل كتابة اسمه.
وفي انعكاس لشخصيته الساخرة، كان الروائي الأميركي الساخر كيرت فونيغوت يرسم صورة وجهه ويكتب اسمه في وسطها. ولأنه شارك في ابتكار لعبة "ميغامان" الشهيرة، كان منتج ألعاب الفيديو الياباني كيجي إنفونون يرسم وجه شخصية اللعبة الشهيرة ومن ثم يكتب اسمه تحتها.
وعكس الرسام الإسباني بابلو بيكاسو عبقريته في الرسم في توقيعه الذي يوصف بأنه لوحة فنية. الممثل الأميركي الشهير براد بيت اعتاد كتابة توقيعه بحرفين كبيرين مكونين من اسمه الأول (P) والثاني (B). وكان توقيع ألبريشت دورر الرسام الألماني وأحد مخترعي الطابعة ورواد عصر النهضة، عبارة عن الحرف الثاني من عائلته D) ( وسط الحرف الأول من اسمه (A).
ومن خطوط متعرجة تمتد لأكثر من 15 سنتيمتراً، يتكون توقيع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي يستغرق 7 دقائق لكتابته، والذي شبهه كثيرون ببيانات مقياس ريختر لرصد الزلازل. وبعد دخوله البيت الأبيض عام 2017 لفت ترمب متابعيه خلال كتابته توقيعه على المراسيم الرئاسية.
في المقابل، يتألف توقيع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما من الحرف الأول لاسمه (B) والثاني (O) وبينها تعرجات بسيطة.