امتنان من الرئيس غزواني لنظيره السنغالي :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسة :|: رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|: المندوب العام لـ "التآزر" يطلق عملية دعم 150 نشاط انتاجي :|: اتفاق بين الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص ومدرسة الشرطة :|: انطلاق حملة للتبرع بالدم في موريتانيا :|: افتتاح معرض "أكسبو 2024" بموريتانيا :|: وزيرالخارجية يلتقي نظيره الأمريكي :|: ولد بوعماتو يدعم ترشح الرئيس غزواني لمأمورية ثانية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

ولد منصور :"حزبنا واجه تحديات كثيرة منذ تأسيسه"

jeudi 20 décembre 2012


أكد رئيس حزب "تواصل" محمد جميل ولد منصور أن حزبه واجه تحديات كثيرة منذ تأسيسه من أهمها :" البناء و إكمال الأجهزة و الانتشار الجغرافي و النوعي و رغم مشاغل السياسة و الأولويات التي فرضتها تطورات البلد و آثار الانقلابات و التسويات و الانتخابات و المناكفات فقد وفق الله أهل تواصل في الالتزام بمواعيد التئام المؤسسات و الهيئات مركزيا و على مستوى منظمتي النساء و الشباب كما تحقق بفضله و منه توسع بشري و جغرافي شمل 48 مقاطعة في الداخل و 20 جالية في الخارج و تلاقت أعراق و فئات و جهات تحت ظلال نخلة تواصل حيث لا فضل لموريتاني على آخر إلا بالتقوى و العمل الصالح " حسب تعبيره..

وأضاف خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثاني لحزبه صباح اليوم بقصر المؤتمرات" لقد انتهت حملة الانتساب و التنصيب الممهدة لهذا المؤتمر إلى عضوية بلغت 73485 موزعة على كل ولايات الوطن و أعراقه و فئاته ، مسجلين بالأسماء و العناوين في قاعدة بيانات أخذت الوقت و الجهد يتعانق فيها الإطار و الامام و العامل و الطالب و الفلاح و الأمي تتقارب فيه النسب بين الرجال و النساء و يؤكد الأعضاء انتسابهم في جو كثرت ضغوطه" حسب قوله.

نص خطاب رئيس حزب تواصل محمد جميل منصور

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و التابعين بإحسان إلى يوم الدين - الضيوف الأكارم القادمون من خارج الوطن رجالا و نساء - السادة المدعوون من علماء و رؤساء و رؤساء أحزاب و شخصيات وطنية و دولية و قادة نقابات و منظمات المدنية .

 السيد رئيس المجموعة الحضرية لمدينة انواكشوط و السيد عمدة تفرغ زينه
 السادة السفراء و ممثلو السلك الديبلوماسي -السادة الصحفيون و الصحفيات - أيها المؤتمرون من أعضاء التجمع الوطني للإصلاح و التنمية " تواصل " - أيها الجمهور الكريم

يقول الله تعالى " و ابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين " .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد /
فها نحن بحمد الله و توفيقه و تسديده نجتمع في المؤتمر الوطني العام الثاني لحزبكم هذا بعد اكتمال دورة انتخابية كاملة مؤكدين التزامنا بالمؤسسية و دورات هيئاتنا مكاتب و مجالس و مؤتمرات راجعين بذلك لأصحاب الحق و التفويض الأصلي يقررون ما يرون و ينتخبون من يريدون ، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

إن مؤتمرنا هذا الذي ينعقد بعد أربع سنوات من مؤتمرنا السابق كانت حافلة بالأزمات و الإكراهات و المشاغل لهو مناسبة لشكر الله و الثناء عليه على هذا التوفيق و هي فرصة لنترحم على إخواننا الذين توفوا في هذه الفترة و ندعو الله لهم بالرحمة و الغفران و لنقدر من جمعنا معهم التوجه والفكرة و إن تمايزنا في المواقع و اختلفنا في المواقف و هي فرصة كذلك لنحيي كل شركاء الوطن أولئك الذين نشترك معهم الرؤية و الحلف ، و الذين نشترك و إياهم الموقع و إن مايزت بيننا المقاربة ، و الذين تظلنا معهم خيمة الوطن مهما كان مشترك السياسة قليلا .

هذا المؤتمر مناسبة لأن أشكر من القلب كل هؤلاء الذين شرفونا ، دعوناهم راغبين فأجابوا مشكورين سواء الضيوف الكبار الذين جاؤونا من قريب أو من بعيد و ذلك حكم الجغرافيا أما حديث القلب فالكل قريب و قريب جدا نشكر القادمين من فلسطين و تونس و المغرب و الجزائر و ليبيا والسنغال و مالي و السودان و الكويت واليمن و تركيا و ماليزيا و سوريا و نعم المبتدأ و نعم المختتم ، و سواء الضيوف الكبار من داخل الوطن رؤساء الدولة و الجمهورية و زعماء الأحزاب و أهل العلم و قادة الرأي و أمناء النقابات و رجال الصحافة .

أيها الجمع الكريم /
إن التجمع الوطني للإصلاح و التنمية " تواصل " حزب سياسي حديث النشأة إطارا معترفا به و لكنه تيارا و مدرسة أصيل متجذر صبر أصحابه و ناضلوا و تشبثوا بحقهم حتى نالوه و أصروا على هدفهم حتى وفقهم الله له ، بل هو أقدم من ذلك يستلهم مدارس الدعوة و الاصلاح في تاريخ هذا البلد ، فأولئك العلماء الذين دعوا و علموا و أولئك المجاهدون الذين قاوموا و قاتلوا و أولئك المصلحون الذين أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و أولئك المربون الذين زكوا و وجهوا كل أولئك سلف نعتز بهم نحيي و نجدد تراثهم و نعتبر أنفسنا امتدادا للنفس الاصلاحي عندهم .

لقد واجه تواصل منذ نشأته و بعد عقد مؤتمره الأول تحديات معروفة منها الداخلي و منها الخارجي ، فداخليا برز تحدي البناء و إكمال الأجهزة و الانتشار الجغرافي و النوعي و رغم مشاغل السياسة و الأولويات التي فرضتها تطورات البلد و آثار الانقلابات و التسويات و الانتخابات و المناكفات فقد وفق الله أهل تواصل في الالتزام بمواعيد التئام المؤسسات و الهيئات مركزيا و على مستوى منظمتي النساء و الشباب كما تحقق بفضله و منه توسع بشري و جغرافي شمل 48 مقاطعة في الداخل و 20 جالية في الخارج و تلاقت أعراق و فئات و جهات تحت ظلال نخلة تواصل حيث لا فضل لموريتاني على آخر إلا بالتقوى و العمل الصالح ، لقد انتهت حملة الانتساب و التنصيب الممهدة لهذا المؤتمر إلى عضوية بلغت 73485 موزعة على كل ولايات الوطن و أعراقه و فئاته ، مسجلين بالأسماء و العناوين في قاعدة بيانات أخذت الوقت و الجهد يتعانق فيها الإطار و الامام و العامل و الطالب و الفلاح و الأمي تتقارب فيه النسب بين الرجال و النساء و يؤكد الأعضاء انتسابهم في جو كثرت ضغوطه و تعددت صعوباته أمام اختيار الموقف المعارض ناصحا كان فأحرى ناصعا ... و في جبهة التوسع و الالتقاء مع إخوة الوطن و شركاء المرجعية سجل تواصل انضمام مجموعات و أشخاص في مختلف أنحاء الوطن رأت فيه قبلة لتلاقي الصادقين و سبيلا للنضال من أجل الحقوق و إطارا يبعث على الطمأنينة و الثقة ، و جاء انضمام مبادرة" لم الشمل التيجانيةليعطي" رسالة واضحة أن منتسبي التصوف عموما و التيجانية خصوصا يرون في هذا الحزب التقاء تاريخيا بين الأصوب و الأخلص و أن مسوغات التخويف و التخويف المتبادل تهاوت أمام صدق الخلفيات و وضوح دواعي الاجتماع و الالتئام .

أيها الجمع الكريم /
لقد بدأنا في تواصل حزبا محدودا بادرت به مجموعة معروفة الوصف و التاريخ و لكننا قلناها من البداية إننا بتأسيس هذا الحزب ننتقل من حال إلى حال و نراه إن ساعدنا و سوعدنا خيمة تسع الموريتانيين جميعا ، و اكتشفنا أن صورا و خلاصات كانت عندنا عن كثيرين ليست دقيقة و اكتشف كثيرون أننا لسنا كما كانوا يظنون أو يسمعون و هكذا سلكنا الطريق نحو الحالة الوطنية فبدأ الحزب يعبر عن اسمه " تجمع " حدوده الوطن و أهدافه الاصلاح و التنمية كل ذلك مؤطر و مؤسس على مرجعية إسلامية واضحة " كتابا منزلا و سنة هادية لا نحيد عنهما و نلتزم بأحكامهما ثم نؤسس على تراث الأمة و علمائها و نسترشد به و نؤمن أن الاجتهاد المؤسس على الوحي المستوعب للواقع القاصد للمصلحة هو آلية التجديد في الدين و مسايرته لكل زمان و مكان " فالحياة كلها في ظلال الايمان تكون " الإيمان بضع و ستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق ، و الحياء شعبة من الإيمان " و في تشبث بانتماء وطني لموريتانيا التي " فيها نشأنا و بها نعتز و لمصلحتها نهدف نذود عن حماها و نرعى وحدتها و أمنها ، فالوطنية عندنا منطلق و صفة و هدف و من مقتضيات هذا الانتماء حماية الوحدة الوطنية للبلاد بمختلف أعراقها و فئاتها و جهاتها " و بالتزام بالخيار الديمقراطي الذي أوضحنا أنه " خيار استراتيجي لا تردد فيه و نرفض الاستبداد و تبريراته و الأحادية و مسوغاتها " و قد قادنا هذا المسار إلى حالة من الاطمئنان المتبادل مع مجموعات مهمة من شعبنا نعتز بها و نفرح بها و يشرفنا انضمامها لنا و هكذا جاء شعار هذا المؤتمر معبرا عن حالة وطنية ظهرت مقدماتها و دعاؤنا أن تكتمل حلقاتها " مشروع جامع لمستقبل واعد " ... نعم نريده تواصلا مع أهلنا كافة و لأهلنا كافة .

أيها الضيوف الأكارم من خارج الوطن و من داخله / حضورنا الكريم / أحبابنا التواصليين و التواصليات
لقد كان مؤتمرنا في عام 2008 مؤتمر انطلاق و تأسيس و شرع إخوانكم و أخواتكم في تطبيق ما قررتم و تنفيذ ما أردتم و كتب الله التوفيق و التسديد و تحققت إنجازات مقدرة لزم الحمد عليها و تهنئة الإخوة و الأخوات بمناسبتها و إن لم يخل الطريق من الهنات و الأخطاء أحيانا في التقدير و أحيانا أخرى في التنزيل ، لقد تقدمنا في إكمال البناء التنظيمي للحزب خلايا و فروعا و أقساما و اتحاديات و ذلك في الداخل و الخارج مع استثناءات نأسف عليها و نعتذر لأهلها إذ لم نتمكن من الوصول أو تأخرنا فيه و لكننا على الاستدراك عازمون و تم التواصل مع هذه العضوية بالزيارات و الأنشطة و حلقات التكوين و التأهيل ، كما حلق في سماء الحزب جناحاه و زينته بين الناس و في المجتمع المنظمة الشبابية للإصلاح و التنمية و منظمة نساء الاصلاح ، عقدت مؤتمراتهما و تكونت هيئاتهما و تنوعت أنشطتهما . فنعم الشباب شبابنا و نعم النساء نساؤنا ، و باشرت عملها معظم قطاعات الحزب رئاسة و أمانة عامة و أمانات متخصصة فأطرت علاقاتنا مع الأحزاب و الشخصيات و المنظمات و تواصلنا مع إخواننا و أصدقائنا في الاقليم و العالم ، و كان إخواننا و أخواتنا المنتخبون و المنتخبات نموذجا في الدفاع عن مصالح الناس و كشف المخالفات و ممارسات الفساد و تميز عمدنا و لا فخر قادوا بجماعية و أدوا بتفان و شقوا الطريق إذ لا صلاحيات و لا إمكانيات تشهد بذلك "الصفا" قبل الانقلاب على عمدتها و شهدت به "كرو" و "الطينطان" و "دار النعيم" و "توجنين" و "عرفات" بعد ذلك و أسهم برلمانيونا شيوخا و نوابا إلى جانب زملائهم في المعارضة الديمقراطية في تعرية الأخطاء و ليست بالقليلة و بمساءلات دالة في مختلف القطاعات الحكومية ، و استطاع عدد من أقسام الحزب و ممثلياتهو أعضائه تنظيم و تقديم أنشطة و مهرجانات و تكوينات و خدمات أعطت للحزب امتدادا واسعا و مركزا و الفضل لله أولا و أخيرا .
إن عرضا محدود الوقت لا يستطيع أن يفصل فيما تم إنجازه خلال المرحلة الماضية بواسطة خطط سنوية كان المجلس الوطني يراقبها مرتين في السنة و كانت تشمل الجوانب التنظيمية و التكوينية و الاعلامية و الاجتماعية و السياسية و تطال مجالات العلاقات الخارجية و التأصيل و و التعليم و حقوق الانسان هذا فضلا عن أنشطة المنظمتين الموازيتين .
أيها الضيوف الأعزاء / أيها الجمع الكريم
إن لموريتانيا مواضيع يلزم التوقف عندها ، فنحن بلد متعدد الأعراق و الألوان لا يساوم في وحدته الوطنية و لا يقبل التفريق بين أبنائه على أساس اللون أو الجهة أو الخلفية الاجتماعية ، هكذا قرر شرعنا و هكذا تقتضي مصلحتنا ، نت هنا كان تواصل حريصا على خطاب التوحيد نابذا دعوات العنصرية باللسان كانت أو بالممارسة ، رحبنا بإخواننا المبعدين و بعد الله سبحانه و تعالى شكرنا صاحب المبادرة بالقرار و طالبنا و نطالب بإكمال العودة و جعل أهلها في ظروف تنسيهم سنوات التشريد و آلام الظلم ، أكدنا و نؤكد أن تسوية ملف ماضي انتهاكات حقوق الانسان و هي بالغة ومؤلمة لازم بمنطق يجمع بين الانصاف و العدل من جهة و التوجه نحو المستقبل و التركيز عليه من جهة أخرى ، جددنا و نجدد أن الهوية الوطنية تقوم على ركائز : الاسلام جامعا و مؤسسا لعلاقة تسمو على العرق و اللون ، و اللغة العربية لغة رسمية تسود الادارة و التعليم تلك اللغة التي أصبحت بعد نزول وحي الله بها لغة أمة لا قوم و لسان دين لا عرق ، و اللغات الوطنية الأخرى بولارية و سنكية و ولفية التحاما لكل مكونات الوطن و إثراء لثقافتها و لغتها و إحلالها مكانتها المستحقة رسميا و شعبيا .
أما موضوع الاسترقاق ممارسة و مخلفات فقد حسم تواصل في وثيقة منشورة معلومة موقفه مقرا بوجود الظاهرة و إن تراجعت و أصبحت بقايا ، منكرا الممارسة و مخلفاتها داعيا لعمل وطني جاد لتحقيق تحرير حقيقي و مواطنة كاملة لضحايا الظاهرة و ضحايا مخلفاتها مؤسس على مرجعية إسلامية لا لبس فيها ، داعيا للتعاون على ذلك و رفده بعمل توجيهي و إفتائي و اقتصادي و تنموي واسع .
أيها الجمع الكريم /
يدرك تواصل ما للنساء و الشباب من دور و أهمية و لذلك كانت رؤيته حافلة بالموضوعين و متعلقاتهما ، فالنساء شقائق الرجال و مشاركتهن في العمل العام حاجة و هدف و أحكام الشرع تساعد و تضبط و توجه ، و الشباب قوة الحاضر و أمل المستقبل ، لا تستغني عنهم الاحتجاجات في أوقات الحراك و شرط في البناء في أوقات التفاهم و الاستقرار ، حقهم على البلدان العناية و التكوين و الرعاية و ضمان المستقبل .
و قبل أن ننتقل لحديث السياسة و تطوراتها لابد من التوقف عند مسألة بالغة الأهمية و الحساسية تلك هي مسألة الجيش و السياسة ، لقد أوضحنا 2008 و نجددها الآن أن الجيش مؤسسة من مؤسسات الدولة لها صلاحياتها و اختصاصاتها المحددة و للسياسة أهلها ، و الخلط يضر بالاثنين سواء كان ظاهرا أو خفيا .
أيها الجمع الكريم /
لقد تساءل البعض عن تواصل و مواقفه ، استغرب البعض بعضها فبادر إلى التشكيك ، و انتهز البعض تحولات في هذه المواقف لم ينتظر السؤال عن أسبابها بل و تجاهل شرحا قدمناه و تبريرا أعلناه فدخل في حملة تشويه و استهداف للنيل من صورة حزب أساس رأسماله الصدق و الشفافية و مؤتمرنا هذا موعد للوضوح ليفهمنا الجميع و يسمع منا الجميع .
لم نكن لنتردد في حزب تواصل بعد انقلاب 2008 في رفض تلك الخطوة و الانخراط في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية مواصلين خلال سنة تقريبا نضالا نعتز به و بالشركاء الذين جمعنا بهم و حينما بدت في الأفق مقدمات حوار دكار كان صوتنا لصالح التفاوض و الحوار لأن أوضاع البلد ساءت و الضجر أخذ مأخذه من عامة الناس ثم إنه لابأس أن نجرب و نعطي الفرصة لعل الله يكتب للبلد انفراجا يحتاجه و توجها ديمقراطيا حقيقيا لم تعد الشعوب تقبل بغيره بديلا ، و نظمت رئاسيات 2009 و فاز فيها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز و لأننا تقنيا لم نجد ما يشكك في المصداقية العامة لهذه الانتخابات كنا من الأوائل المعترفين بنتائجها مذكرين بما صاحبها و سبقها من اختلال الموازين و عدم تكافؤ الفرص ، و دفعنا لموقف الاعتراف هذا الاحساس بضرورة إتاحة المجال و المساعدة على بعث جو هادئ يسوده الحوار اللازم حسب اتفاق داكار ، و قال البعض حينها إننا نريد المشاركة مع النظام و دخول حكومته و الحصول على حصاد الاعتراف و الحقيقة قلناها حينها أننا بعد الاعتراف يجوز في حقنا أن نشارك و يجوز في حقنا أن نعارض إذا اجتمعت شروط أي منهما ، ثم أعطينا الوقت الكافي من أغسطس 2009 إلى مارس 2011 نقوم و نراجع و خرجنا بخلاصات و نتائج ضمناها في وثيقة مشهورة معلنة للناس " إصلاح قبل فوات الأوان " قلنا فيها إن الأحادية ترسخت و الفساد انتشر و أنه لا سبيل إلا بإصلاح سريع و عميق يقدم للشعب الموريتاني ما نالته شعوب أخرى أو منه يقترب و لكن بأسلوب الحوار و التنازل و كان الأمر ممكنا و لكن السلطة فضلت مسارا آخر و هكذا ظل ذلك الأوان يقترب حتى تأكد عندنا أن الوقت و المسؤولية لا يسمحان بهذا التوسط و لا بتلك المنزلة و أن جمع قوى المعارضة القوية أولى و تعزيز صفوفها بحزب في حجم و أهمية تواصل لم يعد قابلا للتأخير و هكذا التحقنا بزملائنا في منسقية المعارضة الديمقراطية واثقين أن مسار الاصلاح و التغيير الديمقراطي يقتضي هذا الموقف و يتطلبه، قال بعضهم حينها أن الربيع العربي و ما شهده من تحركات شعبية و حضور بارز للتيار الاسلامي هو ما أملى علينا نوع الموقف و قوة الخطاب و مع أن هذا الربيع كان بالغ التأثير و المخطئ من يتجاهله أو يدعي نسبة غير صحيحة إليه و مع أن تأثيره يشرف و لا يخجل و فسطاطه أنقى توجها و أوضح رؤية فإن العوامل الداخلية في بلادنا و حرصنا على الإصلاح و الديمقراطية فيها كان الأساس في تحولات الموقف و الرؤية .
إن حضور كل هذه الوجوه الوطنية اليوم و كل هذه الأحزاب مهما اختلفنا مع بعضها أو تمايزنا مع بعضها أو تلاقينا و تحالفنا مع بعضها الآخر و هذا الحضور المميز لأبناء و بنات هذا البلد أطر نوعية و فاعلين مدنيين و مناضلين و مناضلات ليجعل هذا المؤتمر مناسبة لأن نخاطب الجميع ليتحمل مسؤولياته في حق وطن و شعب يستحقان كغيرهما من الأوطان و الشعوب أن ينعموا بإصلاح جاد و ديمقراطية حقيقية ، إن الاصرار على أنماط في الحكم لا تصلح و لم تعد ممكنة و لا مقبولة و معاكسة تيار الارادة الشعبية خطأ كبيرضرره يطال الوطن و مستقبله فضلا عن فاعليه و المتشبثين به ، و موريتانيا و هي تواجه تحديات جساما على المستويات الأمنية و المؤسسية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية تستحق منا جميعا أن نفكر في مصيرها و أن ندرأ الخطر عنها و أن نسعى لما يجمع أبناءها و يحفظ لحمتها و كل الأفكار و المبادرات المطروحة تستحق الدراسة و الاهتمام ، المهم أن تخلص النيات و تتحدد الأهداف في بناء موريتانيا متصالحة مع ذاتها مفوضة الأمر لشعبها لبناء ديمقراطية حقيقية لا لبس فيها و لا تدليس ، قائمخة على العدل " جماع الحسنات العدل ، و جماع السيئات الظلم ، و هذا أصل عظيم " كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية .

أيها الجمع الكريم /
ننظر من حولنا فنرى الأزمة في مالي أصعب ما تعانيه المنطقة و يعانيه شعب شقيق عزيز هو الشعب المالي ، انقلب فيها على السلطة الديمقراطية و انفصل عمليا أكثر من نصف البلاد ، و توسع حضور جماعات العنف ثم بدأت طبول الحرب تدق و خططها توضع و القرارات المسوغة لها تتخذ ، و نحن إذ نتشبث مع كثيرين في ذلك بوحدة دولة مالي مع ضمان حقوق جميع ساكنتها و مكوناتها و خصوصا في الشمال الذي عانى أهله كثيرا و إذ نعتبر الإرهاب و جماعات العنف تهديدالأمن المنطقة ، فإننا نرفض الحرب رفضا قاطعا و نعتبرها خطرا على الاقليم و على مالي و على موريتانيا التي تجتمع مع مالي في حدود تزيد على 2200 كلومتر توجد عليها أكبر ولايات الوطنو نرفض أي مشاركة لبلادنا فيها سواء مباشرة أو بواسطة الدعم والاسناد ، أما شمالا فنتابع تطورات قضية الصحراء آملين أن توفق جميع الأطراف لحل تام بالحوار و التفاهم مؤكدين أننا في موريتانيا نصلح مساعدين على الحل لا منحازين لأحد .

و تستمر حركة الشعوب المتلهفة للحرية و الانعتاق ، فبعد تونس البادئة بسنة الانتفاض جاءت مصر الكبرى ثم كان لليمن نصيب تستمر الفلول في إعاقته واختار المغرب الشقيق مسار التكيف معلنا عن إصلاحات نرجو لها النجاح و التوفيق و في ليبيا تطلبت ثورة الحرية و الكرامة ثمنا كبيرا دفعه الليبيون دون تردد وها هو الشعب السوري الأبي يسطر ملامح النضال و التضحية و يفرض عليه بطش النظام و ظلمه أن يخوض حربا حقيقية حتى تتحرر الشام و حمص و حماه و حلب و سائر سوريا و تتململ الشعوب هنا و هناك تريد تحررا تريد كرامة تقبل ذلك لو أتى بالمبادرة و الاصلاح الهادئ و تريده و لو بالثورة و الانتفاض ... و جنوبا نتابع التطورات الديمقراطية التي حررت العاجيين من أحادية اكباكبو و حققت التناوب في السنغال الشقيق و أدت إلى التداول في النيجر و تبدو آثارها واضحة في غينيا كوناكري .

و تبقى أم القضايا و قضية الأمة المركزية ، قضية فلسطين العنوان الأبرز حيث يؤكد الشعب الفلسطيني أنه من طينة خاصة ، يشتد الاحتلال و لا يستسلم الفلسطينيون ، يتعزز الحصار فيصمد الفلسطينيون ، تكثر المؤامرات فيتوكل الفلسطينيون ، تتنوع أنواع الحرب و الاستهداف فيقاوم الفلسطينيون و ينتصر الفلسطينيون ، لقد كانت حرب غزة الأخيرة مؤشرا واضحا على التحول في الميزان العسكري كما كانت زيارة قيادة حماس أبو الوليد و أبو مرزوق ( الأسماء ) و صحبهمالغزة المجاهدة و الصامدة مؤشرا آخر على تحول في الميزان السياسي و يستمر الكيان الصهيوني في غيه متجاوزا فلسطين إلى العدوان على السودان و قصف مجمع اليرموك واستهداف مصر في انسجامها و أمنها و تحولها الديمقراطي .
إننا ننظر للعالم من حولنا فنجد أن منطق القطب الواحد المهيمن بدأ في التراجع و أن شعوبا و دولا تظهر و تبرز بديلا أو منافسا في الاقتصاد أو التقانة أو الخدمات أو غيرها و هو أمر مريح و مشجع .

أيها الضيوف الأكارم، إخواني أخواتي

إن مؤتمرنا هذا و الذي ينعقد تحت شعار " مشروع جامع لمستقبل واعد " نريده محطة فاصلة نعزز فيها الايجابيات و هي عديدة و الحمد لله حمد الشاكرين و نعالج الاختلالات و هي موجودة و نستغفر الله استغفارالمقصرين ، نريد أن ندخل به إلى مرحلة جديدة عنوانها أن تواصل يفتح قلبه و ذراعيه لأهلنا كلهم لأباء الوطن نريدهم و نفرح بهم نقدم لهم خطابا يؤمن بالله و لا يكفر بالانسان ، يلتزم بالوحي و لا يغيب العقل ، يدعو إلى الروحانية و لا يهمل المادية ، يغري بالمثال و لا يتجاهل الواقع ، يدعو إلى الجد و الاستقامة و لا ينسى اللهو و الترويح ، يتنى الوطنية و المحلية و لا يغفل العالمية ، يتمسك بالأصالة و يحرص على المعاصرة ، يعتز بالماضي و يستشرف المستقبل ، ينادي بالاجتهاد و لا يتعدى الثوابت ، ينكر الإرهاب الممنوع و يؤيد الجهاد المشروع ، ينصف المرأة و لا يجور على الرجل ، يدعو للوحدة و يعتز بالتنوع ، يرفض الظلم و لا يغري بالانتقام .

هذا خطابنا نقدمه لكم ، و هذه هويتنا نشرحها لكم تقول على فهم شامل عبر عنه الإمام الشهيد حسن البنا متحدثا عن الرسالة " إنها الرسالة التي امتدت طولا حتى شملت آباد الزمن و امتدت عرضا حتى شملت آفاق الأمم و امتدت عمقا حتى استوعبت شؤون الدنيا و الآخرة "، و هذه رغبتنا فيكم و احتفاؤنا بكم ، لا نضجر من نقد و لا نتعصب على موقف ، و لا يعمينا توسع و نكرر مع السلف " من الصفوة أقوام ......... " نحمد الله على التوفيق و نجدد الترحيب بالضيوف ترحيبا لولا حدود الوقت و محدودية اللغة ما توقفنا عنه أجدد الترحيب بالجميع راشدا و سيدا و مرزوقا و ناصرا بالحق للحق بإذن الله و سلطانا و موفقين و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

و الله أكبر و لله الحمد .

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا