اعتبرت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية دعوة القذافي إلى العمل لإنجاح انتخابات 06 يونيو منحازة "لأجندة المجموعة العسكرية إخلالا جوهريا بدور الوسيط وخروجا على توصيات المجموعة الدولية".
وجددت الجبهة في بيان تلقت صحيفة الحصاد نسخة منه "انفتاحها على أي حوار جدي ،ينسجم مع نظم ولوائح الإتحاد الإفريقي و بيانات المجموعة الدولية، وخاصة بيان أديس أبابا الصادر في الواحد والعشرين نوفمبر الماضي" .
وفيما يلي نص البيان :
"بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية
بيان صحفي
لقد كانت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية،القوى الوطنية الأولى التي رحبت بدعوة مجموعة الاتصال الدولية إلى تنظيم حوار بين الفرقاء بحثا عن حل دستوري توافقي للأزمة التي دخلتها البلاد منذ الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في السادس من أغسطس 2008.
وكانت الجبهة في طليعة المرحبين بوساطة الإتحاد الإفريقي التي كلف بها القائد معمر القذافي، حيث عبرت في البيان الصادر بتاريخ 06-03-2009 عن كامل استعدادها لإنجاح المهمة بما ينسجم مع الدستور الموريتاني ويتطابق مع نصوص الإتحاد الإفريقي وتوصيات مجموعة الاتصال الدولية.
فقد التقت الجبهة خلال اليومين الماضيين مع الوفد الليبي، وعبرت خلال تلك اللقاءات عن رغبتها واستعدادها للمساهمة في البحث عن حل دستوري، وقدمت مقترحات عملية تراها ضرورية لتهيئة أجواء حوار جدي، وانتهت تلك اللقاءات بلقاء مغلق مع الرئيس الدوري نفسه بحضرة ممثلين عن مختلف الأطراف، وعبر قادة الجبهة خلال اللقاء عن رفضهم لمقترحات " الأمر الواقع" التي ظهر أن المشرفين على الوساطة ارتهنوا لها، وباتوا يحاولون بشتى السبل استدراج الجبهة للقبول بها، انقلابا على مواقفها الصارمة من اختطاف موريتانيا من قبل زمرة انقلابية لا ترى غير مصالحها الضيقة والأنانية.
وقد جاءت القطرة التي أفاضت الكأس حين بدأ القائد القذافي يتحدث بلغة غير لائقة عن تاريخ موريتانيا وحاضرها بما يمس من كرامة البلد وسيادته، ليختم حديثه بمواقف شديدة الوضوح في تعارضها مع مبادئ الإتحاد الإفريقي، و مبادئ النظام الديمقراطي وآلياته، وكذا مع المنتظر منه كوسيط، وهو ما تصدت له الجبهة من خلال رئيس الجمعية الوطنية وبقية قادة الجبهة في خطوة الانسحاب المشرف من قاعة يعرض فيها بتاريخ موريتانيا وحاضرها وتتم فيها مباركة الانقلابات علنا من قبل رئيس الاتحاد الإفريقي.
إن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية نظرا لكل ما سبق، وتعبيرا عن تعلقها بقيمها الديمقراطية يهمها أن تعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي :
1 - رفضها المساس بتاريخ موريتانيا وحاضرها، وجعل مستقبلها مختبرا للتجارب.
2 - رفضها الانطلاق من الأمر الواقع للبحث عن مخرج من الأزمة وتمسكها بمواقفها الثابتة من الانقلاب، فلا حل إلا باستعادة الشرعية الدستورية، ممثلة في الرئيس المنتخب السيد سيد محمد ولد الشيخ عبد الله.
3 - تمسكها بنظم وبيانات الاتحاد الإفريقي وتوصيات ومواقف المجموعة الدولية المجمعة على ضرورة إفشال الانقلاب ، خدمة للمصالح العليا للقارة، وللاستقرار والسلم الدوليين.
4 - اعتبارها تصريحات القذافي المنحازة لأجندة المجموعة العسكرية إخلالا جوهريا بدور الوسيط وخروجا على توصيات المجموعة الدولية، وهي تجدد بالمناسبة انفتاحها على أي حوار جدي ،ينسجم مع نظم ولوائح الإتحاد الإفريقي و بيانات المجموعة الدولية، وخاصة بيان أديس أبابا الصادر في الواحد والعشرين نوفمبر الماضي .
نواكشوط 11 مارس 2009
اللجنة الإعلامية"