لم يشهد التاريخ الموريتاني قديما وربما حديثا مثل ما تشهده الساحة الوطنية الآن من تجاذب وتلامس وتلاسن وأشد ما يلفت النظر ما تروج له جهات لا أريد أن أشير لها بالأصبع لكنها تعرف نفسها جيدا من تطبيل وتزمير لنزع عمامة أسس الحكم في دولة القانون والدعوة إلى المشاكسات والتهديد لاسيما أن حق التعبير والتصويت مصان لكل فرد من المجتمع،ولربما نجد أفراد الأسرة الواحدة هذا يري مصلحته وهدفه في التواصل مع زيد بينما أفراد الأسرة الآخرين في جهة معاكسة مع عمرو، والكل يعيش تحت سقف واحد في طمأنينة وراحة، والفيصل لاينبغي أن يكون بأساليب لاتليق أن تصدر من ناس خيرة وخبرة أوكلت لهم مسؤولية الدفاع عن الحق والحقوق وأوصلتهم أصوات منتخبيهم العاجزين بأن يتربعوا أو يجلسوا على كرسي البرلمان أوالشيوخ، أو الذين تحملهم رياح التغيير برؤي أرجو أن تكون تصبو إلى إرساء سفينة البلد إلى بر الأمان، لهؤلاء وأولئك، أقول تمهلوا ولتأخذكم رأفة ورحمة بهذا الشعب الضعيف الفقير الذي بالكاد إن قدر الله للفرد فيه الحصول على قوت يومه بالمشقة وثقل الكاهل.
ففي السنوات الخوالي وفي مستهل بزوغ نجم الديمقراطية عاش هذا الشعب البريئ الطيب دائما السلم والتآخي حيث عرف بشعب السلم والسلام، وفي أحلك الظروف وقف صفا واحدا دون ضرر ولا إضرار.
فإلى متي سيظل يعيش في هذه الديمومة متشتت الأفكار ومتغلب المزاج ومطروف العينين،فهل يرضى طرف من كان أن تظل الأمور عائمة لابداية لها ولانهاية وتكون كل وسائل التفاهم يسودها جو من الضبابية وربما نهاية في النفق؟....