كاريتاس : "موريتانيا تستخدم مركز المهاجرين في نواذيبو لاستدرار أموال الأوربيين"

المدي ـــ نشرت جريدة "والفجر" السينغالية تقريرا تحت عنوان : "موريتانيا وسباق الأرقام في المركز غير الشرعي لتوقيف المهاجرين بانواذيبو"، قالت فيه ان "هيئة كاريتاس" المسيحية "التنصيرية" ترفض الاعتراف بشرعية هذا المركز الذي أنشئ سنة 2006 بدعم مالي من إسبانيا.

ونقلت الجريدة عن مسؤولين في "كاريتاس" قولهم ان "الأصداء التي تصلهم من المركز تشير إلى ظروف توقيف غير ملائمة إطلاقا".

وقال اغرغوار شيكو، الأمين العام لهيئة كاريتاس في مدينة نواذيبو، والموجود حاليا في دكار للمشاركة في ندوة حول الهجرة السرية : "الموقوفون في مركز نواذيبو قابعون طول النهار بين أربعة جدران، لا يمكنهم حتى ولوج الساحة. فهم لا يخرجون من زنزاناتهم إلا إذا كانوا في حاجة إلى المراحيض، وعندها فهناك دائما شرطي ملاصق لهم"، مضيفا أن "الشهادات التي تصل كاريتاس تفيد بأن الموقوفين يتلقون معاملة سيئة".

وفي ذات المعرض قالت خالي انجاي (محاسبة الهيئة) : "لا يوجد وقت محدد لتوقيف الناس في مركز نواذيبو، فالتوقيت مرتبط بالعدد الذي تريده السلطات الموريتانية. ولا يوجد ترحيل فردي للأشخاص. فإذا ما أوقفتكم السلطات، وأتت بكم إلى هذا المركز، يجب أن تنتظروا توقيف آخرين حتى تبلغوا العدد الذي يملأ شاحنة. وإذا لم تبلغوا هذا العدد، خلال أسبوعين أو أربعة أسابيع، يكون لزاما عليكم أن تنتظروا مدة أطول دون غذاء ودون ماء".

وجاء في التقرير ان مسؤولي كاريتاس قالوا ان "أوربا، التي خصصت 8 ملايين يورو لهذه الاستراتيجية، إنما شجعت الدول الإفريقية على اللعب على الأرقام (لأنها هي الهدف الحقيقي بغية استدرار الأموال). فرغم أن قوارب الموت تناقصت بشكل كبير، إلا أن تبرير صرف الأموال يتطلب التلاعب بالناس وتضخيم الأرقام، وبالتالي فعندما يتشاجر أجنبيان يتم اعتقالهما لدى الشرطة (في نواذيبو) ثم يتم اقتيادهما إلى مركز توقيف المهاجرين، وبعد أيام أو أسابيع تـُـرحّـلهم السلطات. والسبب الحقيقي أنه لابد من ملء اللوائح وتقديم أرقام للممولين كي يواصلوا منح التمويلات".

وأضاف التقرير ان "مركز توقيف وتجميع المهاجرين السريين في نواذيبو لم يشهد تراجعا في أعداد الموقوفين إلا سنة 2010، بالرغم من أن عدد الذين وصلوا إلى جزر كناريا تناقص كثيرا منذ بلوغه الرقم القياسي (30 ألف) سنة 2006، مسجلا تراجعا آخر سنة 2008 إذ بلغ العدد أقل من 10 آلاف، وأقل من 3 آلاف سنة 2009".

وجاء في التقرير ان "السلطات الموريتانية تعمد إلى توقيفات جماعية داخل الجاليات الأجنبية الإفريقية عندما تكون بحاجة إلى أشخاص إضافيين لملء مركز نواذيبو، دون النظر إلى وضع هؤلاء الذين من بينهم من لم يفكروا أبدا في الهجرة السرية وإنما هم عمال في مطاعم أو صيادون...".

بحث وترجمة موقع المدى